تناقلت برامج الواتس آب الهاتفي مؤخراً وخلال إجازة عاشوراء تحديداً إشاعة عن ضبط متفجرات في درة البحرين، وقد قام كثيرون «عن جهالة وقلة دراية» بإعادة نشر الخبر دون التأكد من صحته من مصادر رسمية، حتى وصلت الشائعة هذه إلى خارج البحرين وتداولها عدد من المواطنين الخليجيين.
كثرة إصدار الشائعات من جهات مجهولة «تتفنن» في صياغة الشائعات وتسخرها كلعبة بالباطن في ضرب تنمية وسياحة البلد، خاصة خلال أوقات الإجازات، مؤشر يحتاج إلى ضبط وتدارك، ولا يمكن أن تترك هذه الألعاب تدار بواسطة هذه الجهات التي بالتأكيد لها أهداف وأجندة خاصة بها، لذا نقترح على وزارة الداخلية بالتعاون مع هيئة شؤون الإعلام إيجاد قسم متخصص لمكافحة الشائعات، ويهدف إلى رصد الشائعات المتداولة فور ظهورها ويتصدى لها، إضافة إلى قيامه بتعقب أول جهاز ذكي صدرت منه الشائعة ويعاقب صاحبه وفق القوانين والأنظمة المعمول بها، ولابد أن يكون لهذا القسم المعني بمحاربة الشائعات حساب رسمي على أدوات التواصل الاجتماعي ورقم خاص متداول على الأجهزة الذكية، بحيث يرصد منذ اللحظات الأولى لصدور الشائعة ما يحدث ويصدر تعميمات نفيها وتصحيحها ويبثها على أرقام الهواتف المحمولة المشتركة لدية ويكون مرجعاً رسمياً ثابتاً للمواطنين وغير المواطنين حتى من خارج البحرين.
إن العمل على منهجية الوقاية خير من العلاج في العمل الأمني هو ما تحتاجه البحرين اليوم، حتى تفسد وتخيب بضاعة أعدائها المتربصين بها.
كنا قد نبهنا مراراً وتكراراً بأهمية أن يمتلك المواطن الذي يستخدم برامج التواصل الاجتماعي ثقافة التعامل إلى جانب الحس الأمني والمسؤولية الوطنية، خاصة عند تلقيه لأي رسائل تعمم من جهات مجهولة ومن مصادر غير موثوقة، كما نبهنا أكثر من مرة إلى ضرورة الابتعاد عن التصرفات التي تعكس «جهالة» في التواصل مع الآخرين وإرسال الرسائل غير الصحيحة لهم من باب «مثل ما غيري نشرها أنا بنشر بعد لأنها بالأصل انتشرت عند الكل»، دون التفقه في ما دعا إليه ديننا الحنيف من ردم الفتن والوقوف عند جملة «الفتنة أشد من القتل»، فما يقوم به هؤلاء يدخل في مفهوم الفتن وتأليب المجتمع والتأثير، فالعقول متفاوتة وليس كل الناس على نمط واحد من الدراية والثقافة، وهناك من يصدق مثل هذه الشائعات التي تكرر كل فترة ومن ثم تبني قناعات ومفاهيم خاطئة بناءً عليها، مما يكون له انعكاساته على السلوك والمواقف، فهل راجع كل مواطن نفسه في ما يفعل؟ هل يقف كل واحد مع نفسه في مواجهة أن ما يفعله هو تدمير بطيء لمجتمعنا عن جهالة؟ هو تشويه لصورة البحرين أمام إخوتنا الخليجيين والعرب؟ هل يفطن أنه بإعادة نشره لرسائل تصل إليه من جهات مجهولة دون التثبت من صحتها يجعل من نفسه معول هدم لمجتمعه بدلاً من أن يكون مواطناً صالحاً يحارب هذه الشائعات ويتصدى لها، وأنه يمنح هذه الجهات مبتغاها ويساهم في إنجاح مخططاتها ويكون شريكاً معهم في ما يفعله؟
- إحساس عابر..
عملوا طيلة فترة عاشوراء بشكل يومي متواصل، يتواجدون في مناطق المواكب الحسينية منذ فترة العصر إلى ساعات الفجر الأولى لتنظيم وإدارة سير المواكب، شكراً لرجال الأمن العين الساهرة على حماية هذا الشعب بمختلف طوائفه ومذاهبه، والذين يقومون بجهود كبيرة تستحق التقدير في سبيل تأمين متطلبات الأمن والتنسيق وحماية الشعائر الحسينية مما قد يهدد سلامة المشاركين فيها، وهو يعكس أن رجل الأمن في خدمة الجميع حتى وإن كان البعض يمارسون الإرهاب ضده ولا يستوعبون كيف هو في خدمة الجميع من باب الشراكة المجتمعية.