حسن نصرالله عبدالكريم، أمين عام «حزب الله» اللبناني، يؤكد ويعلن، أن المؤامرة الانقلابية والأعمال الإرهابية التي تنفذها الميليشيات في البحرين هي نتيجة توصيات رموزهم وقادتهم، وهذا ما أكده في بيانه الذي قال فيه «من مظلومية البحرين وشعبه أن ثورتهم أو تحركهم ترافقت مع أحداث كبيرة في المنطقة (...)، وأن الشعب البحريني سيكمل، وأنا أعرف صبرهم وأعرف توصيات رموزهم وقادتهم لهم»، بالطبع نصر الله لم يخطئ، فهذا هو الواقع لأنه يعرفهم، يعرف هذه الميليشيات التي أشرف على تدريبها في العراق وسوريا ولبنان وإيران، كما يعرف رموزهم وقادتهم، إنهم جميعهم يرجعون إلى إيران، وها هو بيان تأسيس الحزب والذي جاء تحت عنوان «من نحن ومن هويتنا؟»، حيث قال فيه «إننا أبناء أمة «حزب الله» التي نصر الله طليعتها في إيران، وأسست من جديد نواة دولة الإسلام المركزية في العالم، نلتزم بأوامر قيادة واحدة حكيمة عادلة تتمثل بالولي الفقيه الجامع للشرائط، وتتجسد حاضراً بالإمام المسدد آية الله العظمى روح الله الموسوي الخميني، مفجر ثورة المسلمين، وباعث نهضتهم المجيدة»، كما أكد إبراهيم الأمين القيادي بالحزب على هذا الانتماء في عام 1987 قائلاً «نحن لا نقول إننا جزء من إيران، نحن إيران في لبنان، ولبنان في إيران»، إذن من يقصدهم نصرالله في البحرين، هم ليسوا أكثر من إيران في البحرين. جرائم «حزب الله» اللبناني التي لم يركز عليها الإعلام العربي والخليجي بشكل كبير، ولم يتطرق إليها بالقدر المناسب في أي من أخباره أو برامجه، من أبرزها دعمه للمؤامرة الانقلابية في البحرين وجرائمه التي لا تحتاج إلى بحث ولا تقصٍّ ولا إنتاج ولا مونتاج بل هي برامج جاهزة وموثقة، وثقها هذا الحزب بنفسه وعلى لسان أمينه «غير الأمين»، الإعلام العربي والخليجي بحاجة لتسليط الضوء على هذه البرامج خاصة في وقت يعلن فيه نصر الله التعبئة العامة لمحاربة على حد زعمه «الفئة الباغية»، والتي عبر عنها من خلال ما قال إنها «معركة صفين الثانية». «حزب الله» يوجه قناته للتحريض على الدول الخليجية، خاصة البحرين والسعودية، مقابل قنوات خليجية متعددة الأشكال والأنواع، جلها تركت قضايا الأمة ومرحلة الحرب التي تواجهها الدول الخليجية، وتخصصت في الفن والطرب، مع الأسف الشديد، وكأن الأمة تعيش في رغد وسلام ولا ينقصها إلا برامج مسلية وأفلام متنوعة، ولا ندري إلى متى هذا الحال سيستمر بهذه القنوات، والتي قد يكون منها بعض القنوات الإخبارية والتي تكتفي بالتغطية الإعلامية بشكل عام، مثل بعض القنوات الأجنبية التي قد تتناول الأحداث في الدول العربية بصورة أعمق وبتحليلات تخدم مصالحها. أما الحديث عن جرائم «حزب الله» فهي جرائم يطول فيها الحديث، فهل نبدأ بمذبحة «صبرا وشتيلا» والتي مرت ذكراها دون أن تتطرق لها الصحافة الخليجية بصورة تظهر حجم هذه المذبحة، وكذلك لم تخصص لها برامج تلفزيونية، خاصة أن من قام بهذه المذبحة هي حركة «أمل» الشيعية التي أنبثق منها «حزب الله»، ليؤسس حزباً يوجه سلاحه لأهل السنة في لبنان والخليج، هذا الحزب الذي قامت بدعمه ليست إيران وحدها بل تناولت دعمه بعض الدول العربية عندما أغدقت عليه المليارات لإعمار الجنوب اللبناني بعد حربه المزعومة ضد إسرائيل، وكذلك قبوله كند للدولة اللبنانية، حين أعطته مساحة في أن يكون له كيان ووجود رسمي في بعض الاتفاقات التي جمعت بينه وبين الحكومة اللبنانية، مما جعل لهذا الحزب مكانة حاله كحال الدولة بل قد يكون أكثر، وها هو رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام في رده على احتجاج البحرين بشأن تصريحات نصرالله ودعمه للانقلابيين فيها، يقول «إن إخواننا في مملكة البحرين يعرفون طبيعة النظام اللبناني وتعقيدات الواقع السياسي في لبنان التي تسمح بظهور اجتهادات كثيرة حول مختلف القضايا، سواء الداخلية أو تلك المتعلقة بالمنطقة والعالم»، أي أن الحزب هذا أصبح كدولة يخوض حروباً، وها هي حربه في سوريا والعراق، هذا الحزب اليوم يمثل دولة لبنان والتي مع الأسف الشديد صار يتحكم في حكومتها ومؤسساتها وحتى الجيش بالكامل، ولذلك نحن نأمل في تحرك من قبل الجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي. ونعود إلى تدخلات حسن نصرالله عبدالكريم في الشأن البحريني، ودعمه للانقلابيين، حيث يطلب منهم الاستمرار، ونقول إن هذا الحزب وعناصره يحتاجون إلى تأديب، بعاصفة مشابهة لـ»عاصفة الحزم»، قد يكون آن أوانها لبتر إصبع من أصابع إيران، والذي لا يكف عن الإشارة للبحرين.