حان الوقت لتسمية الأمور بمسمياتها، فكفانا مجاملات ومواربات، فأمن البحرين وسيادتها واستقلالها فوق كل شيء، ولا يمكن المجاملة فيه، أو التلكؤ عن الدفاع عنه ولو للحظة.
ولاية الفقيه أيديولوجيا أجنبية طورها إكليروس إيران حديثاً، وقد تناسبهم في طهران ولكنها لا تناسبنا هنا في البحرين. وهي لا تقل خطورة عن الفكر الداعشي الذي ظهر منذ فترة ومازال يسعى لتدمير دول المنطقة من الشام شمالاً إلى الخليج جنوباً باعتبارها أيديولوجيا إقصائية متطرفة تحولت من فكرة دينية إلى فكرة سياسية.
شيعة البحرين أكدوا دائماً رفضهم لولاية الفقيه، مع لجنة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة قبيل الاستقلال، ثم في الاستفتاء على ميثاق العمل الوطني ومشاركتهم الإيجابية فيها عام 2001، كلها مواقف ثبّتوا فيها عروبة البحرين وهويتها وجددوا البيعة للوطن.
دخول أيديولوجيا ولاية الفقيه الأجنبية عليهم، وإرغامهم على تبنيها نشر بيننا الكراهية والإرهاب، فكل 10 سنوات تعيش الدولة محاولات انقلابية تلو الأخرى والهدف واحد وهو إسقاط النظام وإقامة نظام ثيوقراطي يتبنى ولاية الفقيه بالنسخة الإيرانية، وهو ما يحتاج إلى وقفات من العقلاء.
شخصية دينية مثل عيسى قاسم تمثل المرشد الإيراني، ويصبح ممثلاً لولاية الفقيه في البحرين رغم اكتسابه للجنسية حديثاً، ويتم تجاهله ولا يحاسب حسب القانون الذي ينص على أن التخابر مع دولة أجنبية يعد خيانة عظمى؟!
تنظيم ثيوقراطي راديكالي متطرف مثل (المجلس العلمائي) الذي تمت تصفيته بالقانون، مازال يمارس نشاطه من خلال جمعية التوعية الإسلامية التي أسسها عيسى قاسم، ويستمر متحدثاً رسمياً باسمه، ويواصل إصدار بياناته تجاه العديد من القضايا السياسية، ويترك القائمون عليه دون محاسبة؟!
جمعية سياسية مثل الوفاق مسجلة حسب قوانين البحرين، ولكنها لا تكترث بهذه القوانين تتركز مهامها في الدعم السياسي لأيديولوجيا ولاية الفقيه، تجري اتصالات مع الحكومة الإيرانية، وتتخابر مع حزب الله الإرهابي في لبنان، وتمجد مواقف جماعة الحوثي الإرهابية في اليمن، وتترك دون مساءلة؟!
منابر دينية تشمل مآتم ومساجد تستغل أسبوعياً لتعبئة الجمهور وتغيير أفكارهم قسراً باسم الدين ليتبنوا أيديولوجيا ولاية الفقيه بأسلوب فاشي فج، ولا تتوقف هذه العملية رغم الدعوات المستمرة لترشيد الخطاب الديني؟!
أموال غامضة المصدر تُجمع في البحرين، ويتم تناقلها عبر القارة الأوروبية وصولاً إلى طهران وبيروت باسم الالتزام الديني. وهي أموال تستغل لأغراض إرهابية لأنها خارج نطاق رقابة الدولة بحجة أن مساسها مساس بالدين؟!
البحرين دولة عربية إسلامية، ولا يمكن تطبيق نظام ثيوقراطي فيها ونشر أيديولوجياته بين شعبها، فلا مكان لولاية الفقيه في البحرين.