لن ننسى شهداءنا، إنهم من دفعوا أرواحهم وضحوا بحياتهم في سبيل أمن وسلامة الوطن، إنهم أولئك الذين صعدت أرواحهم إلى السماء لكي يكون ذكراهم شعلة لا تنطفئ على مر الزمن، إنهم جنودنا البواسل الذين استشهدوا على أرض اليمن، ورجال الأمن الأبطال الذين قتلوا بيد الغدر، إنها نفس آلة الغدر في اليمن والبحرين، واحدة هي التي أزهقت هذه الأرواح الطيبة الزكية، كي تحقق آمالها وتنشر مدها في أرض العرب، ولكن رد الله مكرها في نحرها، وذلك حين أصر الأبطال والبواسل أن يواصلوا مسيرة الكفاح في صد أعداء الوطن في الداخل والخارج. لن ننسى تلك المناظر، ليست بالبعيدة، وإنما هي سنوات قريبة، من التسعينات حتى يومنا هذا، عندما تجبرت الجماعات الظالمة، فسفكت أرواح رجال الأمن بأبشع وأروع وسائل القتل، بالدهس والتفجير والحرق والقذف بالأسياخ، كلها وسائل قتل بشعة مارستها الجماعات التي تزعم السلمية وتتباكى بالمظلومية، هذه الجماعات التي كانت تحرض من قبل العراق و«حزب الله»، وخامنئي وقادة الانقلاب الذين تولوا عملية التحريض في خطبهم وفي تجمعاتهم، منهم من أفتى بسفك دماء رجال الأمن من على منابر المساجد، ومنهم من دعاهم إلى لبس الأكفان، وغرس في نفوسهم الحقد حين صور رجال الأمن على أنهم «مجرد مرتزقة». لم تتوقف قافلة الشهداء عند رجال الأمن بل كذلك المواطنين الذين سفكت دماؤهم انتقاماً وحقداً في 2011، فهل نذكر زهراء صالح التي تصدى لها المجرمون في طريق عودتها من عملها إلى المنزل، فإذا بسيخ يغرس في جبهتها، زهراء التي أبت أن تسقط على الأرض، فتمالكت قواها واستجمعت نفسها، فإذا بها تزهق روحها وهي مبتسمة تلك الابتسامة التي تجلت في وجهها وهي تنقل في سيارة الإسعاف، ومن نستذكر أيضاً؟ فالقائمة طويلة، منها أحمد الظفيري الذي ضحى بنفسه لينقذ المواطنين من الموت، فإذا بالإطار الذي حاول إزاحته ينفجر فيه، ومن نستذكر؟ المعمري والطفلة فاطمة العباسي. لن ننسى الضابط الإماراتي الشهيد طارق الشحي الذي سفكت دماؤه غدراً في تفجيرات الديه في 3 مارس 2014، والذي استشهد معه في هذه التفجيرات اثنان من رجال الأمن البحريني، لن ننسى منظر دمائهم، التي استهان بها الغادرون المجرمون الذين لم تعرف قلوبهم رأفة ولم تحمل نفوسهم ذرة إنسانية، إنهم الغادرون الذين تربوا وعاشوا على أرض البحرين وأكلوا من خيرها، هم وأبناؤهم وأهلهم، أولئك الذين رعتهم الدولة وقدمت لهم أفضل الخدمات، وها هي المشاريع العمرانية تشهد على ذلك، فمن مشاريع إسكانية، ومنها الوحدات السكنية والقسائم السكنية في أفضل مناطق البحرين، وغيرها من مشاريع شبابية من نوادٍ وساحات وملاعب، ومبانٍ، ونوادٍ أستثمروها حتى أصبحت مجمعات تجارية، وهي أراضٍ وهبتها لهم الدولة على شوارع رئيسة، كلها خدمات لا تذكر أبداً، ولا يذكرها المحرضون قادة الانقلاب، إنهم أولئك الذين يتباكون بالمظلومية وقد أخذوا ونالوا أكثر من حقهم. لن ننسى أبداً جنود البحرين البواسل الذين استشهدوا على أرض اليمن، محمد نبيل، ومحمد حافظ، وعبدالقادر حسن، وحسن إقبال، وعبدالمنعم علي، إنهم الجنود الذين ذهبوا مستبشرين، بعد أن كتبوا وصيتهم ليلتحقوا بإخوانهم من جنود قوات التحالف العربي في «عاصفة الحزم»، و«إعادة الأمل»، كتبوا وصيتهم لأنهم كانوا يعلمون أنهم ذاهبون إلى ساحة حرب قد لا يرجعون بعدها، إنها التضحيات، وليست أي تضحيات إنها الجود بالروح وفراق الأهل والأحباب والديار، إنها تضحيات كبيرة ليس لها جزاء إلا عند رب العالمين. نحن لن ننسى شهداءنا من رجال الأمن الذين لم يسقطوا في ساحة حرب، بل سقطوا في أرض الوطن، وهم يقومون بواجب الحراسة وتأمين أرواح الناس، سقطوا شهداء على يد مجرمين من أحفاد ابن العلقمي الذين شربوا الغدر منه، هذا الغدر الذي يسقى إليهم كل يوم من قادة الانقلاب المحرضين الذين يدعون السلمية والمظلومية، وفي الحقيقة هم أعداء الوطن. تقبل الله جنودنا ورجال أمننا الذين استشهدوا، فهم جميعاً شهداء، وجزاهم جنات الخلد.