لا نغالط أنفسنا عندما نتحدث عن الجماعات والتنظيمات الإرهابية وضرورة محاربتها والقضاء عليها وتجفيف منابعها، فلابد ألا نترك الإرهاب يرتع في البحرين، وذلك عندما تحتويه الأمم المتحدة ومنظماته والحكومات الغربية والأمريكية، وتدافع عن أصحابه بحجة أنهم نشطاء حقوقيون وسياسيون وغيرها من مسميات، الأمر لا يقتصر على الأمم المتحدة ومنظماتها والحكومات الغربية والأمريكية، بل قد يحاول البعض أن يحتويه، عندما يأمل بمشاركة هؤلاء في الحياة السياسية بالرغم من أنهم من قادوا الجماعات الإرهابية، مما يتناقض مع توجهات المجتمع الدولي والدولة نفسها في مكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه وملاحقة أصحابه ليس «بإذن قبض»، بل بطائرات حربية وصواريخ تدك المناطق والقرى التي يشتبه فقط تواجدهم بها، وها نحن نرى الضحايا في المناطق السنية في العراق وسوريا الذين يسقطون بنيران الطيران الحربي الروسي وقذائف وصواريخ النظام السوري والعراقي والحشد الشعبي الشيعي العراقي الذي تم إنشاؤه بذريعة القضاء على الإرهاب، ثم يستثنى أولئك الذين يمثلون ذراع إيران في دول الخليج ومنهم الإرهابيون في البحرين الذين تدافع عنهم المنظمات الحقوقية الغربية التي لا نسمع لها كلمة واحدة تدافع فيها عن سقوط عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين من أهل السنة الذين يقتلون تحت شعار «محاربة الإرهاب». الإرهابيون اليوم يعلنون عن نشاطهم الإرهابي «لا بالخش والدس»، وإنما علانية يحددون فيها حتى المناطق التي سيقيمون فيها «فعالياتهم الإرهابية»، ومنها ما نشر على مواقعهم، حيث دعا ما يسمى «ائتلاف 14 فبراير» الإرهابي إلى المشاركة في الفعاليات الإرهابية «إيذاناً باستقبال عام ثوري جديد»، وقد تم تحديد نوع النشاط الإرهابي. إذن نتمنى أن يتم البدء باقتلاع واجتثاث الإرهاب في البحرين؟ أليس أولى أن تبدأ الدول في اقتلاع واجتثاث الإرهاب من على أراضيها، وذلك كما تفعل الدول الأخرى مثل بريطانيا وفرنسا وأمريكا، حيث إنها لم تتجه إلى المشاركة في التحالف الدولي إلا بعد أن مشطت مناطقها وولاياتها من الإرهابيين، ونأخذ مثالاً على ذلك، أمريكا عندما ضرب برجا مركز التجارة العالمي في مدينة نيويورك، والإرهاب الذي وقع في 11 سبتمبر 2001، وما تبعه من رد فعل من أمريكا، ذلك عندما ذهبت بطائراتها وبوارجها، واحتلت دولاً وقتلت شعوباً بدعوى الدفاع عن أمن أمريكا، وألم تفعل فرنسا الشيء نفسه بعد تعرضها لهجمات إرهابية، فكيف بالله عليكم إذا كان الإرهاب لديهم يهدد أمن الدولة بإزالة نظامها واستبداله بنظام ليس معادياً للدولة فقط بل معادياً للدول الخليجية والأمة بأجمعها، فهل يمكن أن تصل الوقاحة بالإرهابيين إلى إعلان فعالياتهم الإرهابية وتهديد أمن الدولة علانية! إن محاربة الإرهاب والقضاء عليه مسألة يجب أن يعاد فيها النظر، وأن تكون هناك رؤية واضحة تنطلق منها الدولة في محاربة الإرهاب، وخاصة عندما يكون الإرهاب، هو نفسه الإرهاب الذي يقتل الشعب السوري، والشعب العراقي، ويدمر لبنان، إنه الإرهاب في البحرين الذي يجب اقتلاعه، لا تركه حتى يصل إلى مرحلة الإعلان عن مكانه، ويطلق على العمليات الإرهابية واحتلال الشوارع والطرقات أنها «فعاليات العام الجديد».