الحياة بكل ما فيها محايدة، تسير ضمن قانون سماوي أو طبيعي، أو كوني، المهم قانون لا يمكن تغييره، يسير كما أراد الله أن يسير من بدء الخلق إلى نهايته.
ونحن كمخلوقات بشرية، تسير حياتنا عبر هذا القانون، ولكن إن كان علينا أن نعبر البحر أو نبقى على الساحل نتطلع إلى الأفق، فنحن من يقرر ذلك، وإن كان علينا نصعد الجبل فنحن من يقرر ذلك، نحن نملك
إرادة فعل الخطوة.
قبل فترة قرأت مقالاً جميلاً، لا أذكر اسم كاتبه، فليعذرني إذا قرأ مقالي ولم يجد اسمه، فالمقال يستحق النشر والقراءة عدة مرات، حتى يجلس في مكانه المناسب له في القلب والعقل. المقال جاء تحت عنوان «كيف تتعامل مع مزاجيتك؟»، يقول فيه الكاتب: إن أكبر عدو للمرء هو المزاجية!! تنهب وقته وموهبته ومهارته، تسلبه النجاح، وتكرس في داخله الإحباط والانهزامية، لقد خطفت المزاجية الكثير من المبدعين وأنهت مشوارهم مبكراً. وهنا بعض الأفكار لتجاوز المزاجية:
1 - اتصل على من تحب: إذا اتصلت على من تحب فستتدفق كشلال، سيمنحك الاتصال سعادة تفتت صخور النكد والضيق التي تقف أمامك وتمنعك من التقدم.
2 - غير مكانك: تجلب أماكننا التعاسة والحزن لنا في أحيان كثيرة، غيرها، اذهب إلى فندق أو مقهى أو أي مكان يحرضك على الهطول.
3 - دلل مزاجك: تناول قطعة شوكولاتة داكنة، أو حليباً بنكهة تحبها، أو شاياً أخضر، أو كوب قهوتك المفضل، سيتحسن مزاجك كثيراً، إن مزاجنا كالطفل يحتاج إلى تدليل.
4 - ضع جدولاً لمهامك: الفوضى ستزيد من همومك وستنعكس على مزاجك، الجدول سيكون خريطتك للإنجاز، لا تعتمد على ذاكرتك، الذاكرة قد تخونك وتخذلك وتودي بيومك.
5 - الساعة الأولى: استيقظ باكراً وخصص أول ساعة لتأدية المهام، لو نجحت في أول مهمة فسيكون يومك مشرقاً مبهجاً، الساعة الأولى في يومك هي حجر الزاوية، فلا تهدرها في شيء غير ثمين، إن شعور الإنجاز الذي يرتبط بها سينقلك إلى الأعلى، إلى أعلى قمة مزاجك، وإذا فرطت فيها فسيهبط مزاجك إلى الدرك الأسفل.
6 - أسعد شخصاً كل يوم: يومياً حاول أن تسعد شخصاً، برسالة هاتف، أو كوب قهوة، أو هدية تضعها في مكتبه، لن تسعده فحسب، بل ستسعده وقبله مزاجك.
7 - عانق الأندورفين: تحرك في مكتبك أو منزلك أو مدرستك لتتمكن من إطلاق هرمون الأندورفين الذي يمنحك راحة ومزاجاً أفضل، والأندورفين هو هرمون يتوافر في الجهاز العصبي، ويساعد على تخفيف الآلام ويعطي شعوراً بالراحة وتحسن الحالة المزاجية، ونكتسبه عندما نتحرك ونتنزه، فالحركة والمشي والتنزه تساعدنا على تحسين حالتنا المزاجية وطرد الخمول والمزاج السيئ.
تذكر، كلنا نعاني المزاجية بشكل أو بآخر، أفضلنا من يتحكم فيها ولا يجعلها تتحكم فيه.
الناجح هو الذي لا يدع مزاجيته تعصف بحياته ومستقبله، يديرها بذكاء ووعي، فن إدارة المزاجية أهم فن ينبغي أن نتحلى به لنحلق ونصعد ونرتفع.
وإذا كانت المزاجية واحدة من الأمور المهمة التي علينا أن نهتم بها، ففي الوقت نفسه أرى ضرورة إدارة كل شيء في حياتنا، حتى نستطيع أن نتغلب على جميع المصاعب التي تعترض طريقنا، مصاعب جسدية أو نفسية أو اجتماعية أو مالية أو سياسية، نحن نملك القدرة على فعل ذلك، فلنفعل بدون تردد.