الاستثمار في المعارض والتخطيط لما بعد تنظيمها، واستغلال التفاعل الكبير الذي تحظى به من الناس، بتطويرها وتجديد الأفكار فيها، بما يتواكب مع متطلبات الزمن المتغير، والأذواق والحاجات والاهتمامات، هو الأهم، في عالم الاقتصاد اليوم عليك أن تتطور باستمرار، ولا يمكنك أن تظل بمعزل عن التغيرات والتطورات الحاصلة، بمعنى أدق تطور وقم بالتجديد الدائم في مجالك الاستثماري أو التجاري والاقتصادي وواكب التغيرات الجارية من حولك، حتى تتمكن من الاستمرار في مواصلة حصد الأرباح ومضاعفتها!
لا يمكن إغفال أن معرض البحرين الدولي للطيران يحظى باهتمام كبير ليس من شركات الطيران الدولية فحسب، إنما أيضاً من محبي عالم الطائرات وهواة الطيران وهو ما قد يوجد بالنفس طموحاً لأن تكون النسخة الخامسة من المعرض تستقطب شرائح مجتمعية جديدة تتفاعل مع المعرض من داخل وخارج البحرين، بما يعزز مفهوم السياحة العائلية لمملكة البحرين، ويضاعف عدد الزوار.
في إحدى التقارير الصحافية التي نشرت عن المعرض، ذكرت أن المعرض بنسخته الرابعة يعتبر الأكبر في تاريخه نظراً لحجم المشاركة وعدد الشاليهات المحجوزة لكبرى اللاعبين في عالم الطيران والملاحة الجوية، كما إن المعرض دعم اقتصاد البحرين نظراً لتضاعف معدلات إشغال الفنادق التي وصلت مؤخراً إلى 95% إضافة إلى الخدمات الأخرى، مما يشكل إنجازاً قياسياً لمملكة البحرين في فترة زمنية قصيرة، مقارنة مع كبرى معارض الطيران على مستوى العالم.
موقع مملكة البحرين الاستراتيجي كونها تقع في قلب الخليج العربي من الممكن أن يكون استثماراً جميلاً لاستقطاب مواطني الدول الخليجية المجاورة، وهواة الطيران، من أجل أيجاد عالم متكامل للطيران في مملكة البحرين، يجذب مختلف الفئات العمرية، بالإمكان للجنة القائمة على المعرض التنسيق مع إحدى الجهات الحكومية المختصة بالدولة لإقامة شراكة مع شركات الألعاب الإلكترونية – على سبيل المثال – لتخصيص مساحة من المعرض كقسم لشركات ألعاب الطيران والألعاب التكنولوجية كألعاب قيادات الطائرات المدنية، ومن الممكن أن يسفر ذلك عن خروج العديد من المشاريع الناشئة في مجال التكنولوجيا واستقطاب الشركات اليابانية والكورية والصينية في اتخاذها لمملكة البحرين مركزاً للاستثمار في هذا المجال وفتح الشراكة معها وجعل البحرين مركزاً لصناعة وتجارة الألعاب الإلكترونية للطيران ومجالات أخرى.
لو نظرنا للمستقبل وتأملنا أن يكون معرض الطيران الدولي القادم 2018 مستحدثاً بطريقة يتضاعف فيها عدد زواره بل ويكون المعرض متكاملاً وملبياً لكافة احتياجات الفئات العمرية التي تحضره، لربما مثل هذا النجاح يفضي إلى إيجاد عالم للطيران على أرض مملكة البحرين يزوره ويتفاعل معه هواة الطيران المدني ومحبي الطائرات في العالم العربي ودول المنطقة وتكون لمملكة البحرين الريادة في هذا المجال الجديد، على سبيل المثال معرض السيارات «عالم فيراري في أبوظبي» والذي هو عبارة عن مدينة ملاهي يعتبر مثالاً ناجحاً لكيفية استثمار الأفكار وتطويرها في إيجاد عالم للسيارات لتلبية حاجات المحبين في عالم السيارات وأجواء السرعة خاصة سيارات السباق بل ويمكن أن يتطور هذا مستقبلاً لافتتاح جامعات وأكاديميات في علوم الطيران وقيادة الطائرات مما يجعل البحرين مقراً لكبرى الجامعات الدولية في هذا المجال.
الأهم من هذا أن تكون هناك استراتيجية واضحة وخطة عمل بمراحل يتم السير عليها بعد وضع أهداف ينشد تحقيقها وأن يلامس المواطن البحريني كيفية الاستفادة من هذا الاستثمار الاقتصادي والتجاري وكيف يرفع من مستوى معيشته ودخله، فلو شعر المواطن أن هناك مردوداً إيجابياً كبيراً ينعكس على حياته من جراء هذه المعارض فسيكون أحرص الناس على دعمها والترويج لها والتفاعل معها.
* إحساس عابر:
شكراً للجنة القائمة على المعرض وسلاح الجو الملكي بقوة دفاع البحرين، في الوقت ذاته، لا يمكن إغفال الجهود الكبيرة التي قام بها رجال الأمن وشرطة المرور طيلة أيام المعرض في تنظيم الحركة المرورية وتوفير الترتيبات الأمنية اللازمة.