ربما منذ فترة لم نسمع عن أخبار تسر وتفرح أهل البحرين خاصة فيما يتعلق بالأمن وتعقب المطلوبين والوصول إليهم، والقبض عليهم من بعد قيامهم بجرائم كثيرة وعمليات إرهابية قتل على إثرها رجال أمن.
الأخبار الطيبة بالنسبة إلى الناس هي دائماً ما تتعلق بمعيشتهم، وحياتهم، وقوت يومهم، إلا أننا في البحرين ومن بعد ما مررنا به من انقلاب في 2011 أصبحت الأخبار التي تصل فيها أيادي القانون للإرهابيين من الأخبار المفرحة لنا، ونتمنى أيضاً أن تصل أيادي القانون للإرهابيين قبل تنفيذ مخططاتهم.
الشكر لكافة رجال ومنتسبي وزارة الداخلية، والشكر للرجال الأكفاء، والذين يعتمد عليهم في قوات الأمن، والذين تمكنوا بفعل عملهم المخلص من الوصول إلى المطلوبين، كل هؤلاء لهم الشكر ولهم التقدير فهم يقدمون تضحيات للوطن وأهله، وهذا ليس بغريب عليهم، فلدينا كفاءات وخبرات محترمة ولها تجارب، لكن الذي ينقصها هو الدعم، والإسناد، وقوة القرار، وصرامة التوجيه حتى يصلوا إلى الأيادي الإرهابية.
كل عمل طيب يتحقق للبحرين وأهلها يجب أن ندعمه ونثني عليه لذلك نشكر الشيخ راشد بن عبد الله وزير الداخلية على هذه الجهود، ونتمنى المزيد من العمل الاستباقي والاستخباراتي والذي كان قوياً في الثمانينات والتسعينات وما قبلها.
في أوقات كثيرة انتقدنا بعض القصور على خلفية عمليات إرهابية، واليوم يتحقق أمر ممتاز؛ لذلك ندعمه من أجل البناء عليه وتقويته.
هناك مؤشر آخر ظهر من خلال القبض على المتهمين الهاربين في تفجير سترة، وهو أن هؤلاء الإرهابيين لم يستطيعوا الهرب من خلال البحر كما فعل بعض المطلوبين سابقاً، وهذا يظهر أن هناك أموراً تم تصحيحها في موضوع الرقابة البحرية، وإن كان كذلك فهو أمر جيد.
من يظن أن الإرهاب في البحرين ينتهي مع القبض على بعض العناصر فهذا وهم كبير، من هنا نشدد على الاستمرار في هذا النهج الأمني الذي يؤتي ثماره مع الوقت، فما يحدث من ازدياد في عمليات وضع القنابل الوهمية في الطرقات يحتاج إلى محاربة قوية للوصول إلى هذه الخلايا، فمن يضع القنابل الوهمية هم أنفسهم من يضعون القنابل الحقيقية.
بعض المعلومات التي رشحت تظهر أن مع القبض على الإرهابيين الهاربين تم التوصل إلى أمور أخرى من خلالهم، وهذه الأمور التي تم التوصل إليها قد تكشف في الأيام القادمة من الجهات الرسمية.
أكثر ما أفرحنا كمواطنين في موضوع القبض على الإرهابيين الهاربين هو أن هناك ما يشبه الاستفاقة في العمل الاستباقي، وهذا مهم جداً في إستراتيجية محاربة الإرهاب، نتمنى أن تصل أيادي القانون والعدالة إلى كل الإرهابيين، وكل المحرضين، وكل الممولين، كلها دوائر متصلة ومتشابكة، فلا يوجد إرهابي من غير ممول ومحرض.
نتمنى أن تنكشف في الأيام القادمة أمور كثيرة، وأن تصل أيادي القانون للخلايا النائمة، وأن تُكرس الجهود للعمل الاستباقي فهو حجر أساس في محاربة الإرهاب.