يوم السبت علي أكبر ولايتي مستشار خامنئي قال بالحرف وبدون مواربة أمام القوة البحرية الإيرانية كلاماً نقلته وكالة إيسنا «بأن تدخلنا في العراق وسوريا هو دفاع عن عرقنا «القومي»» والرجل لم يكذب، نحن نعرف هذه الحقيقة لكن هل يعرفها شيعة العرب الذين وثقوا فيهم وصدقوهم وتبعوهم وباعوا أوطانهم من أجل العرق الفارسي؟
إيران تحرك مئات الآلاف من الشيعة العرب في الدول العربية ليخدموا مصالح ويدافعوا عن العرق القومي الفارسي، يعني لا التشيع ولا الإسلام ما يدافعون عنه. ولا يحركهم حب آل البيت ولا هم يحزنون، الرجل كان واضحاً وصريحاً ولم يكذب فهذا هو الواقع، هم يدافعون عن عرقهم الفارسي ومصالحه.
أي أن الشيعة العرب كانوا مطية بالنسبة لعلي أكبر ولايتي، وهذا ما نعرفه ونفهمه ونراه رؤيتنا للشمس في عز الظهيرة، ولم نكن بحاجة إلى هذا التصريح، ولكن ربما هذا التصريح ولعل وعسى أن يفتح عينه من أغلقها وصم أذنه عن هذه الحقيقة، وقاد طائفته إلى التهلكة وجعلهم يدفعون أثماناً باهظة وكابر واصطدم بالحائط، ولم يعلن أنه على استعداد «للمرونة» والعقلانية إلا بعد أن طارت الطيور بأرزاقها، واليوم يذلهم علي ولايتي أكبر مذلة حين يؤكد أن الإيرانيين لا يحركهم سوى الدفاع عن عرقهم الفارسي.
ولهذا يذكرني موقف الحوثيين اليمنيين في جنيف من المفاوضات التي تجريها الأمم المتحدة من أجل التوصل لصيغة تعايش بينهم وبين شركائهم في الوطن، بموقف حوثيي البحرين قبل أربع سنوات «الوفاق ومن لف لفهم» حين كان البعض حسن النية بهم يعتقد أن قرارهم بيدهم فكان يفاوضهم، إلى ما قبل دخول درع الجزيرة وإعلان حالة السلامة الوطنية، فرأى الصلف والتعنت والتراجع عن القرار في اليوم ألف مرة، واليوم موقف الحوثيين لا يختلف هو الآخر، موقف يسبح في الفضاء في فقاعة غير واقعية، في عالم افتراض، موقف مرهون بقرار أجنبي ليس يمنياً ولا وطنياً، موقف يخدم المصلحة الفارسية العرقية، موقف إيراني صرف لا يهمه اليمن ولا اليمنيين حتى وإن كانوا شيعة، تماماً كما كان موقف إيران من شيعة البحرين، لا يهمونهم في شيء ولا يعنون لهم شيئاً.
سبحان الله «المانيول» واحد، كلهم يتبعون كتيباً إرشادياً واحداً، الفرق في درجة الجرأة أو «الوقاحة» إن صح التعبير. فالحوثيون طالبوا صراحة بمشاركة إيران في المباحثات، والوفاق هددت بالاستعانة بهم إن دخل درع الجزيرة البحرين.
الخلاصة؛ صحيح أن إيران استغلت حب آل البيت وارتباط السذج البسطاء بتدين فطري بسيط إلا أنها كانت تدافع عن مصالحها فلا يلومها أحد، إنما اللوم على وكلائها قيادات المجموعات الذين لم يبيعوا أوطانهم خدمة للقومية الفارسية فحسب، بل باعوا معها مقدماً وللسنوات القادمة بشيكات مؤجلة، جيلاً كاملاً من شبابهم سلخوهم عن جذورهم وألبسوهم ثوباً غير عربي وجعلوا الهوية الخليجية غريبة مستنكرة عليه، جيل ضائع لا يعرف إلى أين يولي وجهه.