جامعة البحرين، بعد أن كانت في يوم من الأيام تحتل مكانة متقدمة ومتميزة في التصنيف، بين جامعات دول الخليج، وعلى مستوى الوطن العربي، منذ تأسيسها في عام 1986 مروراً بفترة التسعينات، يلاحظ أنها تراجعت بشكل تدريجي، ربما يراه البعض تراجعاً مخيفاً، حيث احتلت مؤخراً المرتبة الـ 42 عربياً والـ 701 عالمياً، فيما جاء ترتيب جامعة الخليج العربي في المركز الـ 28 عربياً، والـ 491 عالمياً، وذلك وفقاً لآخر تصنيف لـ QS العالمي لأفضل الجامعات العالمية والذي ضم 891 جامعة في 82 دولة حول العالم.
يذكر أن مؤسسة QS هي مؤسسة غير ربحية مقرها الرئيسي لندن ولها فروع منتشرة حول العالم حيث تأسست عام 1990 وبدأت عملها كمصنِف منذ عام 2004 وتصنف أفضل 800 جامعة في العالم.
وقد أًطلقت المؤسسة تصنيفها للجامعات العربية بعد مشاورات مكثفة مع القيادات الجامعية في المنطقة لتحديد المنهجية المناسبة للتصنيف. وقد حضر المشاورات أكثر من 100 من الأكاديميين اجتماع المؤسسة لتقصي المعلومات في أبوظبي في النصف الأول من العام الماضي.
وتصنيف الـ QS السنوي الأخير الذي شارك فيه 76798 من الأكاديميين و44226 من أصحاب العمل من خلال استبيانات الـ QS العالمية، وتم خلاله تقييم 3539 مؤسسة جامعية ليتم إدراج 891 منها في آخر تصنيف، خلا من تواجد الجامعات البحرينية الخاصة، الذي يرى كثيرون أن «همها وهدفها» الأساسي رفع الأسعار عاماً بعد عام، ووضع الشروط الغريبة والعجيبة دون حسيب ولا رقيب للحصول على المزيد من الأرباح، فهل يعقل أن أسعار الدراسة الجامعية لدرجة البكالوريوس في جامعاتنا الخاصة - المتأخرة في التصنيف عربياً وعالمياً - تتراوح كلفتها بين 13 إلى 16 ألف دينار!!
وبالعودة للحديث عن جامعة البحرين، فقد أشار التصنيف إلى أنها جامعة شاملة، ونالت تقدير متوسط في البحوث، وهي نسبة متدنية بالنسبة لجامعة حكومية، واللافت في أن ترتيب جامعة البحرين وصل إلى المرتبة 601 خلال عام 2012، وتراجعت إلى المركز 701 في عام 2013 «أي تراجعت 100 مركز خلال عام واحد فقط» - واستقرت على هذا المركز المتراجع دون تحسن حتى آخر تصنيف لـ QS الأمر الذي يدق ناقوس الخطر بشأن تراجع مستوى الجامعات البحرينية وغياب الرقابة عنها.
ولنأخذ جامعات سنغافورة كمثال فقد ضربت أروع الأمثلة في العزيمة والإصرار، فبعد أن كانت تحتل مراتب متأخرة، إلا أنه وبفضل التخطيط السليم دخلت ضمن قائمة أفضل 15 جامعة في العالم، تلك الدولة الصغيرة التي تطورت بشكل هائل في قطاعات السياحة والصناعة والتجارة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والطيران وأصبحت من الدول المتقدمة آسيوياً وعالمياً ومثالاً يحتذى به، ولعلنا نتعلم من ذلك المثال الناجح الذي ساهم في تعزيز وتنمية الاقتصاد السنغافوري.
* مسج إعلامي:
إلى جامعة البحرين، العديد من الطلبة يشكون من نظام التسجيل عبر «الويب سايت» الخاص بالجامعة، من خلال عدم قبولهم في بعض المحاضرات، ويتبين بعد ذلك أن الكثير من تلك المحاضرات لا يتجاوز عدد الطلبة المسجلين فيها 20 طالباً، رغم أنها تستوعب قرابة 40 طالباً، مما يؤكد تدني موقع الجامعة الإلكتروني الذي يجب أن يكون أكثر تطوراً.
كما إن بعض المباني في الجامعة بحاجة إلى إعادة بناء لتتواكب مع الجامعات والمؤسسات التعليمية المتطورة، خاصة في ظل توافر المساحة، ويجب أن تكون الجامعة من جميع نواحيها متطورة خاصة وأن التعليم في البحرين يحظى بتاريخ عريق.