في العمل السياسي العالمي، دائماً ما نرى كيفية تلاعب السياسيين على الشعوب وإبعادهم عن القضايا الأساسية أو الجوهرية وإشغالهم بالأمور الجانبية أو التوافه منها، بقصد مواصلة المشروع الخاص بهم، دون أن تكون هناك أية عوائق تأخرهم عن إنجاز هذا المشروع.
ومن الممكن أن نرى هذا واضحاً في طبيعة السياسة الأمريكية، بصورة خاصة، والأوروبية بصورة عامة، حيث يومياً تثار قضايا جانبية، تافهة، لا وزن لها، من أجل إبعاد الناس عن القضايا الجوهرية التي تهمهم، وإشغالهم إلى درجة الانهمام التام بما يطرح مما يشغل الجميع، ويحولهم إلى مؤيد ومعارض للموضوع المطروح، وخلق صراعات وهمية لا أساس لها في الواقع، من أجل أن يواصل السياسيون مشروعهم الخاص، والذي قد يعني تفكيك المجتمع وتحويله إلى أدوات شطرنج، يحركها من يريد إلى ما يريد تحت إطار الغاية تبرر الوسيلة، مهما كانت هذه الوسيلة قذرة، فالعمل السياسي كما يقول السياسيون هو لعبة الخبث.
قبل فترة تداولت مواقع التواصل الاجتماعي إحدى الكتابات التي تعبر تعبيراً صادقاً عما يحدث فوق كوكبنا الأرضي، وبعيداً عن صدق هذه الكتابة أو حقيقة الحدث وصحته، ولو كان هذا الحدث متصوراً أو متخلياً، فإنه يعبر عن حقيقة يتجاهلها الكثيرون أو يبتعدون عن التفكير أو الاهتمام بها، جاء في الموضوع المتناقل؛ يقال إن أوباما دعا الرئيس الإسرائيلي على الغداء، وبعد الغداء.. خرجا للصحافيين للإدلاء بتصريح صحافي، سألهما أحد الصحافيين: ما هي القرارات التي اتخذتماها أثناء اجتماعكما؟!
قال الرئيس أوباما: قررنا أن نقتل 20 مليون مسلم ودكتور أسنان واحد.
توقف هنا أخي القارئ؛ ما هو السؤال الذي يدور بذهنك في هذه اللحظة؟
نعود للنكتة.. الصحافيون اندهشوا طبعاً ونظروا إلى بعضهم البعض والكل متلهف لمعرفة لماذا طبيب أسنان واحد فقط؟
فقال أحد الصحافيين للرئيس أوباما: ولماذا طبيب أسنان واحد؟
تبسم أوباما ثم مال على الرئيس الإسرائيلي وهمس في أذنه: ألم أقل لك إن أحداً لن يهتم بالـ 20 مليون مسلم.
انتهت النكتة.. وشر البلية ما يضحك!
نعم هذا هو الواقع أشغلونا بالطبيب الواحد فنسينا العشرين مليون مسلم، وهذه هي سياستهم؛ توجيه أنظارنا بعيداً.. وشغلنا بتوافه الأمور.