مع الانشغال بحراك إعلامي واسع، ومتابعة تحديات محلية وأخرى إقليمية، والانهماك بتفاعلات الرأي العام تجاه مختلف القضايا، وتبادل الرسائل من وإلى الجمهور في إطار المصلحة الوطنية، ينسى كثيرون الإعلاميات والإعلاميين الذين لم يتوقفوا عن أداء عملهم على مدار الساعة يوماً لأنهم أصحاب رسالة ومهمة نبيلة، لكن هذا الانشغال لم يكن يوماً بعيداً عن عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله وأعزه الذي أعطى الإعلام ورجالاته مكانتهم في مشروعه الإصلاحي، فصارت حرية التعبير والكلمة المسؤولة عناصر أساسية في هذا المشروع الطموح.
جلالة الملك أول الحريصين على حرية الكلمة، وحرية الرأي والتعبير، وهو الذي حرص على أن يتضمن ميثاق العمل الوطني، عندما كان مشروعاً، تركيزاً خاصاً على الحريات الإعلامية، حتى بات مفخرة منجزة للبحرينيين بما تتمتع به البلاد من هامش واسع من الحرية التي أقرها الدستور، ونظمتها قوانينا الوطنية، ورسختها ثوابتنا وهويتنا.
استقبال العاهل المفدى أمس جموع الإعلاميين والإعلاميات تقدير ملكي بامتياز، وهو تقدير للجنود المجهولين الذين يبذلون جهودهم ليل نهار، ويقدمون أفضل إبداعاتهم خدمة للإعلام البحريني سواءً في الصحافة أو الإذاعة أو التلفزيون، أو حتى في الإعلام الإلكتروني.
الإعلام صناعة، وثمة إدراك ملكي لافت لهذه الصناعة باعتبارها مساندة لمسيرة الإصلاح والتحديث دائماً، وهي حائط الدفاع الأول عن أي تحديات تتربص بنا من الداخل أو تواجهنا من الخارج.
جلالة الملك أعرب عن اعتزازه بالدور الذي يقوم به الإعلام الوطني، ونحن كمؤسسات إعلامية وإعلاميين نشيد بهذا الاعتزاز السامي الذي يزيدنا مسؤولية على مسؤولياتنا الوطنية. ونؤكد التزامنا بتوجيهات جلالته، وحرصنا على أداء رسالتنا الإعلامية مهما تعقدت الظروف، فالحفاظ على مكتسبات الوطن والدفاع عنها وعن سيادتنا وهويتنا الوطنية مسائل لا نقبل النقاش فيها لأنها خطوط حمراء وضعها إعلاميو البحرين نصب أعينهم في أي مجال يعملون فيه.
كل الشكر والتقدير لعاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه على اهتمامه بالإعلام البحريني، وحرصه على رعايته ودعمه لأداء رسالته السامية.