إعلان وزارة الداخلية إحباط مخطط إرهابي جديد يهدف لزعزعة أمن واستقرار مملكة البحرين بسلسلة من التفجيرات، يأتي استمراراً لعمليات الكشف عن الخلايا الإرهابية التي تم اكتشافها سابقاً والتي يقف وراءها مخطط واحد، وهو إيران الصفوية بإشراف الحرس الثوري الإيراني، وبمساعدة مباشرة من الأحزاب الإرهابية التابعة له في عدة دول عربية، والتي انسلخت من عروبتها وأصبحت تحت عباءة «الولي الفقيه».
إن التنظيم الإرهابي الجديد المسمى «قروب البسطة» هو امتداد للتنظيمات الإرهابية التي استهدفت وتستهدف أمن دول مجلس التعاون الخليجي منذ الثمانينات فهي ليست بعيدة عن المحاولات اليائسة لفرض تغيير الحكم بالقوة في دول الخليج، والخلية الإرهابية التي كانت تستهدف بيت الله الحرام في مكة المكرمة، وتعكير أجواء شعائر الحج في السعودية، والتفجير الذي طال موكب أمير الكويت الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح، طيب الله ثراه، وسلسلة التفجيرات التي طالت المقاهي الشعبية في الكويت، واختطاف الطائرة الكويتية الجابرية، وغيرها من المحاولات البائسة والفاشلة التي أحبطتها أجهزة الأمن بفضل الله سبحانه وتعالى، فإيران لاتزال تحتل الجزر العربية التابعة لدولة الإمارات العربية المتحدة.
إن إيران الصفوية وبمساعدة أحزاب إرهابية ما فتئت للحظة عن التخطيط لزعزعة أمن واستقرار دول مجلس التعاون وسوف تستمر على هذا النهج لأنها في واقع الحال هي تستهدف العقيدة والعروبة على حد سواء، وما اقتحام السفارة السعودية في طهران والقنصلية في مشهد إلا دليل ملموس على أن إيران تدرك أن السعودية هي قلب الأمتين العربية والإسلامية النابض، وهي الدرع الحصين للإسلام والعروبة، والسعودية هي اليوم من تقود الحرب على الإرهاب بكل أنواعه، وهي بذلك تأخذ دوراً ريادياً تستحقه بامتياز، وهو ما يغيظ إيران الطائفية، التي ترعى الإرهاب، واستباحت دولاً عربياً بطائفية بغيضة، بحرسها الثوري، وهو الذراع العسكري لحكام الملالي في قم وطهران، عكس ما يحدث في دول مجلس التعاون الخليجي، التي تنبذ الطائفية البغيضة، وتتعامل مع أبناء الطائفتين الكريمتين وفقاً لدساتيرها وقوانينها، لا وفقاً لطائفتهم، فهم أمام القانون على حد سواء.
إن وقاحة إيران اليوم امتدت للتدخل في أحكام قضائية تصدر في دول مجلس التعاون الخليجي على مواطنيها المدانين، وبإدانة واضحة، بعدما جرت لهم محاكمات قضائية نزيهة عكس ما يتم في إيران من نصب المشانق لأهل السنة دون محاكمة.
ومن المؤسف أن أعمال البحث والتحري كانت كفيلة بفضل الله عز وجل أن تنقذ البلاد من أيدي من ولدوا وعاشوا في هذا البلد، ودرسوا وتعلموا وأكلوا من خيراتها، تعالجوا في مستشفياتها، واستفادوا من بعثاتها الدراسية، المهنية أو الرياضية. فالفاعل بحريني شئنا أم أبينا، فليست الطائفة، المذهب أو الدين هي من ستزرع بداخلي الولاء والوفاء وترسخ داخلي معاني المواطنة والانتماء. فالوطن للجميع ولا يجوز أن نجعله مرتعاً للمحرضين، وإننا على يقين بأن أبناء الطائفة الشيعية الكريمة ترفض هذا الفعل المشين، من واقع اعتزازهم بانتمائهم لوطنهم وعروبتهم.
تحية إكبار وتقدير لرجال الأمن البواسل، بقيادة معالي وزير الداخلية، على دورهم المتميز في إحباط الخلية الإرهابية، المسماة بـ«قروب البسطة»، وغيرها من الخلايا السابقة، فرجال الأمن قاموا ويقومون بدورهم بكل كفاءة واقتدار في المحافظة على أمن واستقرار بلدنا العزيز، وهو ما عهدناه منهم على مدى السنوات السابقة فهم العين الساهرة في الداخل لكل المتربصين بأمن واستقرار البلد.
حفظ الله البحرين وقيادتها وشعبها من كل مكروه وسوء، وعلى المعتدي تدور الدوائر.