التوثيق التاريخي شيء مهم جداً فهو العنوان المختصر لقراءة هوية الأرض ومعالم حضارتها وبوصلة مستقبل الأوطان والنبراس الذي يضيء دروب الأجيال القادمة للوطن.
ونحن صغار عندما كنا نزور متحف البحرين الوطني وبيت القرآن ونتجول بين ما يحويان من معالم وتحف أثرية ورسائل تاريخية ومخطوطات قرآنية من باب الرحلات المدرسية، كنا نلامس تاريخ البحرين ونتشربه بالمطالعة، كان يغرس فينا عمقاً تاريخياً وبشكل أسرع من منهجية القراءة والمراجعة من كتبنا المدرسية التي تحكي لنا عن حضارة دلمون وتايلوس وأرادوس وكيفية دخول البحرين للإسلام، وكما هو معروف، في عالم الإعلام، فإن الإعلام المرئي والمسموع أكثر تأثيراً وتفاعلية من الإعلام المقروء.
هكذا فهمنا تاريخ البحرين وحفظناه عن ظهر قلب، بل لم نكن نتوقع وقتها أننا عندما نكبر سنقارع ونحاجج أعداء البحرين بتاريخها المجيد، وهم الذين يسعون لتشويهه وتغييره، ولربما بالإمكان القول أيضاً هكذا استطاع أعداء البحرين التأثير وغسل «عقول الكثيرين» من أبناء الوطن وانخدعوا بتزوير التاريخ، خاصة أولئك الذين لا يجيدون مطالعة التاريخ أو ابتعدوا عن محاولة قراءته من المصادر الرسمية والوثائق والمخطوطات الموثقة!
فكرة إقامة معرض أمني على هامش حوار المنامة الأخير -الذي يحضره كل عام نخبة من الشخصيات الدولية والمفكرين الاستراتيجيين والسياسيين والمفكرين- يستعرض عدداً من الأسلحة والمتفجرات التي تم ضبطها في البحرين منذ عام 2011 بعضها محلية الصنع وأخرى إيرانية المصدر إلى جانب استعراض تسلسل الأحداث التي شهدتها المملكة منذ عام 2011 فكرة ممتازة وقوية، اختصرت الكثير من حملات العلاقات العامة الدولية لإيضاح حقيقة أزمة البحرين الأمنية، وكذلك استغلال فوق الممتاز لحدث يتم على مستوى عالمي، لإتاحة زاوية تطالع فيها الوفود المشاركة من خلالها عما يجري على أرض البحرين من مؤامرات وتطبيق لأجندة خارجية وأخذ فكرة عنها.
ونأمل أن تترجم هذه الفكرة كتوثيق أبدي عن طريق إقامة متحف عسكري وطني يضم في أقسامه جميع الأسلحة والمضبوطات من متفجرات إيرانية بل ويضم حتى مجسمات عن السراديب وورش عمل المتفجرات -مع مراعاة البعد الأمني والتثقيفي بالطبع عند بناء هذه المجسمات بشكل لا يمنح من يطالعها فكرة كيفية تنفيذها على سبيل المثال- واستعراض المعلومات المتعلقة بتاريخ ضبطها وعددها وخطورتها ومصادرها والخلايا الإرهابية التي قامت بالتخطيط، وصلتها بالتنظيمات الإرهابية بالخارج.
من الممكن أيضاً أن يضم في أقسامه الأخرى قسماً خاصاً عن حرب الخليج وقسماً عن حرب «عاصفة الحزم» ونبذة عنهما، كما من الممكن أن تضم أقسامه نبذة عن تاريخ قوة دفاع البحرين وقوات «درع الجزيرة» ووزارة الداخلية وإنجازاتهم وتستعرض كل المعلومات بعدة لغات عالمية لا أن تكتفي باللغتين العربية والإنجليزية.
إن إقامة هذا المتحف العسكري لن تكون باباً لتخليد المعلومات وترسيخها للأجيال القادمة لمملكة البحرين وشعوب دول الخليج فحسب، بل ستضيف إلى رصيد مملكة البحرين المعروف عنها أنها سباقة في هذه الأمور وستكون فرصة لكي يطالع الأجانب والوفود والسياح الذين يأتون للبحرين التاريخ الصحيح والموثق لكل ما استعرضناه ومن ثم ستترسخ لديهم قناعات من الصعب أن تؤثر عليها الحملات المسيئة التي تستهدف تشويه سمعة البحرين وتاريخها، كخدعة «احتلالها» والمعلومات المغلوطة الأخرى، وغيرها من أفكار وسموم يروجها أعداء البحرين عنا على المستوى الخارجي، البحرين اليوم تحتاج للعمل كثيراً في هذا الجانب وتحتاج من باب الضرورة الملحة لمتحف يكون مرجعاً لشعوب دول المنطقة، وتزوره كل الوفود التي تأتي إلى البحرين من باب المشاركة في مؤتمراتها الدولية والعربية.
* إحساس عابر:
- الاستقبال الشعبي الذي قام به عدد من أهالي وشباب البحرين للعميد خليفة بن أحمد مدير مديرية شرطة الجنوبية وابنته الملازم أول خولة آل خليفة موقف يؤكد مكانة القيادات الأمنية وشخصيات الدولة في قلوب المواطنين وأنهم خط أحمر ولهم مكانتهم المجتمعية.
- جميعنا ضد الإرهاب والإرهاب لا دين له ولا وطن ولا هوية ونحن ضد عمليات سفك الدماء في أي بقعة أرض بالعالم تكون، لكن الكل رأى موقف دول العالم من تفجيرات فرنسا الأخيرة والخطوات الأمنية الحازمة التي تمت، يكاد يشعر البعض أن المواطنين أصبحوا درجات ومستويات بل و»ماركات»، وكأن مواطني فرنسا «ماركة» و»هاي كوليتي»، بينما بعض شعوب الدول العربية والأحواز يتعرضون لأبشع أنواع الإرهاب اليومي دون أن يكون لدكاكين حقوق الإنسان والمنظمات الدولية أي حراك وخطوات حازمة وقوية «كوبي وان»!