المرء يُعرف في الأنام بفعله وخصائل المرء الكريم كأصله كلما أوقد أعداء البحرين ناراً وحرقوا فيها أرضاً وقتلوا فيها نفساً، شعشع ضياء فارس المجد بين الظلام، حتى صفت الدنيا وشاع في نفوس أهلها الأمل، إنها الخطوات المباركة التي لامست بالأمس تراب مدينة الحد العريقة.. إنه خليفة بن سلمان الذي وضع بيده الكريمة حجر الأساس لصالة «المسلم» بالحد، كما وجه في زيارته الميمونة بتسجيل أسماء رجالات المدينة على شوارعها وأحيائها، وذلك كدليل للأجيال الذي يحاول البعض اليوم أن يستله وينسبه لشخصيات ليس لها أصل ولا وجود، ومحاولة طمس تاريخ مناطق البحرين حيث بدؤوا يؤرخونه ليخدم أهدافهم، وها هو ما يسمى «سنوات الجريش» دليل على سعيهم لاختطاف مناطق البحرين كلها. ونعود إلى مواقف سموه الخالدة.. خليفة بن سلمان الذي لم تشغله مهام ولم يشغله شيء عن خدمة البحرين.. الرجل الذي ضحى بأجمل أيام حياته، وبكل لحظة تمر من عمره في خدمة البحرين.. إنه الرجل الذي بنى نهضة مبارك وصل صيتها أقصى العالم.. وهاهي الشهادات الدولية والأممية تشهد بجدارة وكفاءة رئيس وزراء لم يسبق لأي دولة في الخليج أو الوطن العربي أن يكون لها مثله، رجل صمد في وجه العواصف والمحن ليخرج بالبحرين بأجمل مما كانت وبأقوى ما كانت عليه. وتعود بنا الذاكرة لمن ملك قلوب شعب البحرين، هذا الرجل الذي هتف باسمه الشعب، صغيراً وكبيراً «الشعب يريد خليفة بن سلمان»، فأي تكريم وأي مجد أكبر من هذا، وذلك عندما يخرج شعب البحرين ليسد شوارعه في ذلك اليوم التاريخي.. يوم الفاتح العظيم.. فقط ليبلغ رسالته للعالم بأن شعب البحرين «يريد خليفة بن سلمان»، هتف هذا الشعب ليس يوماً ولا أيام، بل ومنذ فبراير 2011 لم يتوقف عن هذا الهتاف الذي مازال يتردد صداه في آذاننا وفي نفوسنا كلما رجعت بنا الذاكرة.. شعب البحرين الذي يرى في عيون خليفة بن سلمان الأمل.. وأن البحرين بخير، هذا الرجل الذي لم يفارق شعبه في سراء ولا ضراء، جاء بين خيامهم، وجاء على أسيافهم، وجاء بين أحيائهم .. ليقف معهم ويواسيهم ويجدد لهم الأمل ويحيي في نفوسهم الهمة.. حتى خرجوا بأرواحهم دفاعاً عن البحرين، إنه الرجل الحكيم الذي مسك البحرين فدرأ الفتنة التي كادت أن يشتعل فتيلها، لولا سرعة تدارك سموه لتلك الحوادث التي كانت ستفتح باباً للاقتتال الطائفي، فتأتي زيارته لتطفئ ناراً لهيبها كان سيخرج عن نطاق التحمل، فتتحول منها البحرين إلى عراق آخر لتصبح بعدها زمام أمور البلاد في يد ما يسمى الأمم المتحدة، والتي دون أدنى شك ستسلمها إلى أذناب إيران، كما سلمتهم العراق، إنها اللعبة الخبيثة التي تداركها خليفة بن سلمان في وقتها وآنها.. خليفة بن سلمان سليل مجد الكرام لم يعشق تراب البحرين فقط بل عشق أهلها قبل.. ولذلك ترى سماحة ملامحه التي تكشف أصالة عرقه وأصله.. إنها السماحة التي لا يخصها الله إلا أولئك البشر الذين جعلهم ملوكاً وأمراء في أرضه.. ولذلك ترى هذه الملامح وإشراقة وجه الكرام هي هبة من الله لعباده أن يكون عليهم من أطيبهم عرقاً وأحسنهم خلقاً وأبهاهم مظهراً.. إنها طلاقة الوجه التي استشعرها ويستشعرها كل من يقابل خليفة بن سلمان، كما استشعرها أمس أهالي الحد.. الذين فرحوا بزيارة سموه واستبشروا خيراً، بأن مدينة الحد سيتجدد فيها التاريخ الذي احتضن العوائل البحرينية.. إنها الزيارة التي تحمل الود والتقدير لعوائل البحرين الأصيلة الذين عاشوا بصمت وقلوبهم مملوءة بولاء ومحبة لولاة أمورهم، ربما لم يتمكنوا أن يعبروا عن مشاعرهم مباشرة.. ولكنهم سجلوها في تضحياتهم عندما صمدوا في مناطقهم برغم ما طرأ عليها من تغير ومن اختراق لم يحسب حسابه، اختراق تقف وراءه أياد خبيثة. إن تشييد الصالات وتسجيل الشوارع بأسماء الرجال والعوائل التي كان لها دور تاريخي ومؤثر وهم من أول من أسسوا هذه المدن والقرى، هو عمل مطلوب أن يتم في مثل هذه المناطق، وذلك كي لا يكون هناك مجال لمن يحاول أن يضع نصباً أو يبني داراً من حطب أو «جينكوا» كما حدث في كثير مناطق البحرين ومنها مناطق حديثة تم بناء منها «جبرات» سميت مساجد على «الدوارات»، تهيئة لخطف تاريخ البحرين، ليس في الماضي البعيد بل القريب ومازال يحدث هذا في كل منطقة سكنية حديثة، أو أرض غير مأهولة، وذلك حين غاب تسجيل تاريخ المنطقة على مشاريعها وشوارعها. بالتأكيد لن تفي الكلمات بمكانة خليفة بن سلمان في عيون شعب البحرين، ولن تكفي مقالات أن تتحدث عن نهضة حضارة عملاقة قادها سموه منذ بدء توليه رئاسة الحكومة، إنها مواقف وتضحيات قدمها سموه لم ولن ينساها له شعب البحرين، شعب البحرين الذي هتف بصوت واحد «الشعب يريد خليفة بن سلمان» لم يقلها مجاملة ولا توجيهاً، بل قالها طوعاً أجراها الله على لسانه، إنه «خليفة بن سلمان»، الذي لم ينس يوماً أهل البحرين.. إنه خليفة بن سلمان الذي يصدق فيه قول الشاعر.. المرء يُعرف في الأنام بفعله وخصائل المرء الكريم كأصله