قد يكون أكثر سؤال ملح يطرحه المواطنون عن معرض البحرين الدولي للطيران «ما الفائدة التي تعود على المواطن من تنظيم هذا المعرض؟». إن معرض البحرين الدولي للطيران، في المقام الأول، استثمار اقتصادي وتجاري عظيم، وهو فرصة رائعة لإيصال رسالة مفادها أن «البحرين بخير»، وأن العروض الجوية الجميلة التي تزين سماء البحرين بالألوان وأعلام الدول الأخرى تؤكد أن قافلة البحرين مستمرة، وأن البحرين أرض ترحب بالجميع، وبإمكانها أن تكون نقطة الانطلاق لمشاريع عالمية رائدة في علوم الطيران.
لعل أكثر من يشعر بفائدة المعرض هو المواطن الذي يدير «أعمال حرة»، فمثل هذه المعارض التي تحضرها وفود من مختلف دول العالم ويفد عليها الكثير من الزوار، خاصة من الدول الخليجية المجاورة، تنعش الاقتصاد البحريني وأسواق المملكة بمحلاتها ومطاعمها، كما إنها تأتي بمردود إيجابي على قطاعات السياحة والفندقة ونسب الأشغال فيها، وكافة القطاعات المرتبطة خاصة أن عدد الوفود لهذا العام كان 75 وفداً من 34 دولة، لذلك فشرائح عديدة من المواطنين من أصحاب الأعمال الحرة والتجارية تستفيد من إقامة هذه المعارض، كما لا ننسى أن صفقات الطيران التي تتم بين شركات الطيران على أرض البحرين، تعزز مكانة المملكة في هذا المجال على مستوى العالم، وتجعلها بوصله وقبلة يتجه إليها كل سنتين - وهو مدة العرض حيث ينظم مرة كل سنتين – من يهتم بهذا القطاع مما يفتح أبواب الاستثمار، ويلفت انتباه المستثمرين وأصحاب رؤوس الأموال والاقتصاديين، مما يعزز أوجه الاقتصاد والتنمية إضافة إلى شركات الطيران والشركات الكبرى المصنعة للطائرات العسكرية والمدنية، خاصة وأنه يتم حجز مساحات المعرض بالكامل مما يعني أن نسبة النجاح والأرباح في المعرض 100%، ولعل البحرين تكون مستقبلاً أرضاً مصنعة للطائرات.
اللافت للنظر أن هناك تطوراً ملحوظاً من ناحية الإعداد والتنظيم، وحتى الحملات الإعلامية، لكل معرض يقام، إلا أن هناك بعض الملاحظات التي نتمنى أن تصل للقائمين على المعرض، من باب المزيد من التطوير، أولها تنظيم الحركة المرورية للوصول إلى المعرض، حيث إن هناك نقطة دخول واحدة للوصول إلى منطقة المعرض، كما إن مسارات الشوارع لا تزيد عن اثنين، رغم أن المعرض يقام بنسخته الرابعة وكما صرح وزير المواصلات والاتصالات كمال أحمد أن المعرض الأخير وفد إليه نحو 12 ألف زائر يومياً، مما يستدعي الحاجة إلى التخطيط لتوسعة الشوارع، هذا إن كنا نطمح أن يتضاعف أعداد الزوار مستقبلاً، ولا تؤثر الازدحامات المرورية، أو تكون هناك مدة طويلة ينتظر فيها الزائر للوصول إلى منطقة المعرض.
من الملاحظ أيضاً أن هناك حاجة لإيجاد آلية لمسألة دخول الزوار إلى الطائرات لمطالعتها أو التقاط الصور بداخلها، كنا نطمح أيضاً أن يكون هناك معرض وطني في الساحة الخارجية تبرز فيه معلومات وطنية وتاريخية عن مملكة البحرين، بإمكان الزائر الأجنبي أو العربي مطالعتها، «على السريع»، وهو يدخل إلى المعرض إلى جانب خيمة للأسر المنتجة، بإمكان السائح شراء التذاكر البحرينية منها أو الاطلاع على الأكلات الشعبية للمملكة، كما نطمح أن تكون هناك أسعار خاصة للزوار من المواطنين من باب جعل المواطن البحريني يشعر بأن هناك مزايا خاصة تقدم له أثناء تنظيم مثل هذه المعارض الدولية.
* إحساس عابر:
خطوة موفقة في دعوة أبناء الشهداء البواسل لزيارة معرض الطيران الدولي واستقبال وزير المواصلات والاتصالات وتنظيم جولة ميدانية لهم، وكأنها رسالة موجزة معنونة بأن الشهداء باقون في قلوبنا وبأننا لن ننساهم وبأن أبناءهم سنظل نعتني بهم، وهم جزء لا يتجزأ منا، وسنظل نشركهم في كافة مناسباتنا وفعالياتنا الوطنية.