مرحبا بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في مملكة البحرين، هكذا عبرت المملكة، قيادة وحكومة وشعباً، عن الزيارة الغالية التي قام بها أمس، وقد تشرفت المملكة باستقباله في أول زيارة رسمية منذ توليه مقاليد الحكم في «مصر المحروسة»، حيث التقى أخاه حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المفدى حفظه الله وأعزه.
تأتي الزيارة الهامة في ظل علاقات وطيدة تعد نقطة مضيئة في سماء العلاقات الثنائية على الصعيدين العربي والدولي، تجمعهما روح الأخوة والمودة ووحدة المصير.
وما يميز العلاقات بين البلدين الشقيقين أنها تنطلق من رؤية موحدة إزاء قضايا المنطقة التي تعاني من ظروف استثنائية وأزمات شائكة، تشدد فيها الدولتان، في كل موقف على ضرورة التوصل لحل سلمي لكافة القضايا، فهذا هو النهج الذي تسلكه دولتان تعود حضارتاهما إلى آلاف السنين، «حضارة دلمون، والحضارة الفرعونية». ويخوض البلدان في تلك الفترة الحساسة، حرباً ضروساً ضد الإرهاب الأعمى، في تأكيد على خيار الأمن والاستقرار لشعبيهما. ولاشك في أن مواقف البلدين ومساندتهما لبعضهما مشرفة، ويشار إليها بالبنان، وسيسجلها التاريخ بأحرف من نور، فالبحرين لن تنسى مواقف مصر المساندة لها على مر التاريخ، خاصة إبان أزمة 2011. كما إن المنامة ردت الجميل، بوقوفها إلى جانب القاهرة في أزمات ومواقف عديدة، لعل أبرزها، إعلان المملكة تأييد خيارات جموع الشعب المصري الشقيق، وتبع ذلك المشاركة الملكية في مؤتمر «دعم وتنمية الاقتصاد المصري» الذي عقد في منتجع شرم الشيخ في مارس الماضي، وحضور جلالة الملك المفدى افتتاح قناة السويس الجديدة في 6 أغسطس الماضي، وكلها مواقف تدل على عمق العلاقات الوطيدة المثالية التي تجمع البلدين. إن المتابع للعلاقات البحرينية المصرية يجد أنها في ازدهار وتطور.فقد قام عاهل البلاد المفدى بأكثر من 20 زيارة لمصر منذ توليه مقاليد الحكم، في تأكيد على وقوف مملكة البحرين بصلابة مع جمهورية مصر العربية وذلك للمكانة الكبيرة التي تحظى بها لدى المملكة، إيماناً منها بأن مصر هي العمق الاستراتيجي العربي، وأن استقرار «أم الدنيا» هو دعامة للعالمين العربي والإسلامي. يطمح الشعبان الشقيقان إلى مزيد من التعاون والتطور على كافة المجالات والأصعدة، خاصة الاقتصادية، ولا تزال الشعوب العربية والخليجية تتذكر عبارة الرئيس السيسي «مسافة السكة»، التي كان يؤكد فيها أن مصر ستكون رهن إشارة أشقائها العرب والخليجيين، للوقوف بجانبهم، سداً منيعاً، دفاعاً عن الإسلام والعروبة، ضد أي محاولة للتدخل في شؤونهم الداخلية، فتلك مسؤولية مصر التاريخية، في كل وقت وحين.