كلما قرأت خبراً عن اجتماع مجلس المرور الأعلى، يأتيني التفاؤل وأستبشر خيراً، وأقول في نفسي (خلاص الجماعة بحلون المشاكل) ومن ثم أتفاجأ أني كنت من المفرطين بالتفاؤل، ولا نجد شيئاً يتغير، ولا أجد مشكلات الطرق والمرور تحل، أو على الأقل يوضع لها حل جزئي، أو مرحلي، إلى أن نصل إلى مرحلة علاج المشكلة برمتها.
في ذات الوقت أقرأ تصريحات المسؤولين في الأشغال وفي المرور، وأحياناً في المواصلات، وكيف أن تصريحاتهم مبشرة بالخير، فنقول إن مشكلات الاختناقات في البحرين ستحل قريباً «الجماعة شغالين صح»..!
ثم مع عميق الأسف نكتشف أن الأمر يتفاقم في طرقات البحرين، والأخلاق العامة بالطريق في انحدار تام، والقانون غائب من جهة، ومن جهة أخرى لا توضع حلول جذرية لكل أماكن الاختناقات المرورية.
بصراحة لا أعرف كيف سنستقبل القادمين من المملكة العربية السعودية من خلال جسر الملك حمد الجديد، وهذه هي طرقات البحرين، في المنامة تحديداً ومنطقة السيف وما يحدث في منطقة السيف من اختناقات في نهاية الأسبوع، بينما الطرقات أغلبها مزدحمة ولا حلول لها، ولا يوجد رجال مرور لتسهيل الحركة، وتترك الأمور للفوضى، وهي التي عليها طرقاتنا.
سوف أستعرض بعض أماكن الاختناقات ولن أستطيع أن أحصرها قطعاً، لكن سوف نضع هذه الأماكن أمام مجلس المرور الأعلى، وتحديداً وزارة الأشغال وإدارة المرور.
• إشارة المرور عند تقاطع مدينة عيسى بسلماباد، الاحتناقات فيها مزعجة جداً ولا توجد حلول لها، بينما أصبحت الإشارة مصباً للكباري على أطرافها، وهذا يظهر أن لا حلول متكاملة لدينا، بل إننا نمارس ما يسمى بنقل الازدحام من هذه النقطة إلى النقطة التي بالأمام.
• الإشارات على كوبري الجنبية، الازدحامات عليه لا تطاق، ولا توجد حلول سريعة ولا حلول مستقبلية رغم أن هناك مشروعاً، لكن لا نعرف متى يرى النور.
• إشارة جسر الشيخ عيسى التي تؤدي إلى المنامة من المحرق، هذه إشارة تقع عليها ازدحامات كبيرة جداً، ذلك أن القادمين من المنامة للانعطاف باتجاه البسيتين يعانون الأمرين، فهناك مسار واحد فقط، بينما البسيتين أصبحت مدينة كبيرة جداً، وربما أكبر من المحرق القديمة.
• كثيراً ما كتبت عن مخرج شارع الشيخ خليفة باتجاه مدينة عيسى وميناء سلمان للقادمين من المنامة، وما يسمى بشارع «الهاي واي»، فهذا المخرج هو أحد أكبر أسباب توقف الحركة على شارع خليفه بن سلمان، وقد كتبت مراراً عن هذا الأمر الذي يتسبب بحوادث خطرة ومميتة، إلا أن الأشغال والمرور اخترعوا لنا حلاً، وهو وضع كاميرا لتصور المخالفين، يعني المسألة فقط أن تأخذوا أموالاً من الناس لكن لا تفكرون بحلول جذرية، كما إنه لا توجد طوال أوقات الذروة دورية مرورية لتسهيل الحركة، بينما الدوريات على «الهاي واي» تتصيد المخالفين ذهاباً وإياباً.
• مازال الكثير من الإخوة الزوار، والمستثمرين يعانون الأمرين مـن إشـــارة ما يسمــى بـ (إشارة نادي الوحدة سابقاً) مع شارع الفاتح، هذه الإشارة تقع عليها اختناقات وتجاوزات للقانون، والجميع يفعل ما يحلو له ولا من رادع، ولا نعرف متى تتفضل وزارة الأشغال وتضع حلول آنية ومستقبلية لهذه الإشارة.
• شارع الرفاع الذي يشق الرفاع من الشرق إلى الغرب والعكس، مع دوار الساعة وشارع ولي العهد الذي يمر بالمستشفى العسكري، هذا الشارع يعاني منه الناس الأمرين، ومن الإشارات التي تقع عليه، وقد كتبنا مرارا عن هذا الشارع وناشدنا المسؤولين ولا حلول ترى في الأفق، كل شيء مؤجل، ونقع تحت رحمة جهات لا تكترث بما يعانيه الناس من الاختناقات.
• الإشارات التي تقع تحت كوبري مدينة عيسى بالقرب من وزارة العمل، بصراحة لو كنت أعرف الذي صمم هذه الطرقات والإشارات لأعطيته نوبل الفشل، فرغم أن الدولة أنفقت أكثر من 100 مليون على هذا التقاطع، إلا أن الازدحامات على هذه الإشارات تقع في كل اتجاه، شيء مؤسف، ويجعلنا نقول للمهندسين بالأشغال، ماذا تفعلون بالناس، هل أنتم ترون الذي يحدث؟
• لا توجد حلول للمخالفين الذين يستخدمون مسار الطوارئ على كافة الطرقات، حتى أنك تشعر أنك على خطأ وانت تقف في الصف، وأن الذي يستخدم مسار الطوارئ هو الصح، فلا رقابة ولا ضوابط ولا حلول.
مع عميق الأسف تقوم وزارة الأشغال بإنفاق ملايين الدنانير على تحويل الدوارات إلى إشارات ضوئية، وبعد عامين تكتشف الأشغال أن الإشارات لم تكن حلاً، فتقوم بطرح مشروع كباري بعشرات الملايين، بالله عليكم أليس هذا هدراً للميزانية العامة بسبب سوء إدارة، ولا أريد أن أقول شيئاً آخر.
مع كامل احترامي وتقديري لمجلس المرور الأعلى، فإن مشكلات الطرق بالبحرين، ومشكلة المواصلات بالبحرين يبدو أنكم لا ترونها، ولا تضعون لها حلولاً.
الموضوع لا يحتاج إلى دراسات علمية فقط، بل الأمر يحتاج إلى عيون مواطن مخلص يشاهد بأم عينه الاختناقات، ويدون الملاحظات، حتى يضع الحلول لها حين يصل إلى مكتبه بالعمل. وأحياناً أتساءل هل بعض المسؤولين يملكون هليكوبتر لذلك لا يرون ما نرى، ولا يشعرون بما نشعر؟