في بعض الأحيان تكاد لا تصدق ما تسمع، ولكن أن ترى أمامك وتسمع، فإن هذا من الممكن أن يعتبر شيئاً من الخيال، أنت كإنسان تقف عاجزاً أمام خبر مؤثر جداً، بحيث أنك لا تستطيع أن تتجاوزه، لما يحمل من قوة هائلة، خاصة إذا كان هذا الخبر يخاطب روحك ومشاعرك، وقد يصدمك بقوة ما يطرحه، وقد تفاجأت كما فوجئ غيري، وربما في كل الديانات السماوية والوضعية، عن المسلم الأمريكي محمد عبدالله، الذي اعتنق الإسلام وهو في الثامنة من عمره، قد يصرخ البعض منا، أنه مازال صغيراً، على تقرير مصيره بنفسه، ولكن قبل إصدار أي حكم عليه، تعالوا لنسمع قصته التي تدخل القلب دون استئذان، لأنها تخاطب المشاعر الروحية فينا وتجعلنا نشكر أبويه اللذين وإن لم يتحولا إلى الإسلام، جعلاه يختار الدين الذي يريد ويحلم، في المقابلة معه يتكلم عن تجربته، والذي يقدمه الخبر الذي وصل إلينا على النحو التالي.
ولد ألكساندر فرتز لأبوين مسيحيين في عام 1990، وقررت أمه منذ البداية أن تتركه ليختار دينه بنفسه، فأحضرت له كتباً دينية في شتى الأديان، وبعد قراءة متفحصة، أعلن إسلامه وعمره 8 سنوات، بل وتعلم كل شيء عن الإسلام، والصلاة، وحفظ القرآن، والأذان، والكثير من الأحكام الشرعية دون أن يلتقي بمسلم واحد..!!
سمى نفسه «محمد عبدالله» تيمناً باسم النبي الكريم الذي طالما أحبه..!!
استضافته إحدى القنوات الإسلامية، وكان بصحبة والدته، كان مقدم البرامج يستعد لإلقاء الأسئلة على الصغير، ولكنه فوجئ به هو الذي يسأله، كيف يمكنني أداء الحج والعمرة؟ هل الرحلة مكلفة؟ من أين أشتري ملابس الإحرام؟
كان الصغير مشهوراً في مدرسته، حينما يأتي موعد الصلاة يقف وحده ويؤذن ثم يقيم الصلاة وحده..!!
سأله المذيع: هل تقابلك مشاكل أو مضايقات في ذلك؟ فأجاب بحسرة: تفوتني بعض الصلوات في بعض الأحيان بسبب عدم معرفتي بالأوقات..!! سأله: ما الذي جذبك إلى الإسلام؟ أجاب: كلما قرأت عنه أكثر أحببته أكثر.
سأله: ما هي أمنياتك؟ فأجاب الصغير في لهفة: لدي أمنيتان، الأولى أن أصبح مصوراً لأنقل الصورة الصحيحة عن المسلمين، تؤلمني كثيراً أفلام أمريكا القذرة التي تشوه صورة حبيبي محمد صلى الله عليه وسلم، والثانية أتمنى أن أذهب إلى مكة المكرمة وأقبل الحجر الأسود.
هنا تدخلت أمه المسيحية قائلة: تمتلئ حجرته في منزلنا بصور كعبة المسلمين، ولقد ادخر من مصروفه الأسبوعي 300 دولار ليزورها، يعتقد الناس أن ما يفعله هو نوع من المغامرة، ولكن محمد لديه إيمان حقيقي لا يحس به الآخرون..!! سأله مقدم البرامج: هل صمت رمضان؟ أجاب: نعم، صمت العام الماضي، وتحداني والدي أنني لن أستطيع، ولكنهما ذُهلا عندما فعلت ذلك!!
سأله: ما هي أمنياتك الأخرى؟ أجاب: أتمنى أن تعود فلسطين للمسلمين، فهذه أرضهم وقد اغتصبها الإسرائيليون منهم..!!
سأله: هل تأكل مع والديك لحم الخنزير؟ أجاب: الخنزير حيوان قذر جداً، أنا لا آكله ولا أعرف كيف يأكله الناس..!!
سأله: هل تصلي في المدرسة؟ أجاب: نعم، وقد اكتشفت مكاناً سرياً في المكتبة أصلي فيه كل يوم.
حان وقت صلاة المغرب، فنظر إلى المذيع قائلاً: هل تسمح لي بالأذان؟ ثم قام وأذّن في الوقت الذي اغرورقت فيه عينا المذيع بالدموع!
إن مثل هذه السلوكيات الروحية الواقعية تخبرنا أن الإنسان يملك في داخله قوة عظيمة، وطاقة هائلة، تقوده إلى حيث يشاء الله، قوة ليست لها علاقة بالظروف المحيطة، هل نفتح قلوبنا وننظر إليها من الداخل، لنتعرف على مصدر هذه العظمة، أرجو أن نفعل ذلك.