ألم ننته بعد من هذا الذي يحدث في لجنة رفع الدعم عن اللحوم؟
كل يوم خبر، وكل يوم قرار، بينما النواب على ما يبدو أنهم حتى الساعة لا يعرفون ماذا يريدون، والجانب الرسمي يبدو أنه أخذ زمام المبادرة، وأدار ظهره للجنة الدعم بعد هذه المراوحات وعدم الاستقرار على قرار واحد، وفرض ما يريد على أرض الواقع.
يبدو أننا أمام حالة من فقدان التوازن للسوق والسلع ستأتي مع إجراءات رفع الدعم عن اللحوم والقائمة التي تليها، وكثيراً ما حذرنا منه، وكثيراً ما أشرنا إليه، وكل حالة ارتفاع للأسعار دون رقابة ودون ضبط، ودون قرار حكومي بتثبيت أسعار السلع، سيزيد كلفة المعيشة على المواطن، وهذا مؤشر لا ينبغي تجاهله.
النواب هددوا أمس من أنهم سينسحبون من اللجنة المصغرة للنظر في رفع الدعم عن اللحوم، ولا أعرف ماذا بعد هذا التهديد، خاصة أن الجانب الرسمي أطلق ودشن مشروع التسجيل لتعويض المواطنين، لكن لا تسألوني عن قيمة التعويض، في الحقيقة المبلغ (محبط)..!
في تقديري أجد أن خيار مجموعة سلع مدعومة للمواطنين (بشرط الجودة) هو خيار أفضل من تعويض مادي دون الطموح، ولن يوازي الارتفاع الذي يحدث في الأسواق.
هناك على ما يبدو موجة من ارتفاع أسعار الغذاء أخذت تحدث في الأيام الماضية، فحتى سعر كيلو سمك الصافي وصل إلى 4 دنانير، والهامور 8 دنانير للكيلو، من هنا نقول إن على الدولة حصر المشكلة، فهل هناك من يتلاعب بأسعار الأسماك والغذاء؟
في الكويت اتضح أن أحد أسباب ارتفاع أسعار الأسماك يكمن في (مافيا آسيوية) تصيد الأسماك، وتتفق فيما بينها على رفع الأسعار لتزيد مداخيلها، وأخشى أن هذا أيضاً يحدث في البحرين، من هنا نجد أنه يجب بحث كل ما له علاقة بمعيشة الناس، ومن الذي يتسبب في رفع الأسعار، فالبعض يقول إن ذلك بسبب الجو، لكن هذا هو جونا منذ أن خلقنا الله، ليس جديداً أن يكون الصيف حاراً..!
وإذا كان شح الأسماك حدث بسبب الدفان، فيجب على الدولة أن تقوم بكل الجهود واتباع الأساليب العلمية لإعادة إحياء مراعي الأسماك والفشوت، حتى وإن كانت اصطناعية، كل شيء وله حل.
في المحصلة هناك مسؤولية كبيرة على الجهات الرسمية لحصر كل ارتفاعات الأسعار، ليس لشيء، وإنما كل ارتفاع للأسعار يعني زيادة كلفة المعيشة على الناس، وبالتالي تتراكم المشكلات ويتراكم الضغط على المواطن، والضغط يولد الانفجار.
ترك الأمور دون ضوابط سيجعلها تفلت، ونحن منذ زمن نحذر من ذلك، الظروف الاقتصادية لا تسمح بزيادة في الراتب، وإذا كان كذلك، ألا ينبغي أن تخفض كلفة المعيشة على الناس؟
ألا ينبغي أن تثبت أسعار الأسماك والدواجن واللحوم (بعد الرفع)؟
لماذا تترك الأمور هكذا؟
المحروقات تقدم للصيادين مدعومة من الدولة، ومادام كذلك فإن للدولة الحق في أن تفرض الأسعار مع هامش ربحي معقول للصيادين.
حالة الشد والجذب بين النواب وأعضاء من الحكومة في لجنة الدعم لا نعرف أين ستنتهي، لكن من الواضح أن ما تريده الدولة ستفعله، والنواب يقال إنهم لم يتفقوا فيما بينهم على الآليات، ولا أحسبهم سيتفقون.
حالة هيجان الأسعار بعد رفع الدعم عن اللحوم والمحروقات قد تفضي إلى أمور كثيرة، يجب حساب ذلك جيداً، ويجب وضع الأمور في نصابها في تثبيت الأسعار، وإلا فإننا نخشى أن يثار غبار كثيف، أو يزيد الضغط على الناس..!
** رذاذ
اللجنة المصغرة لرفع الدعم تضم النواب وممثلين عن الدولة، وهذا يعني أن هذه اللجنة تبحث سبل دعم المواطن للفترة القادمة..!
أطراف اللجنة هي (الداعم) بينما (المدعوم) هو المواطن..!