هذا العنوان تحديداً الذي يجب أن تطالعنا به صحيفة «واشنطن بوست» يوم غد، بعد تقرير مسيء استهدفت فيه بشكل فج البحرين وشعبها، وتعاملت فيه مع البحرين بنظرة «عوراء» وبمصداقية «ضائعة» هي امتداد لسلسلة من التغطيات التي استهدفت فيها البحرين ودعمت عمليات الانقلاب فيها وبررت للعمليات الإرهابية؛ بل أدانت سياسة البيت الأبيض نفسه الماضية لتحسين العلاقات مع البحرين ودول الخليج.
ويبدو أن زيارة جلالة الملك حفظه إلى فرنسا، وما سبقها من علاقات قوية مع بريطانيا وأيضاً الصين القوة العالمية الاقتصادية إضافة لروسيا والإعلان عن صفقات أسلحة، أمور جعلت بعض صانعي سياسة الصحيفة، التي كشفت في مرات عديدة كرهها لدول الخليج، جعلتها «تختلق» تقريراً يتضمن معلومات وتصنيفات «فنتازية» لا علاقة لها بالواقع.
إضافة لعملية استهداف ممنهجة لدول الخليج بشأن الحرب على الحوثيين عملاء إيران في اليمن، طالعتنا الـ «واشنطن بوست» بتقرير أعده مراسلها من كابول عن انتهاكات حقوق إنسان.
وهي عادة دائمة لهذه الصحيفة بأن تجند أشخاصاً يكتبون تقارير موجهة تخدم أجندة معينة، فالمراسل كاتب التقرير الموجود في كابول يغض النظر عن انتهاكات الأمريكان أنفسهم في أفغانستان، وعن صنوف التعذيب التي مورست هناك وقتل المدنيين والتفجيرات المميتة بحجة القضاء على القاعدة، وما فعلوه في «جوانتانامو»؛ هذا المعسكر الذي يرفض باراك أوباما أن تزوره جمعيات حقوق الإنسان، لأن يعلم حجم الانتهاكات الكبير لحقوق الإنسان فيه، وعليه كان يتوجب وضع الرئيس الأمريكي في أول القائمة.
إساءتكم للبحرين مرفوضة ويرد عليها بالحقائق والأرقام، إذ أن البحرين هي الدولة الوحيدة حول العالم التي امتلكت القوة والجسارة لتدعو لجنة تقصي حقائق دولية مستقلة لتكتب تقريراً شاملاً وحراً بشأن أحداث البحرين، دول أخرى لم ولن تفعل، بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية نفسها.
عموماً، المضحك في الموضوع أن التقرير يشير لمقتل 30 شخصاً في أحداث البحرين، مصوراً ذلك على أنه انتهاك لحقوق الإنسان، مغفلاً حقيقة أن كثيراً منهم دخلوا مواجهات إرهابية مع أجهزة الأمن بهدف قتل رجال الشرطة وإقلاق الأمن، واستخدموا المولوتوفات وكل أنواع الأسلحة المتاحة، بل وقفت وراءهم إيران بدعم معنوي وإمدادي ومحاولات تهريب أسلحة.
المفارقة بأنهم يذكرون البحرين في التقرير في حين لم يأتوا على ذكر أفظع انتهاكات حقوق الإنسان على الإطلاق بعد القنبلة الذرية التي ألقتها الولايات المتحدة على اليابان وبعد مئات آلاف القتلى في الحرب العالمية التي لأمريكا يد عظمى فيها، ونعني هنا مجازر السفاح بشار الأسد المدعوم إيرانياً.
المضحك بأن كاتب التقرير لـ «واشنطن بوست» وكأنه يعيش على كوكب آخر، وكأنه لا يقرأ الجرائد ويتابع الأخبار حتى وقت قريب، إذ بشهادة العالم فإن أضخم جريمة إنسانية ترتكب اليوم هي في سوريا، كم عدد الملايين التي هجرت وهربت من عمليات القتل التي يقوم بها بشار وحزب الله والقوات الإيرانية هناك؟! كم مئات آلاف قتلوا من السوريين الأبرياء؟!
بل قبل ذلك؛ أعظم انتهاكات حقوق الإنسان حصلت في إيران التي لم يأت التقرير على ذكرها، والتي يبدو أن مراسلكم من كابول لا يعرف شيئاً عن الدول التي تقع فوق رأسه. اسألوا أمريكا التي تصدرون منها عن جرائم نظام الخميني تجاه سنة إيران وتجاه المعارضين لنظامه، كم عشرات آلاف قتل؟! وكم معارضون استهدفوا بالتعذيب والاعتقال والقتل؟! ويحصل ذلك حتى اليوم!
تكتبت الـ «واشنطن بوست» هذا التقرير الوقح بحق البحرين، في الوقت نفسه الذي تحتجز فيه إيران مراسل الصحيفة الأمريكية في طهران بتهمة التجسس لأكثر من عام، وواضح أن طهران تتجه لإعدامه.
الاعتذار للبحرين ولشعبها أقل شيء تقدمه الـ «واشنطن بوست»، وهي لن تقدمه، فأصحاب الأجندات وكارهو الخليج العربي وأنظمته وشعوبها لا يقوى لسانهم على النطق بكلمة حق واحدة.
تركوا أكبر المجرمين، واستهدفوا دولة تفوقكم يا أمريكا في حقوق الإنسان، فلسنا نحن من لدينا معتقل «جوانتانامو» الشهير بأساليب التعذيب المبتكرة، ولسنا نحن من يزج الناس في السجون لمجرد الاشتباه لسنوات طويلة.