لم تترك إيران شيئاً لضرب أمننا واستقرارنا إلا فعلته. تدخلاتها في الشؤون الداخلية البحرينية والخليجية فاقت كل حد. ميليشات للتخريب، أسلحة للموت، أفكار للتقسيم والفرقة، تصدرها إيران كل يوم إلى دولنا. لم تترك خيطاً للتعايش إلا قطعته. نصبت نفسها محامياً عن شياطين الفوضى والدمار. أزبدت وأرعدت واستخدمت كل همجية وغوغائية ممكنة. لذلك نقولها اليوم وبكل وضوح: لم يعد ممكناً الاستمرار بعلاقات طبيعية مع طهران، ولم يعد محتملاً التعايش مع صلفها وعنجهيتها.
سيادتنا الوطنية ومصالحنا القومية فوق كل اعتبار، وهي حتماً تتناقض مع ثيوقراطية متطرفة تحاول إيران هدم مجتمعاتنا بترويجها عبر أتباع صغار لا يهمهم إن احترق الوطن. بتغليب المصلحة الوطنية والقومية فقط سنحافظ على حياتنا واستقرارنا، وستفشل إيران في تحقيق أي من مخططاتها كما فشلت في كل محاولاتها السابقة. لن تكون البحرين أو أي دولة في الخليج سوريا جديدة أو عراقاً آخر. لن تسمح شعوب الخليج بتحويلها إلى بيادق في لعبة المغامرة الإيرانية التي لم تنتج إلا المآسي والكوارث واللجوء والحرمان.
فشلت إيران في تحقيق مشروعها، وفشلت أكثر في الحفاظ على مواقع نفوذ كانت تعدها تحت سيطرتها، وفشلت أكثر وأكثر في تحقيق حياة كريمة لشعبها، لذلك تقوده إلى مزيد من المغامرات والقفزات الطائفية غير المحسوبة التي ستعود عليه بمزيد من الفقر والخراب.
أما نحن في البحرين فنعتبر قرارات السيادة الوطنية خطاً أحمر دونه أرواحنا، وسندعمها انطلاقاً من التزامنا بالثوابت الوطنية وتقديرنا لكل توجهات القيادة الرشيدة ورؤية حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله وأعزه وحكومته الموقرة للحفاظ على سيادتنا الوطنية ومكتسباتنا الحضارية وأمننا وكرامتنا.
وتعلم إيران وكل إمعاتها أن صراخهم ستذروه رياح الخليج العربي ليغدو هباء منثوراً.