إنه العقاب الإلهي الذي يفضح الله به الظالمين والمنافقين بأنفسهم. إنهم مرتزقة وعملاء إيران في لندن الذين اعترضوا سفير مملكة البحرين في بريطانيا الشيخ فواز بن محمد، واعترضوا مدير عام شرطة المحافظة الجنوبية الشيخ خليفة بن أحمد برفقة عائلته الكريمة. نعم لقد تعدوا على الفاضلات اللاتي يسرن برفقة آبائهن، الحرائر اللاتي لا يعرفن «التسدح» في الشوارع والتمدد وسط الدوارات. ثم يخرج بعدها مرتزقة إيران في البحرين ويدعو كبيرهم إلى سحق كل من يعترضهم؛ فهذا هو الفرق بين أخلاق وسمات كبار القوم، وبين السفهاء الذين لا تردعهم شريعة الإسلام، ولا مبادئ أخلاقية يتحلى بها حتى من لا دين له ولا مذهب. لقد كان حادثاً يندى له الجبين، وذلك عندما حاول هؤلاء المرتزقة التشويش على نساء العائلة الحاكمة، حيث كان عليهم أن يفسحوا الطريق لهن كرامة ومهابة، لا أن يتطاولوا عليهم باللسان ويسيروا أمامهن وقربهن، ويتطاولوا على الشيوخ أبناء الشيوخ، ولكن لا حيف على من تعولهم إيران، فهم بالطبع لن يختلفوا عن أخلاق ميليشياتها التي تنتهك أعراض النساء في السجون العراقية والسورية وحتى الإيرانية. إنهم لا يقيمون وزناً للمرأة؛ وها هي ريحانة جباري التي تم إعدامها في إيران، وذلك بعد دفاعها عن شرفها حين طعنت مسؤولاً سابقاً في المخابرات الإيرانية. هذا التعدي السافر على الحريات وانتهاك حرمة العائلات، ومحاولة تهديدهم والتعدي عليهم باليد وانتزاع ممتلكاتهم الخاصة هو تعدٍّ على هيبة الدولة وشعبها الذي بات معرضاً للتهديدات من قبل مرتزقة إيران الذين اتخذوا الدول الأوروبية ملجأ لهم لإدارة المؤامرة الانقلابية. إنهم أولئك الذين يديرون عمليات التعقب بالتخابر بين قادة المؤامرة الذين يعيش بعضهم الآن في لندن على حساب إيران -منهم نواب سابقون- والذين بالتأكيد لهم شبكات تورد لهم المعلومات عن أسماء المسافرين للدول الأوروبية والعربية مما يشكل خطراً على حياة البحرينيين في الخارج، وخاصة أن هذه الشبكات لها امتدادات في جميع دول العالم، وقد تكون لها مصادر في البحرين في شركات حيوية توافيها بالمعلومات. إن جرائم الاعتداء على الشخصيات البحرينية والتعرض لهم بالشتم والقذف من قبل مرتزقة إيران ليست مقتصرة على وجودهم في لندن، بل تحدث في داخل البحرين، فكم حادث اعتداء من قبل مرتزقة إيران على ضباط ورجال الأمن؟ منها شتمهم وضربهم وتمزيق ملابسهم، حتى وصلت الجرأة لنسائهم، ومنها حادثة اعتداء إحداهن على شرطي محدثة به إصابات، وذلك أثناء زيارتها لابن أخيها في السجن. إنهم هؤلاء الذين يتباكون لدى المنظمات الحقوقية والإنسانية، ويدعون المظلومية والتضييق على حرياتهم، ولكن يأبى الله إلا أن يفضحهم بأيديهم وألسنتهم، ليكونوا شاهداً على أنفسهم بتسجيلاتهم، ظناً منهم أنهم أنجزوا إنجازاً قد يفيدهم أو يعينهم، ولكنهم باؤوا بالفشل كما باؤوا بفشل مؤامرتهم الانقلابية التي انقلبت عليهم، حتى أصابهم المس والجنون. وقد كان هذا واضحاً في عباراتهم الهابطة المعاني، ونبرة صوتهم التي تتقطر خذلاناً وذلاً، وهذه هي دائماً تصرفات أهل الباطل أمام أهل الحق. نعم لقد تبعثرت كلماتهم، وفقدوا السيطرة على أعصابهم، حين دوت أصوات الحق.. عاش «جلالة الملك المفدى» وعاش «خليفة بن سلمان»، إنه الصوت الذي انغرس كالسكين في قلوبهم، فما كان منهم إلا أن مدوا أيديهم «قطع الله أيديهم» ليسرقوا الممتلكات الشخصية من أيدي النساء الكريمات المصونات. ونؤدي التحية والسلام للشيخ فواز بن محمد والشيخ خليفة بن أحمد وعائلته الكريمة، على ما أظهروه من شجاعة ورباطة جأش، في مواجهة مرتزقة إيران عديمي الحياء. وإن شعب البحرين اليوم فخور بوقفتهم الشجاعة التي كشفت الوجه القبيح لعملاء إيران في البحرين والخارج، كما نقول للذين مازالوا يسعون بالوساطة لعودة هؤلاء الخونة إلى البحرين ومكافأتهم بالمناصب، كما حصل في الماضي عندما كوفئ أمثالهم، إنه لا مكان للخونة في البحرين بعد اليوم.