أيام قلائل وينقضي عام 2015 الذي بحق كان عاماً صعباً بكل المقاييس على الشعب اليمني، إذ عانى الأمرين جراء الانقلاب الحوثي والعفاشي على السلطة الشرعية ممثلة بالرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي، الذي اختاره اليمنيون ليكون رئيساً للمرحلة الانتقالية بعد الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، ولكن وبإذن الله تعالى ثم بتدخل قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن «إعادة الأمل»، بقيادة المملكة العربية السعودية تغيرت المعادلة السياسية والعسكرية للمتمردين الحوثيين الذين حصلوا على الدعم من إيران، فبعد أن سيطروا على معظم المحافظات بالقوة هاهم اليوم يتقهقرون، وقد بدأت ساعة الصفر لدخول العاصمة صنعاء، وهي المعركة الحاسمة التي سيتم فيها دحر باقي فلول الحوثيين وقوات المخلوع صالح.
وحتماً سيكون شهر يناير المقبل ومع دخول عام 2016، هو الشهر الذي سيكون القشة التي ستقصم ظهورهم وسيولون الدبر، وستكون لهم شر هزيمة ولإيران التي يحاربون بالوكالة عنها، وستدخل اليمن مرحلة تاريخية فاصلة بإذن الله تعالى، نتطلع فيها أن تعود اليمن كما كانت سعيدة ودولة قائمة على العدالة بتجاوز آثار الصراعات وحتى المظالم التي عاشها الشعب في شمال اليمن وجنوبه إبان الحكم الفاشي للرئيس المخلوع صالح الذي كان يمسك بخيوط اللعبة في اليمن على مدى أكثر من ثلاثة عقود مضت، وكان سبباً في سقوط صنعاء بأيدي ميليشيات الحوثي القادمة من كهوف صعدة بأجندتها الطائفية، فقد كانت اليمن إبان حكم صالح متأخرة عن الركب مقارنة بدول الجوار خاصة دول مجلس التعاون الخليجي.
وعلى الرغم من الحوارات والمفاوضات التي حدثت بدءاً من المبادرة الخليجية وما تبعها من محاولات لحلحلة الوضع حتى مع احتلال الحوثيين لصنعاء ومحاولتهم ابتلاع كل اليمن، إلا أن القرار التاريخي من ملك العروبة خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود في 26 مارس الماضي الذي انطلقت فيه «عاصفة الحزم» كان كفيلاً بأن يخلط الأوراق للحوثي وصالح ومن خلفهم إيران، ومع ذلك أيضاً كان الحوار والتفاوض حاضراً برعاية الأمم المتحدة وها نحن نعيش إرهاصات هذه الحوارات، وعلى أرض الواقع وبالتزامن مع تلك المفاوضات المعركة العسكرية تسير وستكون صنعاء هي مقبرة للحوثيين وستعود اليمن إلى الحاضنة العربية كما كانت هي الأصل للقبائل العربية ومهد العروبة على مر العصور.
سأكون من المتفائلين بأن ساعة الحسم قد اقتربت مع استعداد قوات التحالف العربي والمقاومة الشعبية لمعركة صنعاء واستعادتها من سيطرة الحوثيين وقوات المخلوع والتي ستكون صعبة بسبب وعورة التضاريس الجبلية التي تحيط بصنعاء، ولكن التوكل على الله في الدفاع عن العقيدة والمعنويات المرتفعة ستكون كفيلة بالنصر، مع التغطية الجوية من قبل طائرات التحالف على أهداف ومواقع الحوثيين والقوات الموالية لصالح، وهناك تساؤلات كثيرة عن معركة صنعاء ستكون الأيام القادمة كفيلة بالرد عليها، فهل يمكن السيطرة على صنعاء بسهولة أم أن الحل السياسي سيتدخل لينهي الأزمة في اليمن قبل بدء معركة صنعاء؟
* همسة أخيرة:
أعجبتي أغنية سمعتها لمدينة «تعز» اليمنية الحالمة الثائرة وهي من كلمات وألحان وغناء بشير المعمري سأقتبس من كلماتها:
تعز التحدي والصمود والعز من عهد الجدود لا تنحني أو تستكين..
صبر يعلمها الشموخ في وجه كل الغاصبين.. ولابن علوان لها أنوار كل الصالحين..
ستظل رغم جراحها أم لكل الثائرين.. يا شعلة في الكون ترسل نورها للثائرين
يا راية للحق والنصر المبين.. يا واحة تروي ببهجتها قلوب الظامئين
ياغنوة بشفاه كل العاشقين.. مهما تمادى ظلم كل الظالمين
لن تنحني أبداً ورب العالمين..