لايزال رحيل الأرجنتيني «باتيستا» مدرب منتخبنا الوطني لكرة القدم من عدمه أمراً غير محسوم رغم التطورات الأخيرة التي كشفت عن نجاح مساعي رئيس الاتحاد الشيخ علي بن خليفة آل خليفة في إقناع الأرجنتيني بالعدول عن الاستقالة والاكتفاء بأخذ إجازة كافية للوقوف على الظروف العائلية التي يمر بها - حسب تبريراته – ومن ثم العودة لمواصلة العمل مع اتحاد الكرة حتى نهاية العقد المبرم بين الطرفين والذي ينتهي في العام القادم إن لم يستجد في الأمر شئياً..
شخصياً لا أجد في الأمر ما يستدعي التصعيد على اعتبار أن العقود هي شريعة المتعاقدين وأن بنود العقد تستوجب أن يحترمها الطرفان ويبدو أن «باتيستا» لن يستمر حتى نهاية عقده طالما أن ظروفه العائلية تتكرر بحسب ما لمسناه على أرض الواقع طيلة فترة عمله التي تخللتها العديد من الإجازات الخاصة وبالتالي تأثرت الواجبات الموكلة له وانعكس كل ذلك على نتائج المنتخب المخيبة في التصفيات الآسيوية والمونديالية!
كنت من المتفائلين جداً لدى تعاقد اتحاد الكرة مع «باتيستا» الذي كان يمتلك سيرة جيدة وسجلاً مشرفاً مع المنتخب الأولمبي الأرجنتيني، كما إنني شعرت بحماس الرجل للعمل وبرغبة الاتحاد الجادة في الاستقرار الفني من خلال فترة التعاقد الممتدة لسنتين وهو الأمر الذي طالما طالبنا به، غير أن ممارسات «باتيستا» على أرض الواقع بددت جل مساحات التفاؤل تلك ومع ذلك قد يكون هذا الرحيل نافعاً كما هو المثل القائل «رب ضارة نافعة»!
قد يكون في هذا الرحيل فرصة للتخلص من الالتزامات المالية الكبيرة التي يشكلها عقد «باتيستا» في ظل الظروف المالية الصعبة التي نعيشها جميعاً في هذه الآونة والتي لا يعلم بموعد انفراجها إلا الله، وقد يكون هذا الرحيل فرصة جديدة للمدرب الوطني لكي يثبت قدرته وكفاءته في قيادة المنتخب الوطني في المرحلة القادمة على اعتبار انه الخيار الأنسب في ظل الظروف الراهنة، وإن كنت أرى أن المؤهلين الوطنيين لهذه المهمة لا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة!
أتمنى أن يعدل الأرجنتيني عن قرار الاستقالة ويعود لمواصلة العمل مع الاتحاد ملتزماً بكل ما جاء في بنود العقد، وفي حال إصراره على الرحيل نأمل أن يوفق الاتحاد في اختيار البديل الأنسب وإن كنت أجد نفسي أقف مع الخيار الوطني المؤهل.