عندما تسقط أي طائرة في العالم يبحث عن الصندوق الأسود، وهو جهاز تسجيلي يوضح حقائق ما جرى على الطائرة. وهذا ما فعلته قناة «العربية» مشكورة عندما فتحت الصندوق الأسود للمشروع الإرهابي الانقلابي في مملكة البحرين الذي سقط وتحطم ولا أسف عليه.
نقول ذلك دائماً ونصر عليه في أي مناسبة وموقف، نحتاج في مملكة البحرين إلى تسمية الأمور بمسمياتها الصحيحة! نحتاج لمن يقول للعالم وللشعب الخليجي والعربي خاصة من لا يدري بأبعاد قضية البحرين الأمنية ولا يجيد مسألة ربط الأحداث التاريخية وتسلسلها للوصول إلى الحقيقة المطلقة، بأن ما جرى في مملكة البحرين ليس ثورة أو تظاهرات خرجت من شعب البحرين خلال مرحلة ما يسمى بـ»الربيع العربي» لأجل مطالب شعبية، بل على العكس هو مشروع إرهابي خرج على يد عدد من عملاء إيران الذين يتبعون «حزب الله» والنظام الإيراني، لأجل أن تكون البحرين عراقاً أو سوريا أخرى، وهو بالمناسبة لم يكن وليد اللحظة! مشروع إرهابي حصل في مرحلة الثمانينات وتكرر في التسعينات ومن ثم الألفية، ورغم أننا ننجح في إطفاء نيرانه كل مرة لكن الجمر لايزال مشتعلاً وإن كان شراره خافتاً!
هذه الحقيقة المطلقة يجب أن تظهر وتبث ويعلم عنها شعوب الخليج والعرب والعالم، إنما عندما يكون هناك ابتعاد عن التركيز على جوهر القضية ولب المسألة وعدم إدراك أهمية انتقاء المصطلحات والمسميات للحقائق تحدث عملية تضليل، وهذا ما حصل معنا، الطرف الآخر المعادي للدولة دقيق في انتقاء كلماته التي تخاطب المنظمات الحقوقية والمجتمعات المدنية في دول الغرب فيما نحن يجب ألا نهمل هذه النقطة المهمة للغاية. تحفظنا كثيراً على كلمة «المعارضة» التي استخدمها مراسل قناة «العربية» وهو يقوم بالاتصال بأحد أعضاء «حزب الله» اللبناني، فهؤلاء القوم محال أن يكونوا معارضة ولا نقول هذا لأن موقفنا ضدهم مثلاً أو لأننا مع شرعية البحرين بل ببساطة شديدة هذه أصلاً الحقيقة المطلقة. لننس مملكة البحرين قليلاً وشأنها.. أليس من أبجديات المعارضة في أي دولة من العالم أنها قائمة على مصالح الشعب؟ أقله مصلحة شرائح أو فئات من المجتمع بالدولة؟ أنها تأتي لأجل تنفيذ برامج سياسية أو شعبية تخدم الوطن وفق رؤيتها الخاصة وخطة عملها حتى وإن تصادمت في ذلك مع الحكومة أو الدولة؟ أنها تعارض توجهات من الدولة تراها ليست من الصالح العام؟ أساس المعارضة في أي دولة البناء والتعديل لا الهدم والتآمر مع دول أخرى لنشر الأفكار الأرهابية والتطرف وثقب مركب استقرار الوطن وتمويل من يغرر بالشباب ويدفعهم للقتل وتصنيع القنابل لتفجير الناس!
كل هذا ينتفي مع شرذمة الإرهاب لدينا، فهؤلاء يقتربون بالأصل من أي مشروع إرهابي آخر تحاربه الدول العظمى، كأمريكا وبريطانيا في حربها ضد الإرهاب وتشديدها للعقوبات. أمثال هؤلاء في الدول الديمقراطية يودعون السجون وتطبق عليهم أغلظ العقوبات، وصولاً إلى الإعدام، بل يرمون في سجون ما وراء الشمس كغوانتنامو، ولا «يسمع لهم حس»، باختصار هؤلاء يوضعون تحت الأقدام ويداسون ولا تتم دعوتهم حتى لأي حوار، وتتم مقاطعتهم، لأنهم بالأصل خونة لا معارضون، خونة يريدون بيع أوطانهم إلى الآخرين، ومن يريد أن يبحث عن المعارضة البحرينية فسيكتشف بالنهاية أننا كلنا معارضون لكن بنسب متفاوتة، معارضون لأي خراب يهدم الوطن، وموالون لأي مشروع تنموي يخدم الوطن! نعود إلى حلقة الصندوق الأسود، هذه الحلقة أوصلت رسالة بأن هناك من غش الشعب العربي، وزعم أن المظاهرات البحرينية معيشية، لا لتحويلها من نظام ملكي إلى جمهوري إيراني! جاءت هذه الحلقة لتختصر الكثير من حملات توضيح الحقائق وكشفها، والتي نحاول في إثباتها منذ أيام أزمة البحرين ولانزال، مثل هذه الحلقة سيستخدمها شرفاء البحرين بوضعها كرد مختصر على «تويتر» و»الإنستغرام» و»الوتساب»، لأي مواطن خليجي أو عربي يريد أن يتعرف على قضيه البحرين أو يسأل عنها ولا يملك خيوط الحقيقة والكشف عن المؤامرة الكبرى. مثل هذه الحلقة توثيق دائم موجود على موقع «يوتيوب» لمن ينشد حقيقة ما جرى في البحرين عام 2011، لذا وجدنا هناك حملة مكثفة من الإعلام الإيراني الهوى بالتصويت على خيار «لم يعجبني هذا الفيديو» والتبليغ عنه لإدارة موقع «يوتيوب» على أمل إغلاقه، ولذا وصل عدد التبليغ حتى كتابتنا لهذا المقال إلى رقم 2228! وهو رقم يكشف حجم الارتباك الموجود في صفوف هؤلاء وخشيتهم من بث هذه الحقيقة التي انخدع وراءها البعض ورغبتهم في فعل المستحيل لأجل محو هذا التوثيق المهم الذي يكشف للكثيرين الذين لم يصدقوا ولا يمتلكون مهارة الربط بين الأحداث التاريخية وبين ما جرى في مرحلة الثمانينات والتسعينات والألفية من محاولات للانقلاب في البحرين، إلى أولئك الذين عندما تخبرهم عن المشروع الإيراني في البحرين يردون عليك بالقول «كل شي تدخلون فيه إيران، إيران صايره مسمار جحا، كله من إيران!!». هذا الفيديو مهم والأهم ألا تتوقف مثل هذه الأفلام التي تحوي نظام «القصة الخبرية، الفيتشر»، التي يستخدمها الإعلام الغربي وهي وجه من أوجه الإعلام التخصصي المؤثر على حراك الرأي العام والذي نأمل ألا يغفل عنه إعلامنا الرسمي والأهلي.
* إحساس عابر:
إطلاق مملكة البحرين ودولة الكويت الشقيقة اسم الراحل الأمير سعود الفيصل رحمه الله على أهم شوارع العاصمتين في الدولتين، خطوة توثيقية للأجيال تذكرهم بمساعيه الحميدة من أجل دول الخليج والعرب، وأن أمن دول الخليج كان من أولويات أمير المواقف سعود الفيصل رجل الشهامة والعروبة رحمه الله.