وتتواصل قواصم الظهر، فقد عشنا طويلاً على أن إيران ليست الأولى إقليمياً، ولا السادسة عالمياً في مجال القدرات الصاروخية فحسب، بل إن لدى إيران خامس جيش في الشرق الأوسط، مكون من 545 ألف جندي، و2409 دبابات، إضافةً إلى 5 مفاعلات نووية تنتج اليورانيوم المخصب، بينما ليس في الخليج مفاعل واحد. عشنا خوفاً متواصلا من كل مناورة ينفذها صبية الحرس الثوري قرب هرمز، ومن كل هيكل معدني مصبوغ بالأخضر للقوة الجوفضائية للحرس الثوري الإيراني. هذا الخوف الشديد والمتواصل جعلنا نعيش في ضيق رغم إدراكنا بأن هذا الخوف غير منطقي لكننا لم نستطع التخلص منه، وهذا ما يسمى «الرهاب» أو «الفوبيا».
ففي الكويت مثلاً، وفي 22 يوليو 2015، قال وزير النفط إن «رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران عقب الاتفاق النووي لن يؤثر على الكويت، لأن القضية ليست مرتبطة بإنتاج النفط، بل في زيادة نمو الاقتصاد العالمي». لكن وزارة المالية أعدت دراسة نشرتها في 2 يناير 2016 صحيفة «القبس» الكويتية بعنوان: «رفع العقوبات عن إيران يؤثر في الكويت»، هذا الارتباك رفع قابلية تصديق كارثية تبعات رفع الحصار عن إيران والآثار الاقتصادية على الخليج العربي برمته، وليس الكويت فحسب. فمع عودة النفط الإيراني ستنخفض الأسعار بنسبة 14% مقارنة بالأسعار الحالية، ويرتفع المعروض من النفط، مما يؤثر سلباً على دول مجلس التعاون التي تعتمد بشكل أساسي على تصدير النفط الخام ومشتقاته. كما تذهب تقارير البنك الدولي إلى أن القطاعات الاقتصادية في إيران قد تستفيد من انفتاح الاقتصاد الإيراني كقطاع صناعة السيارات، وسيرتفع الإنتاج بقطاع الصناعات الدوائية.
* بالعجمي الفصيح:
في الخليج العربي عانينا خلال العقد الماضي من فوبيا العسكرية الإيرانية، ويبدو أننا سنعاني من فوبيا الاقتصاد الإيراني رغم أنه يحتاج إلى خلق 5 ملايين فرصة عمل خلال السنوات المقبلة، كي يستطيع الحفاظ على معدل البطالة من دون الـ10%. ويحتاج إلى إدارة تتطلب سياسات لتنويع أنشطة الاقتصاد وهي إدارة لا تملكها حكومة الملالي، كما إن هناك احتمالاً أن يعاد فرض العقوبات مرة أخرى على إيران، أما الخوف من أن يتحول بندر عباس إلى هونغ كونغ وعبدان إلى دبي فرهاب يتطلب العلاج.