في زيارة قصيرة لدولة الكويت الحبيبة لم تتعدَ ثلاثة أيام، ورغم أنه لم يمضِ وقت طويل على آخر زيارة، إلا أنني شاهدت تقدماً في مشاريع الطرق العملاقة في العاصمة الكويت، ويبدو أن هناك كوبري طويلاً يشق العاصمة وسيسهم في تخفيف الزحام في الكويت.
في كلمة رئيس وزراء الكويت سمو الشيخ جابر المبارك الصباح أمام مجلس الأمة يوم الثلاثاء الماضي أظهر معلومة غاية في الأهمية وهي أن حجم الإنجاز في المشاريع الحكومية قد تخطى الـ 80% وهي نسبة كبيرة ومتقدمة على الأقل خليجياً، باستثناء دبي التي نسبتها ربما تكون 100% فسمو الشيخ محمد بن راشد لا أظنه يقبل بأقل من 100%.
وأعتقد أن نسبة 80% في إنجاز المشاريع الحكومية الكويتية تتقدم على نسبة البحرين، فبعض الوزارات لدينا متأخرة في إنجاز مشروعاتها ولا أريد أن أتطرق للوضع المحلي في هذا العمود «خلوها مستورة».
كما تطرق الشيخ جابر المبارك الصباح أيضاً إلى مشروعات تنموية تعني بمعيشة المواطن الكويتي وهي المستشفيات، وقد تم إنجاز مستشفى الرازي، كما أنه سيتم إنجاز ثماني مستشفيات أخرى خلال الخمسة أعوام المقبلة، ناهيك عن مشروعات للإسكان، وقضية الإسكان أصبحت أزمة في كل بلد خليجي ما عدا الإمارات وقطر.
في منعرج آخر للكلمة شدد رئيس الوزراء الكويتي على تنويع مصادر الدخل لمواجهة انخفاض أسعار النفط، وعلى إقامة المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وبالمناسبة هناك في الكويت اهتمام حكومي لإقامة المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وجعل الشباب والشابات ينخرطون في مشاريعهم الخاصة، وهو توجه جميل وقد خصصت الحكومة الكويتية ما يقدر بـ 2 مليار لهذه المشاريع، وهو مبلغ محترم وينهض بالصناعة المستقبلية الكويتية، ويضعها على الطريق الصحيح.
خلال الزيارة التقينا بالرجل الفاضل وزير الإعلام الكويتي الشيخ سلمان الحمود الصباح، وهو رجل متواضع جداً، ولا يمل حين يلتقي الصحافيين رغم فضول بعضهم، و«نزق» الآخر، إلا أنه يعطيهم كل الوقت ويترك المجال للجميع، وهذا ما حدث في لقاء الكتاب والصحافيين العرب حين التقى بهم وزير الإعلام الكويتي.
خلال الحوار تطرق الشيخ سلمان الحمود إلى عدة مواضيع هامة على الساحة، ومنها الوضع الإقليمي للمنطقة، وموضوع قانون الإعلام الإلكتروني الذي يتوقع صدوره بالكويت، وهو قانون متقدم وينتظر أن تحذو حذوه دول الخليج العربي، وربما دول عربية، فقد صدر مثل هذا القانون بالأردن الشقيق، والوضع الرياضي وموضوع إيقاف النشاط الرياضي بالكويت من خلال الفيفا.
حول الوضع الإقليمي شدد وزير الإعلام الكويتي على الوقوف مع الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية في مواقفها وفي الدفاع عن حدودها وأن التنسيق مع دول المجلس في هذا المجال وصل إلى مراحل متقدمة.
كما قال الوزيرالشيخ سلمان الحمود إن حوادث الإرهاب بالمنطقة تشكل تحدياً أمام دول الخليج، والكويت تقف ضد هذا الإرهاب بكافة أشكاله وصوره، كما بين الوزير أن هناك تعاوناً وثيقاً مع دول الخليج العربي في هذا الجانب وهو تعاون كبير ومتقدم.
أما فيما يخص موضوع قانون الإعلام الإلكتروني وهل سوف يحد من الحرية عبر وسائل التواصل الاجتماعي قال الوزير: إن القانون إجراء تنظيمي ويحفظ حقوق الناس والمجتمع على حد سواء، وقال إن أي مستخدم لوسائل التواصل يجب أن يخرج رخصة وهو إجراء طبيعي حتى لا تفلت الأمور ويتضرر المجتمع الكويتي.
وأضاف هناك من فتح حسابات مثلاً وقام بنشر إعلانات وهذا الأمر يتطلب ترخيصاً، كون صاحب الحساب يتقاضى أموالاً نظير نشر الإعلانات.
وقال الوزير إن هناك من قام بالتعدي على أشخاص، وعلى أسر وعلى مكونات المجتمع الكويتي عبر الإعلام الإلكتروني وهذا غير مقبول وينبغي أن يخضع للقانون.
كان موضوع إيقاف الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» نشاط كرة القدم مسيطراً على اللقاء، وقد قال الوزير إننا بذلنا كل ما بوسعنا عمله حين اجتمعنا بالاتحاد الدولي وقد طلبنا مهلة حتى يتم توفيق بعض الأنظمة كون الكويت دولة ديمقراطية وهذا القانون يجب أن يمر على البرلمان الكويتي يحتاج إلى شهر على أقل تقدير.
وقال الوزير إن قرار الفيفا غير مقنع وغير مبرر وغير مقبول بتاتاً فتشريعات الكويت تعتبر في مصاف الدول العالمية المتقدمة.
وقال إن هناك معلومات مغلوطة أرسلت من اللجنة الأولمبية الكويتية وبسبب ذلك تم إيقاف النشاط الرياضي الكويتي.
وأضاف أن تشريعات الكويت متقدمة على 44 دولة حول العالم لم يمسها أحد ولم يوقف نشاطها، لكن يبدو أن هناك أموراً أخرى تحدث في هذا السياق.
اللقاء مع وزير الإعلام كان شيقاً والأجمل أنه كان يعطي اهتمامه للجميع رغم أن العدد كان كبيراً من الكتاب والصحافيين والمدعوين، وللأمانة هي المرة الثالثة التي ألتقي فيها وزير الإعلام الكويتي الشيخ سلمان الحمود الصباح وفي كل مرة يغمرنا بتواضعه وطيبته المعهودة.
الكويت بلد مهم لنا في البحرين ومهم للعالم بأسره، ناهيك عن العلاقة الخاصة جداً التي تربط الشعبين والأسرتين المالكتين، حفظ الله الكويت أميراً وحكومة وشعباً، وأدام عليهم نعمة الأمن والامان.
** مشاريع لنهضة السياحة الكويتية
من ضمن ما لاحظته بالكويت هو اهتمام الحكومة الكويتية بمشاريع ونهضة القطاع السياحي الكويتي وجعله مصدراً للدخل بعد النفط.
فقد أعلنت الكويت أن هناك توجهاً في هذا الجانب وفي استقطاب السياح الخليجيين والعرب والأجانب، خاصة أن مقومات السياحة على الصعيد الترفيهي والتسوق والأماكن الثقافية والأماكن التراثية متوفرة، وتحتاج إلى خطة للجذب والتسويق.
توجه نحو السياحة في الكويت يضع فعاليات «هلا فبراير» على رأس أهم الفعاليات السياحية الكويتية وهو يستقطب أعداداً كبيرة من السياح الخليجيين والعرب.
في الكويت مراكز تسوق متقدمة جداً، وجميلة، وربما تسبق الآخرين من حيث الأفكار، وما يريده السائح الخليجي، ونجد أن الكثير من أبناء الخليج يذهبون للكويت للتسوق وهذه حقيقة.
كل دول الخليج وضعت السياحة على رأس أولوياتها كأحد أهم مصادر الدخل رغم أن الكويت في الطرف الشمالي من الخليج، ونحن في البحرين في وسط الخليج، إلا أننا حتى الساعة مازلنا لا نضع السياحة كمصدر دخل هام للدولة رغم أنه ليس لدينا نفط وغاز كما لدى الكويت أوالإمارات أو قطر.
مازالت بحار وسواحل العاصمة مغلقة أمام الناس والسواح، ومازالت مشاريعنا التي تستهدف الأسرة الخليجية قاصرة وخجولة ومحبطة، ونفتقد إلى خارطة طريق للسائح الخليجي.