خطوة كان ينتظرها شعب البحرين منذ أزمة 2011 وحتى اليوم، بطرد القائم بأعمال السفير الإيراني، بسبب تدخلات دولته في شؤوننا الوطنية الداخلية، وفي الأسبوع الماضي، طلبت وزارة الخارجية من القائم بالأعمال «بابائي» مغادرة أراضي المملكة في غضون 72 ساعة لأنه شخص غير مرحب وغير مرغوب فيه، وقبلها سحب سفيرنا في طهران في خطوة تعد جريئة وموجعة لنظام الملالي، وقد قال وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد إن البحرين صبرت كثيراً على إيران، وتدخلاتها المستمر، الأمر الذي يدل على مدى حقد النظام هناك على بلادنا، وسعيه لإثارة القلاقل من خلال الطابور الخامس لدينا، حيث تم مؤخراً الكشف عن مخبأ للأسلحة والمتفجرات تحت الأرض في قرية النويدرات وقبلها الكثير، وكل أصابع الاتهام تؤكد أن إيران هي من تقف وراء هذه الخلايا الإرهابية التي كانت نائمة طوال تلك السنين، واستيقظت اليوم لتنفيذ المخطط الخميني في التوسع والتمدد في الدول العربية.
في الحقيقة إن قرار طرد سفير إيران لقي ارتياحاً شعبياً على المستوى المحلي والخليجي، من دولة وإن كانت صغيرة في حجمها الجغرافي ولكنها كبيرة بقيادتها السياسية وشعبها الشامخ، الذي يؤكد أن البحرين عربية خليفية، فهذا القرار التاريخي جاء ليعزز من قوة موقف المملكة في حقها بحفظ أمنها واستقرار مواطنيها ومن يقيم على أراضيها، كما إننا ننتظر خطوات تصعيدية أكثر من ذلك تكون على مستوى دول مجلس التعاون، كأن يتم سحب جميع السفراء من إيران وطرد سفرائها في دولنا الخليجية وقطع العلاقات السياسية والاقتصادية حتى يتم عزل هذه الجمهورية التي أصبحت مثار قلق لدول المنطقة، فما يحصل اليوم في اليمن من حرب في الظاهر هناك ان من يقاتل هم المتمردين الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، إلا أن من يقف ورائهم بالمال والسلاح هي إيران التي هي سبب كل مشاكلنا، وهذا يتطلب وقفة جادة لردع هذه الدولة الفارسية التي تريد أن تعيد أمجاد فارس وكسرى، بعد أن قال رسولنا الكريم إنه «لا كسرى بعد كسرى».
جاءت خطوة البحرين بعد أن تمادت إيران في تدخلاتها بشكل سافر في شؤوننا الداخلية، التي دائماً ما تدس أنفها في كل صغيرة وكبيرة في القضايا الوطنية، من خلال تأليب فئة على فئة بإثارتها النعرات الطائفية، والعزف على وتر المذهبية البغيضة، في سعي واضح منها لشق الصف الوطني في البحرين بين السنة والشيعة، ولكنها وعلى رغم محاولاتها اليائسة لن تستطيع أن تصل إلى مبتغاها، لأن الشعب البحريني بكل مكوناته يدين بالولاء لتراب هذا الوطن، ويقف خلف القيادة السياسية الحكيمة، بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله ورعاه، وبالتالي فإن كل محاولات طهران فاشلة، ولن يكتب لها النجاح بفضل من الله تعالى، ثم بتماسك الجبهة الوطنية الداخلية، وإن كان لدينا مندسون أو خونة، إلا أنهم لا يمثلون شعب البحرين، وهم قلة وسيحصلون على جزائهم العادل.
مع خطوة طرد السفير الإيراني وسحب سفيرنا لديها، تزامن التحرك الدبلوماسي الدولي من قبل وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد الذي قدم شكوى رسمية للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ضد إيران وانتهاكاتها السافرة واستمرار تدخلها المرفوض في الشأن الداخلي للبحرين التي دائماً ما تحترم مبادئ حسن الجوار، والاحترام المتبادل، إلا أن هذه الدولة التي من المفترض بها أن تكون جارة هي التي تتدخل وباستمرار في شؤوننا الداخلية، بهدف التصعيد وبسط السيطرة على دول الجوار، سعياً منها لتنفيذ الخطة الخمسينية التي أطلقها الخميني، كما أن إيران تأوي الهاربين من العدالة في البحرين، وقامت بفتح معسكرات لتدريب الإرهابيين وتهريبها للأسلحة والمتفجرات وهذا ما يؤكده من يتم الإمساك بهم في الخلايا الإرهابية الكثيرة التي تم الكشف عنها خلال السنوات السابقة.
ورغم الشكوى الرسمية التي قدمتها المملكة، فقد أكد وزير خارجية البحرين أن المملكة لا تزال حريصة على إعادة العلاقات لوضعها الطبيعي مع إيران شرط أن تتخذ خطوات إيجابية ملموسة وتكف عن تدخلها في الشأن الداخلي للبحرين وتلتزم بمبادئ حسن الجوار والاحترام المتبادل، وهذا ما نستبعده من هذه الجمهورية التي زرعت في عالمنا الإسلامي، لتحدث الدمار والفرقة والخراب وتصدير الثورة للدول العربية، فما يحدث اليوم في اليمن وفي سوريا وقبلهما في العراق وهيمنتها على لبنان من خلال «حزب الله» الإرهابي، يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك الأهداف التي تريدها إيران في مد نفوذها وسيطرتها على دول المنطقة.