يقال إنه إذا ما أردت أن يحترمك الناس و«يعزوك» ويضعوا لك اعتباراً ومكانة، أنت «عز نفسك بالأول»، من اختار أن يعز الإسلام، دين الله سبحانه وتعالى فبلاشك أن الله سيعزه، فالله أعز الإسلام والمسلمين بمنهجيته ودستوره العادل في الحياة، وكرم أمة المسلمين بتعاليمه وشرعه، عن كثير ممن ابتلاهم الله بالضلال، فالله مع الحق وتطبيقه، وإذا ما طبقت الحق فعليك أن تؤمن أن الله سيمنحك التوفيق والنصر ولو بعد حين.
الأمة العربية والإسلامية اليوم تهلل وتغمرها سعادة بمن يفتخر بأنه يرجع إلى أيام أمجاد العرب والمسلمين أمة التوحيد «لا إله إلا الله محمد رسول الله»، أمام الخطوات القوية والحازمة التي تقودها بلاد الحرمين حفظها الله، بعد سنين موجعة من مشاهد القتل وسفك الدماء وتشريد أهل السنة وتعذيبهم وتصفيتهم بطائفية مقيتة ومخططات هادمة تقودها عدوة العرب «إيران»، أمام تجبر طغاة كسرى ودفعهم الملايين وتجنيدهم للألوف من الميليشيات المغرر بهم لقيادة مشروعهم الإرهابي في المنطقة وسعيهم لامتلاك السلاح النووي وصناعة القنابل الذرية وتلاعبهم بأمن واستقرار عدد من الدول الخليجية والعربية، وأمام نعيق غربان الإرهاب وتهديدات العصابات الإيرانية وعملائهم بالمنطقة واستقوائهم الدائم بالتدخل الإيراني، وأمام كم كبير من المعسكرات التدريبية والأسلحة والمتفجرات التي تهربها إيران، جاءت ضربة واحدة حازمة موجعة تمثلت في تطبيق القانون بحزم دون أي اعتبارات طائفية أو قبلية أو أي اعتبارات كانت، ودون تردد أو وضع اعتبار لكل هذا الهراء الإيراني. السعودية نفذت القصاص في 47 إرهابياً، هم؛ 43 سنياً و4 شيعة، وقد أوضحنا العدد لبيان موقف عدالة السعودية في تطبيقها حد وشرع الله دون هوادة، فالسعودية لم تتعامل مع الإرهاب مثلما تفعل إيران التي تسارع إلى إعدام أهل السنة وتعليقهم على حبال المشانق وتصفية علمائهم ومشايخهم ومفكريهم، إيران لم تقم بمحاكمات عسكرية لمن تورطوا من مواطنيها في جرائم حرب في المنطقة ولم تفتح لجان تحقيق لمحاسبة من تمادوا بعنجهية وطغيان في إبادة أهل العراق وسوريا ولبنان والأحواز، وهناك منهم من مارس الإبادة وقام بحرق وشواء أهل السنة بحجة الدفاع عن شرعية إيران!
والملاحظ أيضاً أن المنظمات الدولية لم تعلق على إعدام السعودية لـ43 سنياً ممن لهم علاقة بتنظيم «القاعدة»، والمتورطين في أعمال إرهابية في السعودية، بل وجدنا التركيز تمثل في شخص نمر النمر فقط الذي هو بالنهاية مواطن سعودي لا إيراني، وهذا أكبر دليل يلجم العالم بأنه حتى المنظمات الحقوقية ودكاكين حقوق الإنسان المعروفة بعنصريتها في التعامل والمواقف، تغض الطرف عمن لا تريد وتركز الأضواء على من ترغب، وكذلك كان الإعلام الغربي والصحافة الأمريكية تحديداً حينما أخذت تروج للتوتر القائم بين الرياض وطهران من منطلق إعدام نمر النمر فقط! وكما يقال دائماً إن «الغرب يبحث عن قصص مثيرة دائماً»!
فارس الدبلوماسية العربية، الأمير سعود الفيصل رحمه الله قال يوماً «سنقطع أي إصبع يمتد إلى المملكة»، السعودية واضحة في موقفها وعدالة تطبيقها للقانون بغض النظر عن إن كان من يحاول مد يده الإرهابية سنياً أو شيعياً أو غير ذلك، الشعب الخليجي والعربي اليوم عبر عن دعمه لمواقف السعودية وخطواتها في اجتثاث الإرهاب بعبارة «كلنا سيوف سلمان الحزم»، نعم كلنا مع السعودية ونحن رهن إشارتها.
* إحساس عابر:
- العمل الإرهابي الجبان الذي تمثل في مهاجمة سفارة السعودية في إيران وحرق العلم السعودي الذي يحمل كلمة التوحيد «لا إله إلا الله»، يؤكد أن إيران تضلل أتباعها باسم شماعة الدين، خاصة أتباعها في دولنا الخليجية والعربية، ونقول لمن سرق هاتف السفارة «احتفظ به فقد تحتاجه أمك إيران يوماً ومن معها في الاتصال بالسعودية للتهدئة والتفاوض والخضوع بذل لإيجاد حلول لما وقع وحدث».
-مصادفة إعدام الإرهابيين وقت احتفال العالم بالعام الميلادي الجديد و«هبي نيو يير»، سأعتبره رسالة غير مباشرة للعالم باسم العرب والمسلمين.