محاكمات لا يحضرها ممثلون عن سفارات أجنبية، ولا محامون عن المتهمين، ولا يتابعها أعضاء في البرلمان الأوروبي، ولا ممثلون عن الخارجية الأمريكية أو الفرنسية، هي المحاكمات التي ليس فيها تأجيل، ولا تخفيف للحكم، بل يصدر فيها حكم الإعدام خلال دقائق، هذا ما ذكرته تقارير بعض المنظمات الحقوقية عن ازدياد حالات الإعدام في إيران، والتي تكتفي هذه المنظمات نفسها بنشر تلك التقارير بهدوء ودون ضجيج لا أكثر، فلا تتناولها وسائل إعلامية، ولا تتحدث عنها قنوات فضائية، ولا يطالب فيها حقوقيون بوقف تنفيذ الحكم، أنها الإعدامات التي ليس لها مثيل في الوحشية وتنفذها السلطات الإيرانية في حق الشعب الإيراني الذي لا يسمح له بالكلام ولا التحدث إلى وسائل الإعلام، ولا يستطيع أن يكتب عن قضيته أو يحكي قصته أو يشير إليها، حتى بإشارات الصم والبكم. وها هي منظمة حقوق الإنسان الإيرانية في تقريرها الدوري، تقول إنها وثقت 1900 حالة إعدام قامت بها السلطات الإيرانية منذ استلام الرئيس حسن روحاني للسلطة، حيث بلغت عدد حالات الإعدام 700 خلال النصف الأول من هذا العام، أي بمعدل 3 أشخاص يتم إعدامهم يومياً خلال الستة أشهر الماضية، وأن عدد الإعدامات ارتفع بمعدل 40% مقارنة بالعام الماضي، وقال سعيد بو مدوحة نائب مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة «العفو» الدولية: «إن حصيلة الإعدامات مذهلة في إيران في النصف الأول من هذا العام وترسم صورة شريرة لأجهزة الدولة لقيامها بالقتل مع سبق الإصرار». وفي محاولة السلطة الإيرانية لإخفاء الأسباب الحقيقية لهذه الإعدامات، قال رئيس هيئة حقوق الإنسان في السلطة القضائية لنظام طهران جواد لاريجاني، أثناء لقائه وفد البرلمان الأوروبي أن «الأوروبيين يعرفون أكثر من الآخرين أن السبب الرئيس في ارتفاع عدد الإعدامات هو مكافحتنا المتواصلة ضد مهربي المخدرات الذين يقصدون عواصم الاتحاد الأوروبي»، إلا أن زعيمة المعارضة الإيرانية مريم رجوي، أعلنت أن الإعدامات الجماعية تعسفية ولابد من مثول علي خامنئي وغيره من المسؤولين أمام العدالة»، كما قال أميري مقدمي مؤسس منظمة «حقوق الإنسان في إيران»: «نأسف للصمت الغربي حيال القضية، خاصة عندما يتعلق الأمر بدول تتصدر مكافحة عقوبة الإعدام دولياً، كما نتمنى أن ينتهي الصمت حيال انتهاكات حقوق الإنسان في إيران». أما طريقة الإعدام التي تطبقها إيران، فها هو أحد العرب الأحوازيين يصف عملية الإعدام فيقول: «إن الفرس يأتون بالمحكومين بالإعدام وهم موثقو الأيدي من الخلف، ويقرؤون بالفارسية الحكم الصادر بحقهم، حتى ترى الرافعات الضخمة قادمة، وخلال عشر دقائق يكون حبل المشنقة قد أحكم ربطه، ثم تسمع بعدها صافرة وهي إشارة لتنطلق الحافلات التي يقف عليها المحكومون، فترى بعدها أجساداً مدلاة تتأرجح في الهواء». لكن المضحك في هذه القضية هو احتجاج إيران باستدعائها للقائم بالأعمال السعودي في طهران في نوفمبر 2015، للاحتجاج على إعدام ثلاثة إيرانيين في المملكة بتهمة تهريب المخدرات»، في الوقت الذي ينتظر الآلاف من الإيرانيين في السجون لتنفيذ حكم الإعدام الصادر بحقهم دون محاكمات، ولا حضور لممثلي سفارات أجنبية ولا لمحامين، فهذا وجه إيران القبيح الذي لم يعد مخفياً على المجتمع الدولي ولا على المنظمات الأجنبية التي يتباكى أعضاؤها على إرهابيين تم الحكم عليهم بسنتين أو ثلاث، ويطالبون بزيارتهم والاطمئنان على حالتهم النفسية، هذا القلق والتباكي فقط يكون على الإرهابيين المحكومين والمدانين في دول الخليج، أما إيران فتفعل ما تريد دون رقيب ولا حسيب!