إنهم أولئك الحاقدون الذين يسعون في أرض البحرين فساداً بكل وسيلة وطريقة، ومن كل باب، ومثال على هذه الأبواب، موقع أطلق عليه «منامة بوست»، موقع يلفق الأخبار وينشر الشائعات عن البحرين، ويحرض الميليشيات «الصفوية» على مواجهة الدولة لعرقلة إنفاذ القوانين وحماية الناس والممتلكات. هذا الموقع اليوم ينشر دعوات الجماعة الإرهابية التي تسمي نفسها «ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير»، ونستعرض هنا بعض ما نشر عليه من بيانات وتقارير محرضة، يجدد فيها الدعوة إلى سفك الدماء، حيث وجه هذا «الائتلاف» في 15 أكتوبر 2015 دعوته إلى ميليشياته للمشاركة فيما سماه «الغضب الكربلائي»، «ومشدداً عليهم تحمل المسؤولية الشرعية والوطنية الكاملة في مقارعة الدولة والتي أشار إليها بالظلم الخليفي والسعودي»، كما وجه دعوة أيضاً «للخطباء والرواديد والشعراء للقيام بواجبهم تجاه وطنهم، وأن عليهم أن يوجهوا الكلمة والقصيدة إلى مواجهة الطغيان والاقتداء بنهج الحسين في الثورة ضد يزيد العصر». إن هذا الموقع المحرض على الإرهاب له آثار مدمرة على أمن المجتمع البحريني، ويجب على الجهات المسؤولة التصدي له ولغيره من المواقع الأخرى المحرضة. فها هي دول العالم تتصدى للمواقع الإلكترونية التي تتبنى الفكر الإرهابي، ومنها فرنسا، حيث قامت وزارة الداخلية بحجب خمسة مواقع منها مواقع متهمة بالإشادة بالإرهاب، وذلك منذ أن تبنى البرلمان الفرنسي قانوناً يسمح بذلك، حيث أبلغت بأن لمزودي الخدمة 24 ساعة لاتخاذ التدابير اللازمة لحجب هذه المواقع، وصدر أمر الحجب هذا عن المكتب المركزي لمكافحة الجريمة المرتبطة بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات»، كما قامت تركيا بحجب 96 موقعاً إلكترونياً و23 حساباً على موقع التواصل الاجتماعي في يوليو 2015، لترويجها للتنظيمات الإرهابية، وذلك في إطار القانون الخاص بتنظيم المنشورات على شبكة الإنترنت ومكافحة الجرائم المرتكبة، حيث يهدف هذا القانون إلى حماية الأرواح والممتلكات وأمن الأشخاص وحقهم في الحياة وحماية الأمن القومي والنظام العام من الجرائم المرتكبة التي تروج لها هذه المواقع. إن مثل هذه المواقع قد كان لها دور من قبل في المؤامرة الانقلابية وفي التحريض على الكراهية، وتبني الفكر الإرهابي، ضد نظام الحكم في الدولة، وضد المكون الرئيس للشعب، وقد كانت الجرائم الإرهابية التي نفذت من قبل الميليشيات الطائفية أثناء المؤامرة الانقلابية -والتي سقط ضحيتها رجال أمن ومواطنون ووافدون- دليلاً على مقدار الحقد الذي امتلأت به قلوبهم، ولابد أن نذكر من نسي التصفيق والأغاني أثناء قيام الميليشيات بتنفيذ جريمتهم، ومنهم الطاقم الطبي الذي رأيناه من الأطباء والممرضين حين كانوا يرقصون ويصفقون ويغنون الأغنية التي ارتبطت بذاكرتنا في الذكرى الأليمة «انتصرنا والناصر الله».. نعم كانوا يرقصون فرحاً في ردهات المستشفي، فكيف لا يصفقون ولا يرقصون وقلوبهم قد ملئت حقداً وغلاً من تحريض لسنوات طويلة من مواقع إلكترونية ومن رواديد وشعراء وخطباء، وصحف محلية تحرضهم على الدولة، وتمجد إرهابهم، وتصفه بأنه «فداء وتضحية وانتصار مقدس». هذا الشحن الطائفي عبر مثل هذه المواقع خطره لا يقل عن خطر تنظيم الدولة «داعش»، فكلاهما فكر مبني على استباحة الدماء، وكلاهما يسعيان إلى إسقاط الأنظمة والسيطرة عليها، ولكن مع الأسف في الوقت الذي يتحالف فيه المجتمع الدولي على محاربة تنظيم «داعش» الإرهابي، يقوم باستثناء الإرهاب المدعوم من إيران، وإن أي محاولة من الدولة بالتصدي للفكر الإرهابي يعتبرها المجتمع الدولي بمنظماته -ولو بحجب موقع أو إزالة شعار طائفي- أنها تعدٍّ على الحقوق الإنسانية وحرية الرأي، تحاسب عليه الدولة حساباً عسيراً، وكأنها قامت بجريمة إبادة بشرية! إن التصدي لمثل هذه المواقع بات ضرورة تقتضيها زيادة وتيرة الإرهاب في البحرين، وهو تصدٍّ لا يخرج عن الحجب الذي تقوم به الدول الأخرى لحماية أرواح الناس والحفاظ على الأمن والممتلكات من الفكر الإرهابي الضال، ومثال عليه الفكر الصفوي الذي يتبناه موقع «منامة بوست»، والذي ذكرنا منه تقريراً بسيطاً من بين تقارير مهولة، ما يثير التساؤل: كيف تصمت الجهات ذات العلاقة عن مثل هذه المواقع؟