العنوان أعلاه هو في واقع الحال سؤال صادر في لحظة انفعال وقلق من ممانع محبط يشحذ من الفقير إلى الله كاتب هذه المقال الإجابة.. حاولت تهدئته ولكنه ظل على انفعاله وقد بلغ قلقي على صحته منتهاه، فقلت له: يا عزيزي هدئ روعك، وروق بالك، وخاف على صحتك، فأجاب وهو يولول كالمجنون ويصيح بلا هدى: السيد ما راح يسكت هذه المرة.. أقولها على مسؤوليتي.. ما راح يسكت.. لم أجد وسيلة لتهدئته ومحاولة خفض ضغطه إلا بمواجهته بالحقيقة: حضرتك محسسني أن «سيدكم» هو «جريندايزر»، صواريخ الكاتيوشا تخرج من يده.. هنا رمقني بغلظة وغضب ووجه نظراته الحانقة صوبي، فخشيت أن تستفزه كلماتي فيخرج من طوره، فسارعت لتلطيف الجو، وقلت له: إن شاء الله بيرد.. قلبي يحدثني بذلك.. سيرد «حزب اللات» الصاع صاعين وستنهال صواريخ الكاتيوشا على تل أبيب من كل حدب وصوب «أنا أعرف تماماً هذه الأجواء وهذه التلاهي لأني شاهدتها من قبل في فيلم حرب النجوم»، وسيلقن «حسن زميرة» الإسرائيليين وقادتهم درساً قاسياً لن ينسوه، ولن تذهب دماء سمير القنطار هدراً، وعلى الباغي تدور الدوائر، ولكن في المشمش.. وما أن انتهيت من كلامي حتى خر ساقطاً على الأرض.. في ستين داهية، روحك لن تكون عندي أغلى من روح إخواني السوريين.. لن أخفيكم سراً، فقد تابعت مؤخراً وبمنتهى الشغف حملة السخرية المرة التي شنها نشطاء وإعلاميون وكتاب عرب على «حسن زميرة» على إثر اغتيال إسرائيل للمرتزق سمير القنطار في سوريا، وكلها كانت تصب في صندوق التوقعات والتحليلات التي تستبعد عملية الرد على نمط حرب 2006 التي حدثت ما بين إسرائيل و«حزب الله». هل ينتقم «حزب الله» لمقتل القنطار؟ سؤال طرحته صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية على قرائها في تقرير موسع ذكرت فيه أن عملية الاغتيال بمثابة اختبار لزعيم الحزب حسن نصر الله. بالنسبة لتوقعاتي، الإجابة محسومة وبمنتهى الاختصار، «حزب اللات» لن يجرؤ على الرد في الوقت الحالي وإن فعلها فسأحلق شنبي، والسبب في ذلك يعود إلى أن الموقف العربي والإسلامي والدولي من الحزب نتيجة دخول عدوانه على سوريا يختلف عما كان عليه في حرب 2006، فاليوم الكل يتمنى زوال هذا الحزب من على وجه الأرض حتى ولو بيد الشيطان، أما السبب الآخر، فهو أن الأوضاع الأمنية والسياسية والاقتصادية في لبنان لا تحتمل مغامرة طائشة أو خطوة غبية لا تعرف أين تأخذ الوطن. طيب، والعمل، كيف يمكن لـ«حسن زميرة» أن يحفظ ماء وجهه؟ عبر تأجيل الرد على إسرائيل أو الرد عن طريق إطلاق صاروخ أو صاروخين من الجنوب اللبناني على مواقع إسرائيلية شرط عدم إحداث ضرر فقط لا غير. ولكن يبقى السؤال القاتل: كيف تجرأت الطائرات الإسرائيلية على تنفيذ مهمة في قلب العاصمة دمشق، في وجود منظومة إس 400 الروسية التي تغطي سماء سوريا؟ أليست سوريا تحت حماية «أبو علي بوتين؟». للعلم اختراق الطائرات الإسرائيلية للمجال الجوي السوري لم يكن المرة الأولى، فقد سبقت أن فعلتها تل أبيب من قبل، ولكن هل يعني ذلك أن عملية مقتل القنطار تمت بتنسيق بين تل أبيب وموسكو وبموافقة «أبو علي بوتين؟». .. الله أعلم!!