لم تبرح صورة الطفل السوري على ساحل البحر مخيلتنا حتى اليوم، كانت الصورة مؤلمة، والواقع أكثر ألماً ومرارة، هذه الصورة ربما أبكت قلوباً حول العالم، حتى وإن كانوا ليسوا عرباً ولا مسلمين، لكن في ذلك حكمة من عند الله سبحانه، وكأن رب العباد أراد لهذا الطفل أن يحرك العالم، ويجعل أوروبا تفتح حدودها وأبوابها أكثر، من بعد الضغط الشعبي الداخلي عليها.
مأساة اللاجئين من سوريا (12 مليون لاجئ، و4 ملايين عراقي) هي مأساة صمت عالمي عن جرائم بشار و(المالكي والعبادي وقبلهم الجعفري وجميعهم من حزب الدعوة قرناء جمعية الوفاق في البحرين) وجرائم إيران التي تخطط لكل ذلك، الغرب لا يرى أن قتل أهل السنة بالعراق وسوريا جريمة، لكنه يمنع البحرين (مثلاً) من الحصول على مسيلات دموع لأنها تمارس العنف ضد الإرهابيين..!
القنابل الكيماوية وبراميل الموت (اختراع إيراني) وقصف الطائرات في سوريا والعراق لا يراه الغرب، ولا يتحرك مجلس الأمن، ولا تتكلم المنظمات الدولية، ولكنه يمنع عنا مسيلات الدموع..!
هكذا أصبحت المعايير الدولية، غير أن الله متم أمره ولو بعد حين، فأصل المشكلة هي في قتل الشعب السوري والعراقي، وليست في قوارب الهجرة، إلا أن كل ذلك أيضاً نحسبه خيراً.
كيف يكون خيراً.. ربما يسأل البعض؟
في موضوع هجرة اللاجئين أرى أنه خير، رغم المأساة، والألم، والضحايا، لكنه بإذن الله خير، فقد قدر الله أن يهجر من هم على التوحيد الصحيح أبناء المصب الرئيس للإسلام، من سوريا والعراق، فغالبية المهاجرين منهم، وكأن الله أراد أمراً أن يتم، لا نراه نحن اليوم.
وكأن الله أراد أن ينتقل مئات الآلاف إلى بلدان أوروبا، وإلى البلدان التي بها إنجاب ضعيف، وبها إحجام عن الزواج، فينتقل أصحاب (التوحيد الصحيح) إلى تلك البلدان فينتشر الإسلام أكثر، وقد قدر الله أن تفتح ألمانيا لهم الأبواب (حتى وإن كانت لها حاجة فيهم كأيدٍ عاملة) إلا أنهم سيستوطنون وسيحصلون على الجنسيات، وسيكون لهم دور أكبر وأقوى اقتصاداً في أوروبا، كل هذا سيتم ولو بعد حين.
بالأمس سمعت أن جمهورية تشيلي في أمريكا الجنوبية، آخر البلدان على الأرض، قد فتحت للاجئين أبوابها، وأيضاً أستراليا، وكندا، وبريطانيا، ودول البلطيق، فسبحان الله.. وكأن رب العباد أراد للإسلام ان ينتشر ويعم الدنيا، ويصبح هو الدين الأول في العالم.
الذين حاربوا الإسلام بمحاكم التفتيش في أوروبا وإسبانيا، سخرهم الله اليوم ليفتحوا أبواب بلدانهم (بإرادتهم) ليدخل الإسلام عن طريق الأشخاص، والأسر والمواليد الجدد الذين سيتزوجون وينشؤون أسراً أخرى.
الذي نراه اليوم شراً، وألماً، وحزناً، وكارثة، قد يكون هو بداية الفتح، وبداية النصر، سواء كان في اليمن، أو في سوريا أو في العراق، والذين بقوا ولم تهجرهم الأنظمة في العراق، وفي سوريا، كأن الله يخبئ لهم أمراً، حين يتجمعون في مناطق واحدة، حتى يزالوا مرة واحدة.
لم يخطئ وزير خارجية المجر حين حذر أوروبا من أن مسيحية أوروبا مهددة، نطق بشيء قصد منه تخويف أوروبا، لكن الله قدر أن تفتح أوروبا أبوابها، وقدر سبحانه أن العرب يوصدون أبوابهم، ويغلقون حدودهم، كل ذلك من تقدير الله، حتى ينتشر الإسلام الصحيح (إسلام التوحيد الحق) في أوروبا وفي الأمريكيتين، وفي أستراليا، إنه تقدير القوي العزيز.
قدر الله لذلك الطفل أن يموت بتلك الطريقة، وقدر أن تُلتقط له تلك الصورة، حتى أن طريقة إلقاء الموج له على الساحل كانت مؤلمة، ونومته على التراب ويده مضمومة إلى جسمه مؤلمة أيضاً، كل ذلك هو من تقدير الله، حتى تفتح الأبواب، وتحن القلوب، ويدخل المسلمون أوروبا ليسوا فاتحين، ولكن لاجئين، ولكن الإسلام سينتشر بعز عزيز أو بذل ذليل.
الذي يرى أن هجرة اللاجئين وغرقهم بالبحر مأساة، هو على حق، إنها كذلك، لكن مع ذلك فإن من هذه المأساة والكارثة قد تحقق أمراً كنا نريده منذ أزمان، وهو دخول الإسلام إلى أوروبا، وأن يصبح الإسلام مؤثراً من الداخل، وليس من الخارج، وهذا الذي سيكون بإذن الله مع مرور السنوات.
حين أقر الرئيس الأمريكي أوباما قانوناً يسمح بزواج المثليين، فإننا قلنا إن هذا القانون قد يكون بداية النهاية لأمريكا، لا نعرف كيف ستكون النهاية، هل هي انهيار اقتصادي، هل هو تفكك للولايات، هل هي بحرب أهلية عنصرية، هل هو بطوفان يأتي من البحر (كما نرى في أفلام الخيال العلمي) كما حدث في البلاد التي يباح فيها الشذوذ فينزل عليهم غضب الله كما نزل بقوم لوط.
زواج المثليين وكأنه يقطع النسل لأناس أصلاً يعانون من الأحجام عن الزواج وقلة المواليد.
إنه من تقدير العزيز الحكيم، فكل المؤشرات تقول إننا دخلنا بداية أشراط الساعة الكبرى، والإسلام سينتشر وسيعم، حتى وإن ظننا أنه لن يكون ذلك اليوم، إلا أنه سيكون بإذن الله، حتى أن الدول التي في آخر الأرض، فتحت أبوابها للاجئين حتى يبدأ الإسلام بالانتشار، ويصل إلى كل الدنيا، إنه تقدير العزيز الحكيم سبحانه.