ليس سراً أن نقول إن كرة القدم المحلية في الطريق إلى التدهور إن لم تكن قد تدهورت بالفعل والسبب لا يعود إلى تراكم الأخطاء الفنية والإدارية وحسب ومنذ تشكيل أول مجلس إدارة في بدايات الخمسينيات وحتى يومنا هذا لكن منظومة كرة القدم لم تُنظم على أساس منطقي وعلمي بل اعتمدت على الاجتهادات الشخصية وقوة العضلات والتهديد والوعيد بالشطب في حين لم يكن صوت الأندية قوياً إلاَّ في ناديين أو ثلاثة وأكثرهم سلطة هما «المحرق والنسور والنهضة وآخرين يسيرون في الظل».
لم يستيقظ نادي الرفاع الغربي من سباته إلا بعد فترة وكذلك الحال مع أندية حاولت أن تظهر وتثبت وجودها لكنها كانت تشعر بالخوف والرهبة سواء من العقوبات أو الشطب أو الحرمان من أشياء عادية وتافهة كنقل مبارياتها على ملاعب المنافسين وعلى هذا الأساس ترسخ في عقول الأندية الخوف ولأن القوة في يد الاتحاد صارت معظم الأندية كمفاتيح السيارات بحركة بسيطة يدور المحرك وبأبسط منها يقف عن الدوران.
إن الأندية التي تمتلك القوة استفادت من نفوذها وامتدت السيطرة إلى الاتحاد حتى يومنا هذا حتى إن من يريد أن يترأسه كل ما عليه إلا أن يتصل بالأكثرية الضعيفة المتهالكة ويضمن أصواتها في أي انتخابات صورية أو هامشية.
اليوم تجد الأندية القوية هي من تعاني وتتحسر وتقضم أصابع الندم لأنها أتاحت للهيمنة أن تمد جذورها وصارت، أي الأندية القوية، على قدم المساواة مع الأندية الضعيفة وأكبر الأدلة هبوط المستوى الفني العام الذي انعكس على كل المنتخبات وصار للاعب الأجنبي «المحترف الهزيل» مرتعاً يرتزق منه ويقتات.
إن كنتم تتذكرون النجوم الكرويين المشهورين، والإداريين المحنكين والمدربين والحكام الأقوياء أصحاب الشخصية المتميزة، والمعلقين الرياضيين والصحافة الرياضية التي لا تهاب من توجيه النقد. فاليوم نجد كل التراث الكروي ممزقاً والحلقة مفقودة وكل جهة تتهم الأخرى، وكل أمة سابقة تلعن أختها والحل كما أشرنا إليه في سابق مقالاتنا التعيين «إن لم يكن عن طريق الوزارات الرسمية أن يكون عن طريق الشركات الأهلية والوطنية»، بشرط أن تتبنى كل شركة أو مؤسسة نادياً، وفي بلادنا اليوم أكثر من مليون شركة ومؤسسة وحتى دكاكين الفقراء يمكن لأي دكان أن يرعى نادياً.