هناك صورة ربما لا يراها الجميع بشكل واضح وجلي، أو ربما تراها شريحة لديها تقييم وقراءة عميقة لما يجري من أحداث ومن توالي القضايا علينا، غير أن الحلول ربما تكون غائبة، أو ربما حلول لا ترى النور، فقط نسمع طحناً ولا نرى طحيناً.
لدينا مؤسسات جميلة، وبأسماء جميلة، وبصلاحيات جيدة، لكن هذه المؤسسات لا تأتي إلى الناس بالنتائج الحقيقية التي من أجلها أوجدها المشروع الإصلاحي، وأوجدها القانون.
لدينا مثلاً ديوان الرقابة المالية والإدارية، وهو مؤسسة جميلة ورائعة، وتقوم بدور جيد، لكن الأمورلا تقف عند حدود المؤسسة، وإنما ما يعنيني كمواطن هو ماذا يفضي إليه نتاج هذه المؤسسة، ماذا يتحقق من أعمال على الأرض، من بعد صدور التقرير؟
إذا كان تقرير الرقابة المالية والإدارية لا يفضي إلى محاسبة حقيقية، ولا يوصل إلى نتائج على الأرض في محاربة هدر المال العام، ولا نجد قضايا في المحاكم لمن تسبب في كل ما يرد من تجاوزات جنائية، فإن هذا التقرير يصبح وكأنه (كلندر سنوي) غير أن المواطن يبحث في الكلندر عن أيام الإجازات ويجد فيه بعض الأمور الطيبة.
بينما في تقرير الرقابة يقرأ جروحه وأرقام الملايين المهدرة، ناهيك عما تم حجبه عن الناس حتى لا تظهر فضائح، وتم إظهار صغار الأمور.
لدينا أيضاً مجلس نواب منتخب، كان المواطن يعول عليه كثيراً في المراقبة والمحاسبة والتشريع، لكننا أصبنا بخيبة أمل كبيرة من أداء مجالس متعاقبة متتالية، مع تباين أداء بعضها عن الآخر، إلا أن في المحصلة كما يقول إخوتنا المصريين «كلو محصل بعضو»..!!
كثير من الإخوة في التواصل الاجتماعي يكتبون أن المجلس المنتخب إنما يستفيد منه 40 مواطن من مجمل الشعب..!!
أحد الإخوة القراء قال ذات مرة لمجموعة من الصحافيين، قال لهم: «أنتم أقوى من النواب والمجلس، أنتم تنشرون وتأتي أحياناً حلول، والمجلس لا يعلم عن همومنا، ولا تأتي حلول»..!
لدينا مؤسسات جميلة، لكن ما هو نتاجها، ماذا تحقق للمواطن من ورائها، هل تحقق المرجو منها، أم هي تشبه الإكسسوار البالي..؟
حين يصل بعض الأشخاص الذين لا يستحقون الوصول إلى المجلس، ويصبح المجلس ضعيفاً، أو مجلساً لإشعال البخور، فكيف تريدون من الناس أن يذهبوا إلى صناديق الاقتراع، وأمامهم مجلس ضعيف لا يستطيع أن يدون كلامه حتى في المضبطة..!!
اليوم نطرح أمام السادة النواب، وأمام الرأي العام ملاحظات من قارئ بسيط لتقرير ديوان الرقابة المالية، اليوم أطرح تساؤولات تقول:
هل اختفت جهات بعينها من تقرير ديوان الرقابة المالية؟
هل سقطت ملفات بعينها من تقرير ديوان الرقابة؟
هل ذهب أناس بعينهم من أجل أن يزيلوا ملفهم من تقرير ديوان الرقابة المالية من أجل ألا تنشر فضائح مالية ضخمة؟
إذا كان هناك جهات قد اختفت من تقرير ديوان الرقابة المالية لأنها صححت من وضعها، ومارست رقابة ذاتية داخل الوزارة أوالهيئة، فهذا أمر طيب، وأمر جيد.
لكن أن تختفي ملفات وجهات من تقرير ديوان الرقابة المالية، والشارع يعرف أنها من أكثر الجهات التي بها تجاوزات مالية، فهذا أمر مؤسف، وهذا لا يكرس سيادة القانون والنظام. نطرح هذا التساؤل على السادة النواب، ألا ترون أن هناك جهات مشهورة بالتجاوزات قد اختفت من تقرير الرقابة؟ أين دوركم أنتم؟
قلنا إن لدينا مؤسسات عناوينها جميلة، وأسماؤها توحي بأمور كثيرة، لكن مع عميق الأسف، أصبحت فقط أسماء وعناوين، ولا يوجد تصحيح على الأرض، ولا يوجد من يعيد القاطرة إلى السكة، فنصبح في كل عام، أكثر انحرافاً بعد ضياع السكة.
هل أنتم مستعدون؟
جميع أهل البحرين يدعون ربهم بأن يمطرنا الله مطراً من عنده، وأن ينزل علينا مطر رحمة، لا مطر عذاب. اليوم وبعد سيول اليمن، والإسكندرية، والأردن، نقول للجهات المعنية بالأشغال التي اندمجت مع البلديات، هل أنتم مستعدون إذا ما جاءنا مطر شديد؟ نقرأ عن استعداداتكم، لكني أشك فيها كثيراً، وأكثر ما نخشى هو خشيتنا على بيوت البسطاء، والذين ربما يسكنون في بيوت لا تنقصها الأمطار حتى تنهار، نعم نتمنى المطر، لكن في قلبنا خشية على البسطاء في بيوت ضعيفة ومتهالكة، ولا أحد يعلم عنهم.
إلى وزارة الإسكان
اشتكى مواطن بحريني من تأخر استلامه لوحدته السكنية، رغم أن أول طلب قدمه كان في العام 1994، من منطقة مدينة عيسى، وقال إنه غير طلبه بعد أن كان قرضاً منذ فترة طويلة، وتم احتساب نصف المدة له، لكنه حتى اليوم لم يستلم وحدته السكنية. نرجو من الإخوة الكرام في وزارة الإسكان النظر في موضوع المواطن، رقم الطلب 515 بيت إسكان، الرقم السكاني 690703970. شاكرين ومقدرين دور الإخوة في وزارة الإسكان.