في كثير من الأحيان أصبحنا كمواطنين لا نزيد على دعاء «حسبي الله ونعم الوكيل على المجرمين» حين نتعطل لساعة أو يزيد في الطرقات إما بسبب حرق الإطارات، أو زرع قنابل متفجرة «وهمية أو حقيقية» في شوارع البحرين.
في كثير من الأحيان أصبحت لدينا تلك البلادة القديمة، التي تعايشت مع الإرهاب والخلايا النائمة، حتى إذا ما غابت عنا تلك القنابل يوماً، أخذنا نسأل: «عسى ما شر وين الجماعة اليوم»؟!
خلال الأيام الماضية ومع بداية العام الدراسي الجديد زاد وضع القنابل «الوهمية/الحقيقية» بالشوارع، من يفعل ذلك يضع خطته حتى يغلق الشوارع الرئيسة، أو يغلق شوارع تؤدي إلى غلق الشوارع الرئيسة الأخرى، غير أن هناك أسئلة لدينا كمواطنين، وقبل أن أطرح الأسئلة سوف أذكر بعض الشوارع التي أغلقت أمس على يد الإرهابيين بناء على ما قاله المواطنون:
شارع الشيخ سلمان عند تقاطع مدينة عيسى مع سلماباد.
شارع الشيخ عيسى المار بعين عذاري.
شارع البديع قرب مدخل الدراز.
حرق إطارات متعمد عند شارع الجنبية.
شارع 77 بجدعلي.
شـارع 12 بالقرب من دوار جامعة ama بمنطقة سلماباد.
بالإضافة إلى قنابل وهمية وضعت على شوارع أخرى لم نعرف عنها، وربما في مناطق أخرى في المحرق والمنامة.
الأسئلة التي طرحناها مراراً، ونود أن نذكر بها هي: أين هي كاميرات الشوارع، كيف تغلق شوارع البحرين في توقيت واحد دون أن يتم القبض على إرهابي واحد؟
الذي يضع القنابل الوهمية هو نفس الخلايا الإرهابية الإجرامية التي تضع القنابل الحقيقية التي تقتل رجال الأمن، فكيف لا يتم مواجهة هذا الأمر بجدية وحزم وقوة ووضع الكمائن لهم، والوصول إليهم؟
إلى متى علينا كمواطنين أن نبقى مرتهنين ومختطفين من قبل الإرهابيين، فنتعطل في حياتنا، وبالتالي يتعطل العمل، ويتعطل الاقتصاد الوطني؟
الحادث الذي راح ضحيته رجال الأمن في كرانه، تم التخطيط إليه بحيث تم وضع قنابل وهمية لمرات عدة في ذات الموقع، حتى ظن رجال الأمن أن الذي وضع في يوم الانفجار كان قنبلة وهمية، وبالتالي وقع الذي وقع.
هذا الحادث يظهر أن الفاعل واحد، وأن الذي يضع الوهمي، هو نفسه الذي يضع القنابل الحقيقية، وبالتالي فإن من حجم وعدد القنابل الوهمية التي وضعت في يوم واحد فقط، وهو أمس الأول، يظهر كم يوجد من الخلايا النائمة.
من هنا، نقول لماذا لم يقبض على إرهابي واحد من الذين وضعوا القنابل الوهمية؟
نحن كمواطنين تخطينا مرحلة التعايش مع حرق الإطارات، والآن يراد لنا أن نتعايش مع قنابل السي فور..!!
كل شيء حولنا تطور، الإمارات اليوم أصبحت من الدول المتقدمة في صناعة الطائرات من دون طيار والتي تحمل أسلحة ومسيلات دموع، وتستخدم للمراقبة البحرية والبرية، ولرصد ومتابعة المجرمين، فإذا كان إخوتنا بالإمارات لديهم هذه التقنية فلماذا لا نستعين بها، بدل استخدام الطائرات العمودية، كما أن الطائرات من دون طيار لا يسمع صوتها أيضاً.
إحدى القنوات الإخبارية بثت تقريراً عن صناعة الطائرات من دون طيار في أمريكا، اللافت أن هناك شباباً في مقتبل العمر يصنعون طائرات من دون طيار بتقنيات متطورة ومتقدمة، بينما سعر الطائرة الواحدة أقل من 500 دولار..!
ما يحدث للناس في الشوارع صباحاً أمر يجب الوقوف عنده، فكيف يحدث كل هذا التخطيط من الإرهابيين، والجميع يتفرج؟
نتمنى أن تصل أيادي القانون إلى هؤلاء الإرهابيين، فهم أنفسهم من يضعون القنابل المتفجرة الحقيقية القاتلة، والأمر ليس مزحة، أو مجرد تعطيل لحركة المرور..!