تباكت الجمهورية الإيرانية بعد إعدام المملكة العربية السعودية للإرهابي نمر النمر، والمعروف أنه كان أحد أذرعها المزروعة في السعودية، بل جن جنونها بعد هذا الإعدام لمواطن سعودي نفذت فيه السعودية حكم إعدام بعد مقاضاة عادلة.
إيران زمجرت وهددت وتوعدت، وبالتأكيد حرضت أتباعها ضد السعودية، بعد إعدام النمر و46 إرهابياً آخرين، ولكن ماذا عن إعدام إيران قرابة 1000 شخص خلال العام الماضي، وماهو ردها على إعدام 4366 شخصاً في 9 سنوات فقط!
هذا العدد المخيف من سلسة الإعدامات التي نفذتها إيران خلال تلك السنوات جاء تفصيلها بحسب منظمة «العفو» الدولية على النحو التالي، فقد أعدمت إيران في عام 2007 ما يقارب 315 شخصاً، وفي عام 2008 نحو 360 شخصاً، وفي عام 2009 قرابة 388 شخصاً، في حين وصل عدد الإعدامات في عام 2010 نحو 252 شخصاً، ثم ارتفع الى 360 شخصاً في عام 2011، وبلغ عدد الاعدامات 314 شخصاً في عام 2012، ثم زاد إلى الضعف وبلغ 624 في عام 2013، ثم 753 شخصاً في عام 2014، وأخيراً ما يقارب 1000 شخص العام الماضي، بمجموع بلغ 4366 شخصاً خلال 9 سنوات فقط!
إن ما قامت به مملكة البحرين بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع الجمهورية الإيرانية وطرد البعثة الدبلوماسية، والقرار الجريء الآخر بوقف رحلاتها الجوية من وإلى إيران هي قرارات صائبة بكل المقاييس، بعد يوم واحد من إعلان المملكة العربية السعودية قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران، ووقف حركة الملاحة الجوية من وإلى إيران، وقطع وإنهاء العلاقات التجارية معها، وحظر سفر مواطنيها إلى الأراضي الإيرانية على خلفية الاعتداء الغاشم الذي شنته مجموعة غوغائية إيرانية على السفارة السعودية بطهران وإضرام النيران بها، واقتحام وحرق القنصلية السعودية في مشهد، بسبب موقف إيران «الغبي» من تطبيق السعودية للشريعة الإسلامية وتنفيذ القصاص بحق إرهابيين بينهم النمر.
الإمارات العربية المتحدة، كذلك قامت بخفض مستوى التمثيل الدبلوماسي إلى مستوى قائم بأعمال وتخفيض عدد الدبلوماسيين الإيرانيين في الدولة، إلى جانب الكويت التي استدعت السفير الإيراني وسلمته مذكرة احتجاج خطية، وإدانة واحتجاج كل من قطر والأردن الاعتداء على السفارة والقنصلية السعودية خلال استدعاء السفير الإيراني لديهما، إضافة إلى السودان وجيبوتي والصومال التي حذت حذو السعودية والبحرين بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع طهران، ونترقب ونأمل من باقي الدول الخليجية والعربية اتخاذ قرارات حاسمة بحق دولة لها تاريخ في إثارة الفتنة والطائفية في دولنا العربية ككل، كالحاصل في العراق تماماً.
هذه القرارات التي بادرت بها دول السعودية والبحرين والإمارات والكويت وقطر والأردن والسودان وجيبوتي والصومال، لم تأت من فراغ، فإيران كان لها الذراع الأكبر في أحداث البحرين التي بدأت مطلع عام 2011، وتتدخل بكل وقاحة بين فترة وأخرى في شؤون المملكة، وكان لها الدور البارز في تفجير إرهابي بسترة، والآخر في كرانة، إضافة إلى الخلية الإرهابية التي تم كشفها قبل أيام، وتسعى طهران جاهدة لإدخال متفجرات وأسلحة وذخائر إيرانية عبر البحر، لولا فضل الله وحنكة وزارة الداخلية، إلى جانب تأييدها لأحداث الشغب بالعوامية في السعودية العام الماضي، والخروج على ولي الأمر، فضلاً عن احتلالها للجزر الإماراتية الثلاث، وغيرها من التدخلات البغيضة في معظم الدول العربية.
* مسج إعلامي:
نأمل ونتطلع من الدولة اتخاذ قرارات أخرى حازمة أهمها وقف علاقات البحرين التجارية مع إيران خاصة أن إيران تعتبر العدو اللدود الأول لدول الخليج العربي بشكل خاص والدول العربية بشكل عام.