قال سعيد بومدوحة، نائب مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة «العفو» الدولية في التقرير الذي تم نشره في 23 يوليو 2015 «يجب أن تخجل السلطات الإيرانية من إعدام مئات الأشخاص حيث نفذت أحكام الإعدام في 694 شخصاً بين 1 يناير و15 يوليو 2015، وترسم هذه الإعدامات صورة شريرة لأجهزة الدولة لقيامها بالقتل مع سبق الإصرار، عن طريق المحاكمات غير العادلة بشكل صارخ، إنه أمر مؤلم وخاصة أنه لا توجد نهاية مرئية في الأفق لهذه القسوة مع تدلي حبال المشانق في إيران، بانتظار الآلاف من السجناء المحكوم عليهم بالإعدام»، لا تخجل هذه الدولة التي تقتل شعبها من أن يخرج علينا رئيسها روحاني يتباكى على الحجاج الإيرانيين الذين ماتوا في حادث «منى». دولة لا تخجل حين تقوم بلدية عاصمتها مدعومة بقوى الأمن في 29 يونيو 2015، بهدم المصلى الوحيد لأهل السنة في طهران، كما قام الحرس الثوري الإيراني في عام 1414هـ، بهدم مسجد «فيض» لأهل السنة في «مشهد»، وقتل المصلين في مسجد «المكي» أكبر مسجد لأهل السنة في «زهدان»، ثم يخرج رئيسها يتباكى على حادث تدافع الحجاج بـ»منى»، والذي لم تكشف التحقيقات إلى الآن أسباب حدوثه، وليس بغريب أن تقف خلفه إيران التي لها تاريخ حافل في جرائم الإرهاب التي ارتكبتها في مواسم الحج، فكيف إذا كان موسم هذا الحج يصادف اجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة، وذلك لتقوم إيران بتدويل هذه الحادثة، ولذلك نتساءل عن أسباب ارتفاع القتلى الإيرانيين في هذا الحادث، هل هو صدفة؟! وها هو مقطع فيديو يتداول على مواقع التواصل الاجتماعي لمستشار خامنئي يقول فيه «لن تتحقق العدالة إلا بـ»العلق» و»العرق»، أي بالدم وهو سقوط عدد من الشهداء من الشيعة، والعرق أي الجهد، وأضاف أنه «لابد أن نغرق في العلق والعرق، يبدأ التحرك من مكة، فيتم تحرير الحجاز أولاً»، كما ذكر تقرير نشر على موقع «مفكرة الإسلام» بتاريخ 28 سبتمبر 2015، حيث كشف دبلوماسي إيراني سابق عن خطط إيرانية لإحراج السعودية وإفساد موسم الحج لهذا العام، عن طريق دفع عناصرها لتنفيذ أعمال إرهابية تطال حجاجاً إيرانيين وشيعة آخرين، إذ ذكر الدبلوماسي المنشق «فرزاد فرهنكيان»: «خرج اجتماع بين ملالي طهران ورئاسة الحرس الثوري بأن أفضل وسيلة للرد على النظام السعودي هو في موسم الحج، حيث إن نظام المرشد خامنئي سيحرك جميع الحلفاء لولاية الفقيه لإثارة القلاقل خلال موسم الحج، وتحديداً في مخيمات وتجمعات إيرانيين أو شيعة من رعايا الدول الأخرى في مشاعر منى وعرفات، بهدف خروج مظاهرات في مكة من حجاج إيران وبمشاركة شيعة آخرين، احتجاجاً على الإرهاب الذي استهدف الشيعة، ولإظهار السعودية بمظهر العاجزة أمام مسلمي العالم عن حماية الأماكن المقدسة وأمنها». إنها دولة بالفعل لا تخجل حين يتباكى رئيسها على وفيات الإيرانيين في حادث التدافع في «منى»، في الوقت الذي لا تتسع الحاويات لنقل القتلى الإيرانيين في العراق في حربهم لإبادة أهل السنة، حيث ذكرت المصادر في تقرير نشر في مارس 2015، بأن الزوار القادمين من إيران شاهدوا من خلال معبر المنذرية بأن هناك 13 حاوية كبيرة تحمل جثث قتلى إيرانيين، بعد أن أصدر قاسم سليماني قراراً بمنع دفنهم في مقابر النجف لكثرتهم ولضمان عدم التأثير على معنويات المقاتلين الآخرين، فتم تقسيط إرسالهم إلى ذويهم على مراحل خلال فترة شهر إلى شهرين. دولة بالتأكيد لا تخجل ولن تخجل أبداً، ولكن المخجل أن يكون هناك صمت عن هذه الدولة التي استحلت أعراض المسلمين في كل بقعة ومكان، وسفكت دماءهم وأبادت الملايين منهم في العراق وسوريا، واليوم شرها يطول اليمن وبالأمس البحرين، ومازالت دولة تزف إليها التهاني والتبريكات، وآخرها تهنئتها بالاتفاق النووي بينها وبين القوى الكبرى وعلى رأسها أمريكا، وربما يكون هذا الحادث جزءاً من الاتفاق!! وبرغم كل هذا العداء الذي تظهره إيران علناً مازال التمثيل الدبلوماسي مستمراً مع دول الخليج، ومازالت العلاقات التجارية والخطوط الجوية والبحرية والبرية مفتوحة معها، فكيف بهذه الدولة بعدها تخجل وأن تطالب بتحقيق أممي في حادثة التدافع في «منى»؟! وذلك عندما تظل إيران الولاية الإسلامية التي كانت تتبع المملكة العربية السعودية لاتزال تقبع تحت الحكم الصفوي.