يقول الحكيم مهاريشي وهو يتحدث عن الإشراق في موقعه في الإنترنت «يسمح فن الحياة للإنسان أن يعيش القيم الكاملة للحياة، كما يسمح له إنجاز الحد الأقصى في العالم، وفي الوقت ذاته، يعيش حياة الحرية الأبدية في وعي الله. إن فن الحياة هو الفن الذي يسمح لجدول الحياة في التدفق بالأسلوب تكون فيه كل وجهة من أوجه الحياة مكملة بالذكاء والقوة والإبداع وروعة الحياة الكاملة. كما هو فن ترتيب باقة الأزهار الذي به تتمجد كل زهرة بجمال ومجد كل زهرة أخرى، على هذا النحو، يسمح فن الحياة لكل وجهة في الحياة أن تكون مكملة بأمجاد كل وجهة أخرى. بهذه الطريقة التي بها تكمل الوجهة التجاوزية للحياة الأوجه الذاتية والموضوعية للوجود كي يتمتع المجال الكامل للذاتية والموضوعية بالقوة المطلقة والذكاء والغبطة والإبداع للكينونة الأبدية».
ولأن الأغنية العربية التي شكلت وجداننا في مرحلة الصبا بداية مرحلة المراهقة، وأعطتنا دافعاً لأعلى مواصلة الحلم في حياة أجمل وأفضل وأرقى، أراني دائماً أتوقف عند أغنية «ضحك ولعب وجد وحب»، التي أوصلها لنا العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، من كلمات مرسي جميل عزيز، وألحان منير مراد في الفيلم العربي الرائع «يوم من عمري».
أتوقف عند هذه الأغنية بالذات، لأني أرى فيها فلسفة حياتية قوية، فلسفة تعبر عنا، فلسفة قادرة، إذا ما طبقناها في حياتنا، أن تحول أيامنا إلى إمكانيات لا محدودة من الفرح والعطاء.
هذه الفلسفة يتكلم عنها الآن، وفي كل دول العالم، كل كتاب ومحاضري التنمية الذاتية والطاقة البشرية والإنسانية والروحية، وأكثر من هذا أرى فيها، الاقتراب الكامل من النظر إلى العالم عبر منظار المحبة الكونية، فالحب الكثير، بل الإسراف في الحب، هو الطريق الوحيد للحياة بكل نعم الدنيا.
تقول كلمات الأغنية التي أرى فيها فلسفة الحياة واضحة كوضوح المعنى في قلب المحبين:
ضحك ولعب وجد وحب
عيش ايامك عيش لياليك
خلي شبابك يفرح بيك
عيش بالروح والعين والقلب
ضحك ولعب وجد وحب
حب الدنيا تلقى الدنيا
فرحه كبيرة في حلم كبير
ضحك شوية لعب شوية
جد شوية وحب كتير
عيش ايامك عيش على طول
خلي شبابك عمره يطول
افرح ارقص غني قد ماتقدر عيش
دي اللحظة اللي تعدي بتروح ماتجيش
عيش ايامك
ضحك ولعب وجد وحب
عيش احلامك
عيش بالروح والعين والقلب
ايوه يادنيا ايوه كده
عمري ماشفتك حلوه كده
ولاغنيت لك غنوه كده
لما الحب لعب بالقلب
ولقيت روحي في عز الحب
قلت يا قلبي حب كمان
وانسى زمان وليالي زمان
عيش ايامك
ضحك ولعب وجد وحب
عيش احلامك
عيش بالروح والعين والقلب
من خلال الأغنية يشعر المتلقي أنه من الضروري أن يقوم الإنسان باداء دوره الحياتي، كما هو مطلوب منه، ولكن أن يعطي كل شيء حقه المطلوب، دون الإخلال بالمتطلبات الحياتية الأخرى.
«ضحك شوية لعب شوية جد شوية وحب كتير»، أي التأكيد على أن يكون كل شيء منطلقاً من الحب، لأن الحب بطبيعته جزء من القلب، والقلب مرتبط بالمحبة الكونية الإلهية.
من هنا أرى ضرورة أن نعيش بمثل هذه الفلسفة من أجل أن تكون حياتنا أكثر صفاء وسلاماً وسعادة.
أعود للقول «ضحك شوية لعب شوية جد شوية وحب كتير».