في ظل انتشار مواقع التواصل الاجتماعي «السوشيال ميديا»، التي تعد تقدماً إعلامياً اليوم، يتعرى الكثير من مستخدمي بعض وسائل التواصل الاجتماعي مثل «الإنستغرام» و»السناب شات»، من خلال عرض تفاصيل حياتهم الشخصية بصورة قد تكون أحياناً كثيرة غير لائقة، وغير مرحب بها لدى العديد من المجتمعات والثقافات، في الوقت الذي يستمتع بمشاهدتها الأغلبية الأخرى من المشاهدين لها، حيث تحصد أكبر عدد من المتابعين والمشاهدين على ساحة «السوشيال ميديا» يومياً. وبين مؤيد ومعارض لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي بصورة وطريقة شخصية بحتة، لابد أن يقوم مستخدمو تلك المواقع والقنوات بالاطلاع على نظرية «السلطة» التي تدرس في تخصصات الإعلام الاجتماعي، والتي تمنح كامل الحرية للمستخدم في نشر ما يرغب به من محتوى. ليس دفاعاً عما ينشر ولا تحيزاً لهؤلاء المستخدمين ولكن البث أو النشر على مواقع التواصل الاجتماعي يمنح المستخدم الحق في اختيار محتوياته، وطرق النشر، وليس لنا أو لغيرنا الحق في الاعتراض الرسمي على ذلك المحتوى. وفي ظل فوضى المعلومة ومحتوى مجنون وقنوات إعلامية مفتوحة للجميع، فإننا بحاجة للتوجيه وتحديد الهدف. ومما لاشك فيه، أن المحتوى الإلكتروني هو العامل الرئيس الذي يلعب دوراً فعالاً في نجاح أو فشل الحساب النشط على مواقع ووسائل التواصل الاجتماعي، كما هو السبب الرئيس الذي يبني عليه المتابعون والمشاهدون آراءهم سواء بالنقد أو المدح، فلابد من الارتقاء بالمحتوى المقدم وبالأخص في مجتمعاتنا الخليجية والعربية، التي يزداد ويتسع استخدامها لمواقع «السوشيال ميديا» بنسبة عالية، حيث على سبيل المثال تصل نسبة الاستخدام العربي على موقع «فيسبوك» اليوم إلى ما يقارب 59 مليون مشترك، ويبلغ عدد العرب على موقع «تويتر» نحو 7 ملايين مشترك. من الأجدر قبل الحكم على فشل أو نجاح تواجد وتفاعل المشتركين في مواقع التواصل الاجتماعي، أن ندرك من هم هؤلاء المشتركون والمتفاعلون على تلك الوسائل. و بما أن التواجد الشبابي كثيف على تلك المواقع، فلابد من إيجاد ووضع آلية مناسبة لتقديم محتوى لائق بهم يرتقي بتفكيرهم وطموحهم، حتى وإن كان استخدامهم ومشاركتهم بهدف الترفيه لا غير. انتشار المحتوى عبر الإعلام الاجتماعي لا يجب أن يترك محض الصدفة أو أن ينشر بشكل عشوائي، فهناك خطوات محددة وواضحة لابد من المستخدمين اتباعها سواء للاستخدام الشخصي أو على المستوى الآخر كريادة الأعمال. فعلى سبيل المثال، لابد من المشتركين أو أصحاب الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي اختيار المحتوى أو المواضيع التي تهم الناس والمتابعين وكذلك انتقاء صور العرض بحيث لا تمس واقع المجتمع أو عاداته وتقاليده، كما على كل مشترك أن يبني له قاعدة اجتماعية بحيث يمتلك عدداً من المتابعين والمهتمين بأمره وما ينشره. ومع تزايد نسب استخدام المجتمع البحريني على وجه التحديد لمواقع التواصل الاجتماعي، يقوم النادي العالمي للإعلام الاجتماعي بعمله على أتم وجه، من خلال تقديم ورش العمل والبرامج التوعوية لتطوير الاستخدام الشخصي، كما يقدم البرامج التخصصية والشهادات الاحترافية لتطوير قطاع الأعمال، حيث يضع النادي من خلال تقديم مثل هذه المهام، مملكة البحرين على منصة الإعلام الاجتماعي على مستوى دول الخليج. إن الإعلام الاجتماعي يعد نعمة من نعم الإعلام الجديد، والتقدم الذي وصل له، فليس من المنطق أن نحمله أخطاءنا في حال تم استخدامه بالطريقة الخاطئة واتهامه بالسلبية. فلابد من تقويم سلوكياتنا وتصحيح أفكارنا، وتوجيه وتحديد محتوياتنا فيما يتناسب ويتلاءم مع مناخ مجتمعاتنا وأهدافنا. فإن تم استغلاله واستخدام مواقعه وقنواته بشكل إيجابي وصحيح، فإننا سنمتلك ثروة تقنية مستمرة معنا ومتجددة ومتطورة.