ولأننا نعيش في زمن الفهلوه وليس الكفاءة، لذا وقعنا في «حيص بيص»، وأصبحنا نعاني فراغاً تشريعياً، لا نعرف مصدره، فالسادة الأفاضل أعضاء مجلس الشورى يقولون إن المجلس المنتخب يهمل التشريع، الأمر الذي دفع رئيس مجلس الشورى علي صالح الصالح إلى إلغاء جلسة الأحد المقبل، أما النواب فيردون عليهم ويقولون: «طلعوا القوانين الموجودة في أدراجكم»، وما بين هذا وذاك وقع المواطن في حيرة، ولا أجد وصفاً للحيرة التي يعيشها هذا المواطن المسكين أفضل من كلمات لسان العربي القديم المتجدد بقوله الفصيح الصريح الساخر: إذا لم تكن لي والزمان شرم برم فلن تكون لي والزمان ترللي وإن صار خيراً والزمان شرم برم فتأكد أن بك خيراً والزمان ترللي!! بالله عليك عزيزي المواطن، قل لي: من المقصر، المجلس المعين أم المنتخب؟ إذا عرفت حل لغز من هو الأول: «البيضة أم الدجاجة» ستعرف القصور جاء مِمّنْ!! زمان.. زمان أول، كان المسؤولون «الرجال» يتسابقون لخدمة المواطنين.. كان العطاء بغير حدود، وأحياناً بلا مقابل..كان المقصر فيهم أو غير القادر على العطاء، يقدم استقالته على الفور، ويفسح الطريق لمن يجد في نفسه الكفاءة للتقدم لخدمة الوطن والمواطنين، احتراماً لذاته قبل احترامه للناس.. كان هناك حياء واستحياء، وحمرة خجل. اليوم – للأسف – ضاعت حمرة الخجل كما ضاعت أشياء كثيرة، من بينها الاحترام، لذا كيف لك أن تطالبني باحترام شخص أصلاً لم يحترم القسم أمام الله وأمام الشعب ولم يؤدِ أعماله بالأمانة والصدق. السادة أعضاء مجلس النواب المنتخبون، والذي وقفنا بالساعات، وفي عز قيلولة الظهر، وفي الشمس، لانتخابهم، عايشين وأياديهم في المياه الباردة، قاعدين بس يأكلون ويشربون، «ومقضينها كشته» وسفر وسيارات ومجاملات وعزومات وغدوات وعشوات، والمواطن المسكين يضرب كفاً بكف على حال البلد والتي انخفض تصنيفها الائتماني من -BBB إلى BB، يعني رحنا في داهية واللي كان كان. لا أظن أن هناك مواطناً على هذه البسيطة يفخر بأداء مجلس النواب، ولا أعتقد أن النواب أنفسهم راضون عن أدائهم، إلا «البعض» منهم، من ولج المجلس للوجاهة و«البرستيج» الاجتماعي ولقب السعادة ولمصالح ومكاسب شخصية، طبعاً أنا لا أعمم هنا، لأن التعميم سمة الجاهل وفيه ظلم وإجحاف، لذلك قلت «البعض»، ولأني أعرف جيداً أن في داخل المجلس رجالاً «مثلك وشرواك» عزيزي القارئ الكريم. فعندما أقول «البعض» فأنا أقصد جماعة «الراي رايك يايبه والقول قولك يايبه»، البصامين ممن ساهموا في ضعف أداء المجلس وظهورهم بشكل لا يرتقي لأداء المواطنين وإفشالهم جهود زملائهم النواب في استغلال أدواتهم الدستورية ومن بينها حق الاستجواب. هؤلاء هم نقطة ضعف المجلس، بل هم الخطر الحقيقي على المجلس، بل هم المتسببون بتفشي عدوى الإحباط والتي بدت تتشكل عند عموم المواطنين «وقد» تسبب لهم عزوفاً عن المشاركة في الانتخابات القادمة. بشكل أوضح، أقصد المستغلين والمتسلقين والمتلونين، أصحاب البيزنس والمصالح، «ومن أين تؤكل الكتف»..