لم يكن مستغرباً حتى لو أنت من الذين يعيشون على سطح كوكب المريخ أن تسمع أن في الأرض خبراً رياضياً يتضمن فوز فريق كرة القدم الأول في نادي المحرق ببطولة كأس جلالة الملك للموسم الرياضي الجاري 2015/2016 لكن أن يفوز به فريق ناد آخر فالأمر يتطلب البحث والتحليل لأن نادي المحرق إذا شعر بالمرض يمكن أن تتاح الفرصة لغيره أن يحل مكانه لكن حين يشفى نادي المحرق لا يمكن أن يجاريه أي نادٍ آخر والدليل أنه فاز على أحسن الأندية في المباراة النهائية 3/1 وهو نادي الرفاع المطعم بالنجوم المحترفين المحليين والأجانب وفي وقت المباراة الأصلي وأقول إن الرفاع أحسن الأندية لأنه صعد لملاقاة البطل وصاحب الأرقام القياسية في مثل هذه الألقاب.
إن سكان الكواكب الأخرى يعرفون كرة القدم في نادي المحرق منذ تأسيس النادي في الثلاثينيات وحتى يومنا هذا ولديهم المدونات الرسمية لعدد مرات الفوز بالكؤوس والتي انطلقت منذ موسم 57/58 وحتى هذا اليوم ولا يمكن لأي نادٍ محلي لو جمع كل قوى العالم في كرة القدم أن يصل إلى 40% مما وصل إليه نادي المحرق على مستوى الفوز بالكؤوس فقط وليس على مستوى أرقامه في الدوري فهذا من المستحيل ويعجز عن تحقيقه كل سكان الكواكب الأخرى بما فيهم كوكب الأرض.
أنا أقول هذا الكلام ليس مبالغة في نادي المحرق لكن الحقيقة يجب أن تقال فالأندية البحرينية التي بدأت في الموسم 57/58 كان المحرق معهم في مثل ظروفهم وإمكاناتهم المادية والمعنوية لكنه إذ تفوق فيما بعد عليهم وتخطاهم وصعد قمة الجبل وتركهم ينظرون إليه فلأنه كان يمتلك المواهب الكروية والرجال العمالقة والنجوم ويلعب ضد كل فريق «11×11» لكن 11 المحرق تساوي أكثر من «22 لاعباً» فالروح والحماسة تتضاعفان لمن يرتدي القميص الأحمر بينما الألوان الأخرى «تخب» على من يتقمصها!!.
الحقائق التاريخية لا يمكن أن تختبئ في الأدراج ومن قاد الكرة في نادي المحرق سواء في الماضي أو الحاضر أو حتى مع مرور الزمن وفي المستقبل فإن الأجيال تورث بعضها بعضاً ومن يرث البطولات غير من يرث الوصافة وعلى هذا الأساس سارت أجيال المحرق كل جيل يقدم للجيل الذي يليه الذهب الخالص ليس في الملعب فقط بل حتى في المجال الإداري فالرؤساء تناوبوا الإرث الذهبي حتى وصل إلى شيخ البطولات أحمد بن علي آل خليفة ومعه كل أعضاء مجلس الإدارة.
بقي أن نقول إن هناك الجندي المجهول الذي يعمل بصمت وينفذ تعليمات كل أعضاء مجلس الإدارة هو عيسى الكواري المدير التنفيذي للنادي والمخلص العتيد للقلعة الحمراء وكل بطولة والمحرق «البيت العود» في خير وسؤدد.