شاء الله وحده جل جلاله أن يقلد البحرين وأهلها شرف شهادة أبنائها الخمسة في دفاعهم عن بلاد الحرمين، وفي حربهم ضد الصفوية، وضد أذناب إيران في المنطقة، الحوثيين وجيش صالح، ونصرة أهل اليمن.
هذه الشهادة لأبنائنا الخمسة، إنما هي وسام شرف وفخر، وندعو الله سبحانه أن يتقبلهم شهداء من عنده، وأن تكون النية خالصة لله وللدفاع عن أرض الحرمين الشريفيين، فهذه ليست عروبة وحسب، وإنما هي عقيدة ودين وانتماء، وعروبة وتضحية من أجل رفع راية التوحيد، ودحر أعداء الأمة خناجر الخاصرة المسمومة التي زرعتها الدولة الصفوية بيننا.
إلى أمهات الشهداء.. إلى آباء الشهداء.. إلى أبناء الشهداء.. إلى جميع أهلهم؛ عليكم أن تعرفوا أن الله كرمكم بشرف الشهادة لأبنائكم من عنده، وهذا فضل ما بعده فضل، وعطاء ما بعده عطاء.
صحيح أن الإنسان منا ليحزن على فقد الأعزاء، لكنكم أنتم يا أهل الشهداء عليكم أن تفرحوا، وأن ترفعوا رؤوسكم وأن تفخروا بأن لكم شهداء ذهبوا للدفاع عن شرف الأمة، وعن أرض التوحيد، إن هذا الجهاد لهو الجهاد الحق، وهو الجهاد الحقيقي.
شهداء الجيش وشهداء رجال الأمن سواء، هم جميعهم يقدمون تضحيات ويقدمون أرواحهم من أجل الوطن وأهله وكرامته وسيادته. لهم جميعاً الحب والتحية والتقدير.
لا ننسى أن نعزي أهلنا وأحبتنا في الإمارات الشقيقة، قيادة وحكومة وشعباً، على ما تقدمه الإمارات من شهداء في اليمن والبحرين، وكل هذا ينم عن شيم وخصال أهلنا في الإمارات الذين يقدمون أبناءهم من أجل كرامة وشرف الأمة وهذا ليس بغريب على أبناء زايد، وعلى شيوخ الإمارات الحبيبة.
قبل ذلك أيضاً فإن ما تقدمه المملكة العربية السعودية من شهداء بالعشرات من أبنائها لهو شرف عظيم، وجهاد حقيقي غير مزيف في الدفاع عن الأمة والأرض والعرض، ضد الأيادي الخائنة العميلة التي استأجرتها إيران ضد أوطانها.
نحمد الله على هذا الذي يحدث لنا، فلا يأتي النصر إلا من عمق الأزمة والألم، وندعو الله أن يجعل هذه المحن تمحيصاً وفرزاً وتصحيحاً لمسار الأمة، حتى نفرغ من الجيوب التي في الخاصرة، ونتفرغ للقضايا الكبرى، سوريا، وفلسطين، والعراق، ولبنان، حتى تنظف مما حدث لها من تلوث وخراب.
ما حدث من استشهاد إنما هو وسام فخر على صدر البحرين، وعلى صدر قيادتها، وبإذن الله ستحرر اليمن، وستكون رافداً وقوة لدول الخليج بعد أن تطهر من الأيادي الإيرانية الفارسية، وبعد ذلك بإذن الله سيكون التحرك نحو سوريا، بعد أن يضاف إلى قوتنا قوة أهل اليمن وجيش اليمن.
علينا أن نفخر بما يقوله قادة التحالف عن جنود وضباط البحرين، فقد نمى إلينا أن قادة الجيوش والتحالف كانوا يثنون على إخلاص وتفاني والتزام الجندي البحريني، بل إنهم يثنون على مستوى التدريب والاستعداد والكفاءة للمجندين البحرينيين الذين ربما هم من أفضل الكفاءات التي يضمها التحالف العربي الإسلامي في اليمن، سواء كان ذلك في سلاح المدفعية والمدرعات، أو الهندسة أو سلاح الجو الذي تمتلك فيه البحرين طيارين هم من خيرة وأفضل الطيارين على مستوى المنطقة بشهادة الخبراء والأمريكان.
وهذا يحسب لمؤسس الجيش البحريني، جلالة الملك حمد بن عيسى وسمو الأمير سلمان بن حمد ولي العهد حفظهما الله، وما يقوم به وقام به المشير الشيخ خليفة بن أحمد حفظه الله.
فكل سمعة طيبة تجنيها البحرين من وراء قدرة وكفاءة وإتقان المجند البحريني يعود إلى قادتنا الذين أسسوا هذا الجيش البحريني، الذي هو اليوم على قدر كبير من الكفاءة والاستعداد والجاهزية، والتجهيز على مواجهة التحديات.
وإننا لنأمل من قادة الجيش البحريني بهذه المناسبة أن تكثف الدوارت التخصصية القوية، والمناورات المحلية أو الخارجية، وأن يزداد ابتعاث المجند والضابط البحريني إلى أفضل البلدان المتقدمة من أجل اكتساب المزيد من الخبرات.
الأحداث التي نراها حولنا تتطلب المزيد من ذلك، ونأمل أن يوجه القائد العام إلى المزيد من المناورات، والمزيد من الدورات والاحتكاك مع أفضل الجيوش التي تربطنا بها اتفاقيات ممتازة.
كما نتمنى ألا نتوقف عن تزويد الجيش البحريني بكل ما يحتاج من تسليح، ومن معدات وأجهزة حديثة متطورة، كانت من أمريكا أو من أوروبا أو من روسيا والصين، فيجب ألا نتوقف عند حد معين، ويجب أن نكثف من استعدادات الجيش وتجهيزه بأفضل المنظومات القتالية، وتنويع مصادر التسليح.
ليعلم الجميع أن هناك الكثير من أبناء البحرين كشعب وجيش يتمنون الذهاب إلى مواقع الشرف والدفاع عن أرض التوحيد، بل إن هناك من يتحرق من أجل أن يعطى هذا الشرف، سواء أكان مواطناً أو عسكرياً.
إننا لنفخر بشرف الشهادة لأبناء البحرين، وإننا لنفرح بهذه الشهادة، حتى مع ألم الفقد، إلا أن شهادتهم مصدر فخر وفرح، وبإذن الله يشفعون في 70 من أهلهم، وإن هذا لهو الفوز العظيم.
رغم هذه المحن، إلا أننا نرى أن النصر قادم بإذن الله، وأن أمة التوحيد وأمة المصب الرئيس ستفرح بنصرها في اليمن، كما فرحنا في البحرين (والبحرين تحتاج إلى أن يكتمل فرحها) وبإذن الله سنفرح بانتصار الشعب السوري، ثقوا بذلك، كل المخاضات تقول إن هذا سيأتي اليوم أو غداً.