في كل مرة تصلني دعوة كريمة من دولة الكويت الحبيبة لزيارتها، لا أتردد أبداً عن زيارة بلدنا الثاني، خاصة أن أهل الكويت ووزارة الإعلام الكويتية يغمروننا بكرم الضيافة، وطيب الاستقبال الذي هو سمة أهل الكويت.
كانت الدعوة لحضور افتتاح دور الانعقاد الرابع عشر لمجلس الأمة الكويتي، هي المرة الأولى التي أدخل فيها قاعة عبدالله السالم الصباح، فكثيراً ما سمعنا عن هذه القاعة، وما يجري فيها من حوارات ومناقشات واستجوابات واختلافات تحت القبة الديمقراطية الأكبر في الخليج العربي، بل وربما تشكل قاعة عبدالله السالم أحد أهم منابر الديمقراطية في الوطن العربي التي يصعب أن تلاقي لها مثيلاً.
حضر إلى القاعة سمو أمير الكويت حفظه الله، وضجت القاعة بالتصفيق الحار، بعدها تفضل أمير الكويت بإلقاء كلمته التي قال في بدايتها إنه «سيركز جلها على الوضع المحلي الكويتي». أول ما تطرق له أمير الكويت هو «محور الوحدة الوطنية»، وطالب سمو الأمير «المواطنين بالمشاركة بدور مسؤول في حماية أمن وطنهم وأنفسهم وأهلم وأموالهم».
كما تطرق سموه إلى محور مهم، وهو أن «أمن الكويت إنما هو جزء لا يتجزأ من أمن منظومة مجلس التعاون الخليجي»، وقال إن «كل تهديد يستهدف أمن إحدى دول المجلس إنما هو تهديد لأمن الكويت وسائر دول مجلس التعاون»، وأضاف «إننا نرفضه ونتداعى لدفعه ونتعاون لدحره وقد تجسد ذلك حين تعرضت الكويت لعدوان غاشم واحتلال آثم في عام 1990».
وأضاف «تأكد هذا جلياً حين لاحت مؤخراً نذر الحرب والخطر والتهديد لأمن المملكة العربية السعودية، الذي هو أمن لنا جميعاً، فهبت دول المجلس بمشاركة فعالة في «عاصفة الحزم» التي أطلقها بكل شجاعة أخونا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حماية لأمن المملكة العربية السعودية».
على الجانب الآخر جاء في كلمة سمو الأمير أيضاً «تحذيره للنمط الاستهلاكي في المجتمع الكويتي والإنفاق الحكومي الاستهلاكي الذي لا طائل منه وعائد، وذلك على حساب مجالات التنمية والاستثمار في الإنسان الكويتي».
وقال سمو الأمير إن «إيرادات الكويت تراجعت بنسبة 60% مع انخفاض أسعار النفط، في حين بقي على حاله، بدون أي تخفيض يتناسب مع انخفاض أسعار النفط».
كما شدد سمو أمير الكويت في محاور أخرى على «ضرورة التعاون بين السلطتين التشريعية والتنفيذية وذلك خدمة لقضايا المواطنين ومن أجل حل مشكلاتهم».
وجدت أن هناك الكثير من المحاور المهمة التي طرحها سمو أمير الكويت، خاصة أن المنطقة تتعرض إلى مخاطر وأزمات، سياسية ومالية، وتحديات أمنية، وهذا هو في الحقيقة ما يحدق بالمنطقة من مخاطر، والكويت ودول مجلس التعاون، وكلنا في مركب واحد، من أجل ذلك يجب أن تتضافر جهود قادة دولنا من أجل الوحدة والعمل المشترك لمواجهة كل الأزمات المتصاعدة.
لقاعة عبدالله السالم الصباح هيبة، ففيها يقول السادة النواب ما نجده في دول الخليج أنه كلام قوي وشديد، وأحياناً يفوق التصور، فهذه هي الديمقراطية الكويتية التي ليس لها مثيل في الخليج العربي.
أيضاً جاءت كلمة سمو رئيس الوزراء الكويتي سمو الشيخ جابر المبارك الصباح في ذات الاتجاه وقد شدد على مشاريع التنمية التي تقوم بها الكويت اليوم، من بنى تحتية ومن مستشفيات، ومشاريع لنهضة الاقتصاد الوطني وتقليل الاعتماد على النفط.
رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم أطلق كلمة حماسية وقوية وقد صفق لها الحضور أكثر من مرة، وقد شملت ملفات الوحدة الوطنية وأمن البلاد، والاقتصاد الوطني والبعد الإقليمي.
كانت تجربة جميلة أن نحضر إلى قاعة عبدالله السالم الصباح، وأن نتشرف بحضور خطاب سمو أمير الكويت حفظه الله، ذلك أن التجربة الديمقراطية الكويتية ستبقى دوماً محط أنظار العالم، ومثار إعجاب.
دعواتنا دائماً أن يحفظ الله الكويت أميراً وحكومة وشعباً، وأن يسبغ الأمن والأمان والعيش الرغيد على أهلها، فالكويت تحتل مكانة في قلوب أهل البحرين، قادة وحكاماً وشعباً، هكذا فطرنا، وهكذا سنبقى دوماً نحب الكويت وأهلها.