أقف دائماً أمام قصص النجاح بإعجاب شديد وأرفع للناجحين القبعة لأنني أتعلم من طموحهم وإصرارهم وتغلبهم على الظروف التي عاشوا فيها، والعوائق التي اعترضت طريقهم، والعثرات التي وقفوا أمامها وتغلبوا عليها. أتعلم من أحلامهم التي تحولت إلى واقع يعيشونه، فكل ما نراه الآن أمامنا من منجزات تكنولوجية وأفكار إنسانية ومشاريع اقتصادية، كانت عبارة عن حزمة من الأحلام، غير واضحة، ولكن من خلال إصرار الخارجين على قوانينهم الخاصة، الروحية والنفسية، تحولت كل الأحلام إلى ما نراه وما نلمسه وما نعيشه في يومنا هذا.
ودائماً ما أقف أمام تجربة المعلم الراحل الدكتور إبراهيم الفقي، الذي حضرت له أكثر من دورة، وجلست معه وتحاورت في طرق الوصول إلى مرحلة تحقيق الذات في الحياة الدنيا، ليس من أجل الإنسان وحده، إنما من أجل تحقيق الحلم لكل من حولك والمجتمع الذي إليه تنتمي والكوكب الذي عليه تعيش.
إن قراءة قصص الناجحين، واحدة من الطرق الجيدة، لإيصالك أنت إلى النجاح في حياتك، لأنها تدعوك بصورة غير مباشرة، لأن تكون كما تحلم أن تكون، وتعطيك الدافع لمواصلة دربك، رغم الظروف، فالإنسان، هو من يخلق له ظروفه الخاصة للنجاح في حياته الممتدة بين ظلمة الرحم وظلمة القبر.
ولمن لا يعرف إبراهيم الفقي، أقول، إنه من مواليد 1950 في قرية تُدعى أبو النمرس في محافظة الجيزة. د.إبراهيم الفقي هو خبير في التنمية البشرية والبرمجة اللغوية العصبية كما إنه أيضاً رئيس مجلس إدارة المعهد الكندي للبرمجة اللغوية ومؤسس ورئيس مجلس إدارة شركات «إبراهيم الفقي» العالمية.
لم يقتصر إبداع الفقي على علم التنمية البشرية وفقط، بل إنه كان لاعب تنس طاولة، وسبق له وقد فاز ببطولة مصر في تنس الطاولة أكثر من مرة، كما إنه أيضاً مثل مصر في بطولة العالم لتنس الطاولة بألمانيا عام 1969.
بدأ إبراهيم الفقي حياته وكان يعمل في أحد الفنادق، ثم تدرج في الوظائف إلى أن وصل إلى منصب مدير قسم في قطاع الفنادق بفندق فلسطين، وسافر إلى كندا ليدرس الإدارة وهناك عمل في أحد الفنادق في وظيفة «جلي الأطباق» كما إنه عمل في وظيفة «حارس مطعم» و«حامل كراسي». حصل الفقي على أكثر من دكتوراه في علم التنمية البشرية كما إنه قام بتأليف علمين جديدين هما «علم ديناميكية التكيف العصبي» و«علم قوة الطاقة البشرية»، كما إنه درب أكثر من 700 ألف شخص في محاضراته حول العالم، ودرب بأكثر من لغة، منهم العربية والإنجليزية والفرنسية.
دكتور إبراهيم الفقي له عدة مؤلفات في مجال التنمية البشرية وقد تُرجمت هذه المؤلفات إلى الإنجليزية والفرنسية والكردية والأندونيسية وحققت هذه المؤلفات مبيعات تقدر بملايين النسخ حول العالم، ومن أشهر هذه المؤلفات «البرمجة اللغوية العصبية وفن الاتصال اللامحدود»، و«المفاتيح العشرة للنجاح»، و«قوة التحكم في الذات»، و«قوة الحب والتسامح»، و«قوة التفكير»، و«حياة بلا توتر»، و«سحر القيادة».
توفي دكتور إبراهيم الفقي صباح يوم الجمعة 10 فبراير 2012 إثر اندلاع حريق هائل بشقته عن عمر يناهز 61 عاماً.
لهذا أقول، إذا كنت تريد أن تصبح مهماً في المجتمع الذي تعيش فيه، ما عليك إلا أن تقرأ قصص الناجحين في العالم، دون النظر إلى قومياتهم، أو بلدانهم، أو ألوانهم، أو دياناتهم.