لن تجد على الأرجح مستخدماً للبريد الإلكتروني إلا وقد وصله دعوة للاشتراك في موقع «فيسبوك»، إذ إنه أكثر مواقع التواصل الاجتماعي انتشاراً في أيامنا هذه، فهو يمثل كما يرى البعض شبكة الإنترنت بمفهومها «التفاعلي»، ليكون بمثابة وسيلة التواصل بين الأشخاص، ليس فقط في حدود المدينة أو الدولة، وإنما باتساع الكون، وفي أي مكان في العالم. ويمكن تعريف موقع «فيسبوك» على أنه أحد مواقع شبكات التواصل الاجتماعي على شبكة «الإنترنت»، لتكوين الأصدقاء الجدد، والتعرف على أصدقاء الدراسة حول العالم، أو الانضمام إلى مجموعات مختلفة على شبكة «الويب»، ويمكن للمشتركين في الموقع من الاشتراك في شبكة أو أكثر على الموقع، مثل المدارس، أو أماكن العمل، أو المناطق الجغرافية، أو المجموعات الاجتماعية، وهذه الشبكات تتيح للمستخدمين الاتصال بالأعضاء الذين هم في نفس الشبكة، ويمكن لهم أن يضيفوا أصدقاء لصفحاتهم، ويتيحوا لهم رؤية صفحاتهم الشخصية. والموقع مجاني للمستخدمين ويجنى إيرادات من الإعلانات، ويجمع بيانات عن المستخدمين ويستخدمها في إظهار إعلانات لها صلة بزوار الموقع واهتماماتهم ونطاق أعمالهم، وتعتبر شركة «مايكروسوفت» الشريك الحصري للإعلان على موقع «فيسبوك»، وقد أشارت تصنيفات «إليكسا» لترتيب المواقع عالمياً أنه يأتي في المركز الرابع، بعد كل من شركات «ياهو»، و»جوجل»، و»يوتيوب». وقد شهد الموقع في العامين الأخيرين نشاطاً ملحوظاً من جانب نشطاء المجتمعات الافتراضية، ويعد منبراً لإبداء الآراء وتبادل التعليقات حول الأحداث الهامة، خاصة في الدول النامية، كما حدث في مصر وتونس وغيرهما من الدول العربية. يضم «فيسبوك» 900 ألف مشترك من مصر ونحو 250 ألفاً من السعودية، بالإضافة إلى 300 ألف مشترك من لبنان، إضافة إلى المشتركين من باقي الدول العربية والخليجية. ومما ساعد الموقع على زيادة شعبيته بين مختلف الشعوب هو أنه متاح للعالم أجمع بنحو 40 لغة مختلفة، ليصل اليوم إلى 400 مليون مشارك على الموقع ليجعل منه منظومة إعلامية عظمى، وكأن «فيسبوك» أصبح دولة عظمى بعدد منتسبيه والمشتركين فيه الفعليين ما بين أفراد وشركات ومؤسسات. وباعتبار «فيسبوك» إعلاماً بديلاً يروج كماً كبيراً من الطروحات المتناقضة، فهناك من يعتبره خير نموذج على القيام بدور الإعلام المنشود، وبين من ينفي عنه أية إمكانية للقيام بذلك الدور، لكن في الوقت ذاته لا يمكن إنكار الدور الإعلامي الهام الذي لعبه ولايزال «فيسبوك» يقوم به، لاسيما على صعيد الأحداث السياسية العربية والعالمية التي يتفاعل معها المواطن وكأن له رأي فعال على مواقع التواصل الاجتماعي. وأكبر مثال على ذلك ما حدث خلال الانتخابات الأمريكية السابقة التي أخذت بعين الاعتبار آراء المواطنين من خلال صفحاتهم على الموقع.