شركة خدمات مطار البحرين «باس» كانت من الشركات الرائدة في نسبة البحرنة وبشكل يدعو إلى الفخر، خاصة وأن موظفي هذه الشركة هم من «يرسم» الانطباع الأول للمسافرين الأجانب عن شعب هذه المملكة، ودائماً تكون تلك «الرسمة فائقة الجمال» وتجسد روح الطيبة والتسامح والكرم والأخلاق الجميلة التي تميز الشعب البحريني، لذلك نجد في نفوس المسافرين الطمأنينة والراحة لتعامل موظفي الشركة البحرينيين.
ذلك الانطباع الرائع لا يكلف الشركة الكثير من الأموال على اعتبار أن رواتب الموظفين البحرينيين قليلة أصلاً، ولكن الاعتماد كان على «الروح البحرينية» وتعاملها الراقي مع الآخرين لرسم انطباع الراحة لديهم.
ولكن هذا كان في السابق عندما كانت «باس» تعج بالبحرينيين الذي شكلوا صرحاً هوى وتداعى بعد أن تبدلت سياسة الشركة أو استبدلت البحرينيين بالموظفين الأجانب من دول آسيا ذات الأيدي الرخيصة، والذين رخصوا -جهلاً منهم طبعاً- بالروح البحرينية الحقيقية، فبات المسافرون الأجانب ينظرون لروح مختلفة لم يألفوها من قبل، وخصوصاً أولئك المسافرين الذين يترددون دائماً على البحرين.
لقد زاد الطين بلة في سياسة هذه الشركة بأن يتم توظيف مدير أجنبي جديد مؤخراً يحمل سيرة عملية غير طيبة من خلال عمله بأحد المطارات في دول الخليج العربي، فقام بإجبار الموظفين، خصوصاً البحرينيين منهم، على تبديل ساعات عملهم رغم الاتفاق المسبق بين الموظفين والمسؤولين، وقام بعمل امتحان تقييم للمسؤولين والموظفين رغم امتلاك البحرينيين خبرة في هذا المجال لفترة تتراوح ما بين 10-30 سنة، كل هذا بهدف واحد وهو «غث» وتهميش المسؤولين والموظفين البحرينيين وتقليل رواتبهم.
وللعلم فإن العديد من الموظفين البحرينيين في شركة «باس» قلت رواتبهم كثيراً، رغم احتساب الراتب السابق ضمن استقطاع القروض الشخصية على الموظفين، حيث إن صافي الدخل حالياً بعد استقطاع القروض على بعض الموظفين أقل من النصف وهذا ما يتعارض مع قانون مصرف البحرين المركزي الذي ينص على أن استقطاع القروض يجب ألا يتجاوز 50% من إجمالي الراتب، وأن المسؤول الأول والأخير عن تلك التخبطات هي شركة «باس».
في أحد الأقسام بالشركة وقبل سنتين كانت نسبة البحرينيين فيه 95%، و5% من الأجانب، أما اليوم فإن العدد متساوٍ بين الطرفين، والسبب يرجع إلى سياسة الشركة في تفضيل الأجنبي بشكل «هيستيري» رغم توافر الكوادر البحرينية المؤهلة، فضلاً عن وجود العديد من البحرينيين العاطلين عن العمل من خريجي الجامعات أو المدارس الذين هم بحاجة ماسة إلى مثل تلك الوظائف.
والغريب في الأمر أنه خلال افتتاح الدورة «32» لمجلس وزراء العمل بدول الخليج العربي أن يتم تكريم شركة «باس» لتميزها في بحرنة الوظائف، على الرغم من أن الواقع عكس ذلك جملة وتفصيلاً، حيث إن الشركة قامت بتوظيف الأجانب بشكل ملحوظ في الفترة السابقة ولعل المغادر أو القادم يرى بأم عينه حقيقة الواقع.
السؤال هنا هل تعلم وزارة العمل والتنمية الاجتماعية بحقيقة ما يحدث داخل أروقة تلك الشركة؟ خاصة في ظل وجود العديد من المضايقات للمسؤولين والموظفين البحرينيين من قبل هؤلاء المديرين الأجانب والذي بسببهم عزم الكثير من المسؤولين والموظفين البحرينيين على تقديم استقالاتهم.
- مسج إعلامي..
الحكومة الموقرة ومن خلال إجراءات تقليل المصروفات والنفقات أكدت مراراً على عدم المساس بالموظفين البحرينيين، وما يحدث حالياً من قبل القائمين على شركة «باس» يتعارض مع تلك التوجهات الحكيمة، وعلى الحكومة الموقرة أن تقوم بتشديد الرقابة على مثل تلك الجهات ومحاسبتها خاصة وأن المتضرر الأكبر منها هو المواطن البحريني.