هذا هو عنوان كتاب «أموت كي أكون أنا»، من تأليف «انيتا مورجاني»، ومقدمة الدكتور واين داير، وهي كما تقول المؤلفة في غلاف الكتاب «رحلتي من السرطان إلى مكان قريب من الموت إلى الشفاء الحقيقي، وكان لدي خيار أن أعود، أو لا أعود، لقد اخترت العودة عندما أدركت أن النعيم حالة وليس مكاناً».
في الواقع ما كان لي أن أتصل بهذا الموضوع المهم، إلا من خلال الحكيم والمعلم الروحي الكبير الدكتور واين داير، الذي اعتبر تجربة انيتا واحدة من التجارب المهمة التي تتحدث عن تجربة الاقتراب من الموت، حيث ساهم الدكتور داير في نشر الكتاب والتحدث عنه، وفتح المجال أمام انيتا مورجاني للحديث عنها في المحطات التلفزيونية الأمريكية.
ولاهتمامي الخاص بهذا الموضوع، ومتابعتي له من خلال المقالات والكتب واللقاءات التي تجرى مع هذه الشخصيات. فرحت كثيراً، حينما عثرت على الكتاب في المكتبة الوطنية في مدينة عيسى واعتبرته هدية جميلة من السماء.
يقول الناشر في الغلاف الأخير من الكتاب: «استغرقت انيتا في غيبوبة عميقة، وهي محاطة بأحبائها وفريق طبي يراقب نفسها الأخير في أي لحظة، ومع ذلك تم إعطاؤها الفرصة كي تعود إلى جسدها المنهك بالسرطان، متحدية كل الخلافات، وتخوض تجربة الشفاء الذي لا يصدق، من خلال عربة الحب غير المشروط، لقد سمح لها بالعودة من حجرة الموت كي تعطينا تقريراً كيف تبدو الحياة في الطرف الآخر من هذه الحياة المادية، وبدقة أكثر كيف الشعور هناك».
هذه قصة حب كبير غير مشروط ستعطيك شعوراً متجدداً كي تعرف من أنت حقيقة. ولماذا أنت هنا، وكيف يمكن أن تسمو فوق أي خوف ورفض ذاتي يحدد حياتك.
تتحدث انيتا بصراحة غير مألوفة عن سرطانها، وتشرح لماذا تؤمن أنه توجب عليها النزول في هذه الطريق الرهيبة في حياتها. ولماذا تشعر أنها شفيت، ولماذا عادت، وهي تثق تماماً أن مهمة حياتها هي تبليغ هذه التجربة، فقالت «أنا ملتزمة بشدة في المساعدة على إيصال هذه الرسالة المهمة إلى العالم».
تستنتج انيتا مورجاني أن الوحدانية ليست مفهوماً فكرياً، بل إنها حيث يحدث كل شيء حقيقة في آن واحد، وإننا جميعا لدينا القدرة على أن نشفي أنفسنا ونساعد على شفاء الأخرين، عندما نتصل مع المكان اللامتناهي فينا، حيث نكون الكل الوحيد، وأن واجبنا الوحيد هو أن نكون صادقين مع أنفسنا دائماً، ونحب ذواتنا، ونسمح للأمور أن تحدث، ونتخلى حتى عن الحاجة إلى الشفاء ونستمتع فقط ونثق في الرحلة التي هي الحياة، ونحول مواصفاتنا إلى تلك التي تدعنا ندرك أننا واحد مع الطاقة الكونية.
ولدت انيتا مورجاني في سنغافورة، من أبوين هنديين، وانتقلت إلى هونغ كونغ في الثانية من عمرها، وعاشت معظم حياتها في هونغ كونغ.
بسبب خلفيتها وثقافتها البريطانية فإنها متعددة اللغات، وقد أتقنت الإنجليزية والكانتونية والهندية العامية في الوقت نفسه، ثم تعلمت فيما بعد الفرنسية في المدرسة.
لقد عملت انيتا في عالم الشركات عدة سنوات قبل تشخيص مرض السرطان لها في أبريل 2002. إن تجربتها الرائعة والمؤثرة في الاقتراب من الموت في أوائل 2006، غيرت منظرها إلى الحياة على نحو هائل، فأصبح عملها الآن متأصلاً في العمق والبصيرة التي اكتسبتها أثناء تواجدها في العالم الآخر. نتيجة تجربة الاقتراب من الموت التي مرت بها، غالباً ما تدعى انيتا إلى التحدث في الفعاليات والاجتماعيات العامة، والأحداث حول العالم، كي تشارك برؤيتها. إنها أيضاً ضيف دائم في كلية السلوك في جامعة هونغ كونغ، حيث تتحدث عن موضوعات مختلفة، كالتعامل مع الأمراض المميتة، ومواجهة الموت، وعلم نفس المعتقدات الروحية.
إنها تجسيد لحقيقة أننا جميعاً لدينا الطاقة والقوة الداخلية والحكمة من أجل تجاوز أسوأ مشاكل الحياة، فهي الدليل الحي على هذه الإمكانية. تعيش انيتا حالياً في هونغ كونغ مع زوجها، وعندما لا تسافر للمشاركة في المؤتمرات، تعمل مستشارة ثقافية في عدة شركات متعددة الجنسيات في المدينة. هل لنا أن نرى عالمنا من زاوية مختلفة؟ هذا ما أتمناه.