أعترف أنني من الناس «الجوجليين»، والمقصود به أنني أقصد «العم جوجل»، لأنني قد أحتاج إليه في كل شاردة وواردة قد تدور في ذهني، فأنا أعتبر محرك البحث «جوجل» من أهم مصادري البحثية على كافة الأصعدة، فعندما أود معرفة معلومة معينة أضغط على محرك البحث «جوجل»، وعندما أريد أن أتعرف على شكل أي شخصية أبحث في محرك الصور الخاص به، وكم هو رائع وحكيم هذا المحرك الذي أطلق عليه بيني وبين نفسي لقب «العم جوجل»، وكيف لا يكون بمثابة «عمي» وهو الذي يعلمني ولا يرد لي طلباً لدرجة أنني إذا أدخلت كلمة خطأ يقول لي «هل تقصد».. ويعطيني خيارات أقرب إلى صحة ما يدور في عقلي!!
ولا أبالغ مطلقاً إذا قلت إنني أدخل على «جوجل» أكثر من 10 مرات في اليوم الواحد في الوضع الطبيعي ليحل لي أي إشكالية أواجهها، أما في حالة العمل أو البحث فأعتمد عليه اعتماداً رئيساً فكم المعلومات التي يحتويها هذا المحرك خطيرة ومؤثرة جداً، ناهيكم عن سهولة وسرعة الوصول إلى المعلومة. كتبت مراراً وتكراراً عن موضوع صورة البحرين في محرك البحث «جوجل»، وأذكر أنني ذكرت لكم قصة صديقتي الأجنبية التي كانت تنوي زيارة البحرين وتراجعت عن قرارها بعدما شاهدت صوراً ومقاطع فيديو على «جوجل» تظهر البحرين على أنها دولة مفككة لا يوجد بها أمن!!
وكتبت عن ضرورة أن يساهم أي فرد ومواطن في مملكة البحرين في تغيير هذه الصورة عن طريق تصحيح المعلومات المغلوطة على برامج تقبل التعديل مثل بعض الموسوعات كـ»ويكيبيديا»، ومحركات البحث مثل «جوجل» عن طريق تحديث الأخبار واختيار «الوسم-key words» الصحيح الذي يجعل الأخبار الإيجابية والحقيقية تظهر عبر محرك البحث. وهذا ليس بالصعب مطلقاً فعندما أقوم كمواطنة صالحة بالتقاط صورة لأحد معالم البحرين وأضعها في مدونتي أو مواقع التواصل الاجتماعي يجب أن أختار كلمات «وسوم» أو «هاش تاغ» تجعل الصورة تظهر عند الحديث عن مملكة البحرين مثلاً.
ولكي أسهل على القارئ فهم مقصدي سأروي ما حدث معي مؤخراً، حيث إنني أعكف حالياً للعمل على كتاب عن المرأة البحرينية، وكما ذكرت سالفاً فإنني أعتمد بشكل أساسي في استقاء المعلومات على محرك البحث الإلكتروني الذي يمكن أن يوصلني إلى جميع المعلومات حول الموضوع الذي أبحث عنه، ليس فقط عبر المواقع الإلكترونية بل حتى من خلال الإصدارات والمكتبات العالمية، حيث يسعى الجميع حالياً للاحتفاظ بالمعلومة على شبكة الإنترنت العالمية، وفي رحلة بحثي كتبت في «جوجل»، «نساء البحرين» فظهر لي عجب العجاب.
ولو أنني لم أكن «بحرينية» وأعرف حقائق الأمور لتوقعت أن المرأة في مملكة البحرين تعيش وضعاً يشبه إلى حد كبير واقع المرأة في إيران أو العراق من ظلم وسلب للحقوق!! ولمن يريد معرفة ما أقصد أكثر ما عليه إلا أن يكتب وسم «نساء البحرين» في محرك جوجل للصور!
المحتوى الإلكتروني هو تخصص جديد ظهر نتيجة تطور الإعلام الإلكتروني، وهو تخصص منفرد، فلا نستطيع أن ندعي أن أي إعلامي يستطيع أن يستوعب التعامل مع المحتوى الإلكتروني، واستخدام «الوسوم» وهو ما يعرف بالكلمة التعريفية «Key words» هو فن تتمتع به بعض المواقع وتتفوق به عن غيرها، فلهذا تجد أن أخبارها تظهر في أعلى صفحات محرك البحث، بينما بعض المواقع الرسمية وبسبب عدم «حرفنة» العاملين عليها نجد أخبارها لا تظهر على مواقع البحث، أو تظهر في صفحات متأخرة.
ولهذا أدعو جميع الجهات الرسمية أن تراجع سياسة استخدمها للمحتوى الإلكتروني و»الوسوم» لتظهر منجزاتها التي هي انعكاس طبيعي لمنجزات الدولة، كما أتمنى من المواطنين أن يستخدموا «الوسوم، والهاشتاغ» بشكل يعكس إنجازات وطننا الغالي، لكي نستطيع أن نعكس الوجه «الحقيقي» والمشرف لمملكتنا الغالية، وأن نحارب كل من يسعى إلى تشويه منجزاتنا عبر صور ليست من الواقع وبذات السلاح الذي يستخدمه.